أكد أعضاء الهيئة المركزية لحزب رابطة أبناء اليمن المعارض (رأي) في ختام أعمال دورتهم الاعتيادية الثانية ، التي استمرت ثلاثة ايام بصنعاء، برئاسة عبدالرحمن علي الجفري رئيس الحزب، على مضامين المبادرة الوطنية التي أعلنها ، مجددين دعوات الحزب المتكررة لجميع الفعاليات السياسية والمجتمعية، للتفاعل الجاد والبناء مع محددات المبادرة، والمشاركة في اغنائها وإثرائها، وصولاً إلى تجسيدها فعلياً. ولفت البيان الختامي لأعمال الدورة أن الأوضاع المحتقنة في الوطن قد بلغت اليوم مستويات من التوتر والقابلية للتوتر، تدعو جميع الفاعلين في منظومة الحكم والمنظومة السياسية بكافة أطرافها، للكف عن مختلف صور المكابرة والمكايدة والمناورة والتردد، ، مؤكدا ضرورة التحرك العاجل والفاعل لإنقاذ الوطن ووحدته من مهالك التفجير، وذلك من خلال اعتماد نظام الدولة المركبة (النظام الاتحادي الفيدرالي)، الذي رسمت المبادرة الرابطية سماته، وحددت آلياته، والذي تشهد التجارب التاريخية العالمية، أنه الأنضج والأقدر والأمثل لبناء صروح وحدوية قابلة للاستمرار والديمومة. وعبر أعضاء الهيئة المركزية عن إدانة الحزب وتنديده، بما جرى ويجري من ممارسات للعنف، في سياق تعاطي مختلف الأطراف مع تفاعلات الحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية، معبرين عن استنكارهم لعمليات إطلاق الرصاص الحي على العزل من السلاح. وعمليات البطش والتنكيل والاعتقال المتصاعدة في سياق المواجهة الأمنية القامعة للتظاهرات السلمية مدينين ومستنكرين بالقدر ذاته كل الممارسات التمزيقية التي تضرم سعير الكراهية والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد، محذرين من مغبة جدار الكراهية المتطاول الذي أنتجته الممارسات التمييزية الهدامة، والذي أورث البلاد والعباد مدداً من الفتن والمحن والإحن، مشددين على ضرورة تحرك كافة العقلاء لوضع حد قاطع لكل مولدات التباغض والتنافر، وكل محفزات النزعات الجهوية والطائفية والمناطقية المدمرة. وأعرب أعضاء الهيئة المركزية عن قلقهم البالغ من تصاعد نذر حرب جديدة في محافظة صعدة مجددين دعوة الحزب إلى العمل على معالجة ما جرى ويجري هناك، من خلال تحكيم العقل وإيجاد الحلول الجذرية المانعة لكل عوامل التأزم والعنف، في سياق معالجة وطنية شاملة تروم تجسيد المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة، العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته والتنمية الشاملة المستدامة. وأبدى أعضاء الهيئة المركزية قلقهم البالغ ورفض حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" لهجمة المصادرة والحظر والمنع والحجب التي تعرضت لها عدد من الصحف والمواقع الإخبارية الإلكترونية، مشددين على أنها مثلت انتهاكاً سافراً لنصوص الدستور والقانون، وبما يعبر عن ضيق بالحقوق والحريات المدنية مؤكدين أن هجمة كهذه لن تؤدي إلا إلى تأجيج حالة التأزم في البلاد، خاصة أنها تأتي في سياق جملة من الإجراءات غير المبررة التي تفرض أوضاعاً استثنائية في البلاد من قبيل عسكرة المدن، وإطلاق العنان للمواجهات الأمنية القامعة، التي لا تزيد الأوضاع إلا تردياً خاصة وأن الوحدة قد اقترنت بالديمقراطية وحرية الرأي، مستنكرين الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات، واستحداث مزيداً من السجون، ومشددين على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين والتوقف عن المحاكمات التي لا لزوم لها في ظل قضاء نسأل الله أن يصلحه. وثمن أعضاء الهيئة المركزية مواقف الأشقاء والأصدقاء الداعمة لوطننا اليمني مناشدينهم تقديم العون لبلادنا لتخرج من أزماتها على النحو المحقق للمواطنة السوية من منطلق أن أمن واستقرار اليمن ونمائه عنصر مهم وإيجابي لاستقرار المنطقة والعالم. واشار البيان الختامي إلى ان الهيئة خلال مناقشتهم لمستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، جددت مواقف الحزب تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية مرحبين بمضامين الخطابين التاريخيين لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما، اللذين وجههما للعالم الإسلامي من تركيا ومصر، مؤملين استيعاب الإدارة الأمريكية لمضامين ومفاهيم الدين الإسلامي الحنيف المعتدل النابذ للعنف الباني لحضارة إنسانية في أرقى صورها وتجلياتها داعين لحل مجمل المظالم التي يرزح تحت نيرها أشقاؤنا في فلسطين المحتلة ومرحبين بكل ما من شأنه فتح الأفاق لتعايش الحضارات والثقافات. وجدد أعضاء الهيئة المركزية التأكيد على انفتاح حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" وحرصه على تعزيز قنوات التواصل والحوار الإيجابي مع كافة أطراف المنظومة السياسية في بلادنا، ودعوته للجميع إلى حوار وطني شامل لا يستثني أحداً، ولا يستهلك الجهد والوقت في الانشغال بالجزئيات والأدوات، بل ينطلق لوضع الحلول والمعالجات والآليات المفعلة لاستحقاقات الإصلاحات الوطنية الجذرية والعميقة والشاملة التي تعبر بالوطن من أنفاق أزماته وتشظياته ومآزقه، إلى رحاب الانطلاقة النهضوية الشاملة. أهاب أعضاء الهيئة المركزية بكافة قيادات الحزب وكوادره وأعضائه على امتداد الوطن، حشد الطاقات ومضاعفة الجهود في مضمار التفعيل الخلاق لمضامين المبادرة الرابطية بصفتها المنطلق الأسلم والأمثل للإنقاذ الوطني وللنماء والاستقرار والاندماج والوئام والانبعاث الحضاري، والعمل الفاعل والمؤثر مع كافة أبناء وطننا بمختلف أطيافهم السياسية والفكرية لجعل هذه المبادرة مشروعاً وطنياً إنقاذياً جامعاً، لكل الحريصين على استقرار البلاد ونمائها وترسيخ وحدتها على أسس التوازن والشراكة واللامركزية والتنمية الشاملة المستدامة. وقد اتخذت الهيئة المركزية عدداً من القرارات التي تعزز العمل الحزبي.