الشروع في حوار وطني شامل لا يستثني أحداً بما في ذلك الحوثيين ومكونات الحراك الجنوبي والمعارضة في الخارج، كان أحد المحددات التي تضمنتها المبادرة الوطنية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) المعلنة مطلع يونيو الماضي، بل كان أحد العناوين المهمة للآليات التنفيذية والتفعيلية لمضامين المبادرة، وهو عنوان اندرجت تحته رؤية تفصيلية متكاملة، حددت قضاياه ومحاوره، وقوام ومكونات المشاركين فيه، ومداه وهيئاته، والية تفعيل مخرجاته ، وعلى نحو يجعله منطلقا فعالا لتحول تاريخي يدلف باليمن إلى رحاب الاستقرار والنماء والازدهار. إن ما تعيشه البلاد اليوم من توترات متفجرة تعبر عن فجائعيتها مشاهد الحرب الطاحنة في صعدة وحرف سفيان، والمواجهات العنيفة المشتدة في بعض محافظات الجنوب ، تجعل من التوجه إلى الحوار الوطني الذي لا يستبعد أحداً، الضرورة والاستحقاق الأهم الذي لا يقبل التسويف والترحيل، لحماية الوطن من أخطار داهمة وجدية تتهدده إنساناً وأرضاً ووحدة، ولاجتثاث جذور أزماته وانكساراته وتشظياته، ولإرساء أسس استقراره وتنمية ووئام أبنائه واندماجهم ورفاههم، من خلال التفعيل الجاد للمرتكزات المحققة للمواطنة السوية، المتمثلة في تجسيد العدالة في توزيع السلطة والثروة، والديمقراطية المؤصلة للشراكة الحقيقية وللتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته، والتنمية الشاملة المستدامة، ذلك أن تفعيل المواطنة السوية بمرتكزاتها والياتها، وما يستلزمه ذلك اعتماد للفيدرالية (نظام الدولة المركبة)، يؤدي بالضرورة إلى إزالة كل العوامل والمنابت المنتجة للغبن والتمييز والإلغاء والاستلاب، ومخرجاتها المدمرة المغذية لسعير الضغائن والأحقاد والتصدعات والتطرف والعنف . لقد جاءت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، بعد زيارته لبلادنا ومحادثاته مع فخامة رئيس الجمهورية، لتحمل في مضامينها التأكيد على ضرورة الحوار الوطني الذي لا يقصي أحداً في الداخل والخارج، ولتشير إلى دعم وإسناد عربي لتحقيق تلك الضرورة، على نحو يجنب اليمن انزلاقات مدمرة، وتلك مضامين تتوافق معها محددات المبادرة الوطنية لحزب الرابطة (رأي) التي حملت في طياتها ما يؤكد على أهمية آن يكون للأشقاء العرب وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، دوراً وحضوراً داعماً لمساعدتنا نحن اليمنيين على الوصول إلى تحقيق مقتضيات المواطنة السوية، والخروج ببلادنا من نفق الأزمات والمآزق، الذي يهوي بها إلى مجاهل مدمرة .. ولله الأمر من قبل ومن بعد ..