من المضحك المبكي أن جميع الأطراف السياسية في هذه البلاد الطيبة تدعو إلى الحوار، وتؤكد على أهميته وضروراته الوطنية والشرعية، وفي الوقت نفسه، كل طرف يريد أن "يُفصل" هذا الحوار على مقاسه وحجمه فقط، وبقية الأطراف لا حق لهم، في هذا الحوار. والكل يدعي أن نظرته للحوار وطنية، تضع نصب عينيها مصلحة الوطن والمواطنين، وحل مشاكل وقضايا وأزمات الوطن، لكن لا يطيق أن يجلس إلى جانبه على طاولة الحوار طرف/أطراف لا يرتاح لها نفسياً، أو عقائدياً، أو حزبياً.... أمر غريب!! الرئيس ومجلس دفاعه والمؤتمر، لا يعترفوا بجماعة الحوثي ومعارضة الخارج وحراك الجنوب، وأحزاب المشترك لا تعترف بأحزاب التحالف، والأحزاب الأخرى خارج إطار المشترك، والرابطة والتجمع الوحدوي غير مرضي عليهم من بعض الأطراف، ولجنة التشاور لا ترى إلا نفسها.. وتظل المأساة والكارثة تأكل في جسد الشعب اليمني وتنخر في عظامه، ونخبه السياسية لا تجيد سوى التصريحات الصحفية واللعب على النار، وتسجيل الأهداف في مرمى الطرف الآخر... وتكاد ملامح دعوات الحوار تكشف لنا أن لا أمل في وفاق وتوافق، ما لم ينزل المعنيون القادة السياسيون- من أبراجهم العاجية، ويعترفوا ببعضهم، ويقبلون على بعضهم بحب وود، لعل وعسى، يخرج وطننا وشعبنا من هذا النفق المظلم... نسأل الله أن يجنب بلادنا كل مكروه، وأن ينعم علينا بالأمن والخير والبركات، وأن يعيد قادتنا ونخبنا السياسية إلى صوابهم...!!