سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في أمسية نوعية بمنتدى الخيصة بالمكلا :تفاعل كبير مع مضامين المبادرة الرابطية .. والقيادي الرابطي / الكثيري يشدد على أنها المخرج الأمثل لليمن من كافة أزماتها
في أمسية سياسية ثقافية نوعية ، استضاف منتدى الخيصة الثقافي الاجتماعي بمدينة المكلا عصر اليوم الجمعة ، الأستاذ / علي عبدالله الكثيري عضو اللجنة التنفيذية نائب رئيس دائرة الفكر والثقافة والإعلام بحزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) ، الذي ألقى محاضرة ضافية حول مضامين المبادرة الوطنية الرابطية لحل أزمات الوطن ومعالجة تفاقمات أوضاعه ، بحضور حشد واسع من قيادات فروع الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ، والشخصيات الاجتماعية ، ورجال الفكر والثقافة والصحافة والإعلام بمحافظة حضرموت . حيث استهل الأستاذ / علي الكثيري محاضرته بالإشارة إلى أن المبادرة الوطنية التي أعلنها حزب الرابطة ( رأي ) يوم الاثنين 9 يونيو الجاري ، ووضع من خلالها مخارج علمية وعملية للوطن وأبنائه ووحدته من كل الأزمات والمآزق ، إنما كانت نتاج لقراءة عميقة وواعية ودقيقة لمختلف تفاصيل الحالة الوطنية بمجمل تأزماتها وانسداداتها وختلالاتها ، مؤكدا أن ما تحتدم به اليمن اليوم من توترات وانقسامات ونذر تفجر وتشظ وانهيارات ، ما كان ليحدث على هذا النحو المخيف ، لو أن جميع الفاعلين السياسيين في المنظومة السياسية الوطنية ، تفاعلوا مع استحقاقات الإصلاح الوطني الشامل والجذري والعميق ، وتجاوبوا مع الدعوات المخلصة التي ظل حزب الرابطة ( رأي ) وغيره من الفعاليات السياسية والاجتماعية يطلقونها ويقدمون البدائل العملية الناضجة لتفعيلها ولتجنب الوطن مزالق التردي في مهاوي مدمرة ، منوها إلى أن اللحظة الوطنية التي تعيشها بلادنا اليوم ، لحظة حرجة ودقيقة لا تحتمل أي قدر من التمادي في المكابرة والعناد والمناورة والمكايدة وشحن النفوس ، وذكر أن ما يحدث في الجنوب من حراك سياسي شعبي بدا محتشدا حول قضايا مطلبيه حقوقية ، وما لبث أن تحول إلى حراك سياسي نتيجة لعدم الجدية في معالجة القضايا الحقوقية ، وبما أدى إلى جنوحه لتبني دعوات ( الانفصال ) و ( فك الارتباط ) ، فضلا عن ما يجري في صعدة من توترات تنذر باندلاع حرب سادسة ، وما يتربص بالوطن عموما من فاعليات تيارات التطرف والإرهاب التكفيرية التفسيقية ، وما ينتجه ذلك كله من تحديات وأخطار وتهديدات ، تضع بلادنا على شفير ( صوملة ) يصعب تطويقها ما لم يتم وعلى نحو عاجل وجاد وفاعل اغتنام فرصة ما زالت سانحة ، لتنفيذ مصفوفة الإصلاحات الوطنية العميقة والجذرية والشاملة ، التي تعد السبيل الأسلم والأمثل لاتقاء مهالك الانهيار الكارثي . وأضاف القيادي الرابطي في سياق محاضرته قائلا : ( إننا اليوم أمام تطرفين يسوقان البلاد إلى مجاهل التمزق والتفجر ودوامات العنف ، التطرف الأول يتمثل في الإصرار على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه دون إصلاح أو تغيير ، والتطرف الثاني المقابل يتمثل في الدعوة إلى ( الانفصال ) و ( فك الارتباط ) ، وأكد أن هذين التطرفين يقود كل منهما إلى إغراق البلاد في أتون سفك الدماء والتمزق والعنف ، ملفتا إلى أن المبادرة الرابطية جاءت لتجنيب اليمن ما هو اخطر وافتك ، مستعرضا محددات المبادرة الرابطية والياتها التنفيذية ، مبينا سمات النظام الاتحادي الفدرالي القائم على السلطات والصلاحيات الكاملة ، ومؤكدا أن التجارب المعاصرة دللت على أن النظام المركزي – نظام الدولة البسيطة – المرتكز على عمليات الانصهار والتذويب ، قد اثبت انه لا يؤسس لوحدات راسخة ومستديمة ، بل تأكد انه يؤدي إلى التفكك والتشظي ، بينما نظام الدولة المركبة ( الفدرالي الاتحادي ) ، ثبت انه الأمثل لترسيخ وحدات مستمرة وقابلة للديمومة ، كونه الأقدر على إدارة التنوع الذي يعد مصدر ثراء وإثراء . ودعا الكثيري كافة الأطياف السياسية والمجتمعية على امتداد اليمن للتفاعل الخلاق مع المبادرة الرابطية ، واغنائها على النحو الذي يحولها إلى أفعال جريئة تخرج البلاد من دوامات التأزيم ، وتؤسس لانطلاقة نهضوية حقيقية على مداميك وحدة قابلة للاستمرار والديمومة ، محذرا من مغبة أي تلكؤ أو تردد أو تأخير ، ومشددا على أن ما يحدث اليوم في البلاد ، يجب أن يستشعر الجميع خطورته ، ذلك انه يؤشر إلى مجاهل هاوية سحيقة ، بات الوطن على شفيرها .. بعد ذلك جرت مناقشات مستفيضة لمضامين المحاضرة ، حيث شارك العشرات من ممثلي فروع الأحزاب السياسية – سلطة ومعارضة – بمحافظة حضرموت ، وممثلي عدد من المنظمات المدنية ورجال الثقافة والإعلام والشخصيات الاجتماعية ، وأعضاء المنتدى ، في تقديم مداخلاتهم واستفساراتهم وإضافاتهم ، وكان واضحا من خلال ذلك التفاعل ، وما أبداه المتحدثون ، الارتياح والتأييد لمضامين المبادرة ، حيث اتفقت أراء معظم المناقشين ، على أنها البديل الأسلم والأنضج الذي يمكن الوطن من الفكاك من كافة مآزقه ، ويرسخ صرح وحدته على أسس التوازن والشراكة والتنمية والمواطنة السوية . وفي ختام الفعالية عقب المحاضر الكثيري ورد على أسئلة المتحدثين مبينا الكثير من التفاصيل المتصلة بمضامين المبادرة واليات تنفيذها ، وكان القيادي الرابطي قد دان في بداية محاضرته حملات الاعتقال العشوائية التي تواصل السلطات الأمنية بحضرموت شنها والتي طالت حتى الأطفال القصر ، مؤكدا أن ذلك النهج وتلك الإجراءات الأمنية لا تمثل بأي حال من الأحوال ما يمكن اعتباره حلا لمجمل القضايا التي يعانيها أبناء المحافظة وأبناء الوطن عموما ، داعيا السلطات المختصة إلى التوقف فورا عن تلك الممارسات وإطلاق سراح كافة المعتقلين .