شيخ الأزهر زار أحد معاهد البنات الأزهرية ولاحظ أن طالبة في الصف الثاني الإعدادي تجلس إلى جوار زميلاتها وهي منقبة.. فقال لها: لماذا أنت منقبة وأنت بين أخواتك ومعلماتك فالنقاب ليس من الدين..؟ فثار الثائرون الساخرون في مصر وغير مصر للدفاع عن الإسلام، الذي اختصره في النقاب.. والنقاب عادة وليس عبادة.. بل عادة غير محترمة لأنها تخفي الهوية، حتى صار المجرمون والإرهابيون اليوم يلبسون ملابس النساء ويتنقبون لكي يتمكنوا من ارتكاب جرائمهم! ورغم ثورة الأثوار الذكور أصدر المجلس الأعلى لجامعة الأزهر قراراً مطلع الشهر الماضي بمنع ارتداء النقاب في مدن ومعاهد الجامعة، وزادت أعداد الثائرين، وأخيراً اجتمع علماء الدين والأعضاء في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وأيدوا قبل ثلاثة أيام قرار المجلس بمنع الطالبات من ارتداء النقاب في المعاهد وقاعات الدرس والاختبار، وقالوا إن قرار المجلس متفق في الشريعة الإسلامية التي توجب على المرأة ستر جسدها ماعدا الوجه والكفين.. تصوروا أن هذه المعركة كلها تدور حول منع النقاب في مدارس البنات، واستدعت فتوى تجيز عدم تغطية الوجه والكفين، وفي مدارس بنات أيضاً وفي مصر أيضاً. قبل ذلك كانت هناك المعركة المشهورة حول البنطلون في السودان، وأصدر رجال دين قرارات بجلد أكثر من أربعين امرأة سودانية لأنهن "لابسات بنطلونات"! وفي الكويت عجز السلفيون عن قهر نائبتين في مجلس الأمة فلجأوا إلى حيلة ماكرة لاقتلاعهن حيث قدموا دعوى أمام المحكمة الدستورية قالوا فيها إن النائبتين رولا الدشي وأسيلة العوفي عضوتان غير شرعيتين في مجلس الأمة؛ لأنهما عندما ترشحن للانتخابات لم تكونا محجبتا، ولذلك فإن فوزهن وقبل ذلك ترشحهن غير جائز يفقدان شرطاً من الشروط وهو الحجاب!!.. وفي السعودية افتتحت جامعة الملك عبد الله الشهر الماضي وهي أكبر صرع علمي في العالم العربي والعالم الإسلامي.. ويسمح فيها للطالبات بالدراسة إلى جانب الطلاب.. فقام السلفيون بمهاجمة الجامعة بدعوى أنها مكان للاختلاط الذي قالوا إنه أشد أنواع المحرمات.. هكذا وكأن الطلاب والطالبات موجودون في الجامعة لممارسة ذلك الشيء الذي تعرفونه. وعندنا في اليمن الأمر أسوأ من ذلك.. لكن هذا الشيء الأسوأ ليس مصدره عادة أو دين مفروض.. بل مصدره رجال يحتقرون المرأة ولا يثقون بها، بينما النقاب اليوم يزداد شيوعاً لأسباب عدة، منها زيادة معدلات الانحراف السلوكي لدى الذكور والإناث الذين يسترون موبقاتهم الكبيرة بستار أسود. واستر ما ستر النقاب!!