تمضي السلطة في التحضير للحوار الوطني الذي دعت إليه عبر مجلس الدفاع الأعلى ورئيس الجمهورية تحت مظلة مجلس الشورى في التاسع من يناير الجاري، فيما لم تتضح الرؤية بعد عن مشاركة القوى الوطنية المعارضة الرئيسية في البلد، حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، وأحزاب المشترك، والحراك الجنوبي، والحوثيين، ومعارضة الخارج، والثلاثة القوى الأخيرة غير مدعوة أصلاً.. ففيما تعقد الهيئة المركزية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الاثنين والثلاثاء والأربعاء اجتماعاً برئاسة الأستاذ عبدالرحمن علي الجفري رئيس الحزب للوقوف أمام التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية، وما توصلت إليه اللجنة التنفيذية للحزب بخصوص دعوة الحوار الوطني التي دعا إليها فخامة الأخ رئيس الجمهورية بتكليف من مجلس الدفاع الوطني وموقف حزب (رأي) منها.. بعد أن كانت اللجنة التنفيذية ناقشتها في دورتها الأخيرة الأسبوع الماضي وأكدت في ختامها على أن الوطن يمر بمخاضات هي الأخطر والأعسر في تاريخه، تجعل القوى اليمنية بتعددها أمام اختبار عسير لمصداقيتها وجديتها، في إخراج الوطن من مزالق الانهيار والتشظي، إلى فضاءات تمكنه من استعادة مكانته الحضارية والقيام بدوره المحوري في مسارات أمن واستقرار وتنمية الإقليم، بما يشكله من أهمية قصوى لأمن واستقرار العالم. وجددت تأكيد الحزب على أن الحل الأنجع للوضع الأشد تأزماً الذي نعيشه هو تحقيق المواطنة السوية المرتكزة على ثلاثية العدالة في توزيع السلطة والثروة، والديمقراطية المجسدة للتوازن والشراكة الفعلية في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته، والتنمية الشاملة المستدامة، كما جددت اللجنة موقف الحزب النابذ للعنف بكل أشكاله وألوانه، والمؤمن بالحوار قيمة حضارية، وآلية مثلى في إدارة القضايا الكبرى، وهي القناعة التي جعلت الحزب في مقدمة الداعين لحوار وطني شامل لايستثني أحداً مرتكزاً على أسس وعوامل تهيئ له الخروج بنتائج موصلة لمعالجات جادة وجذرية لكل القضايا الوطنية. فيما كانت الأمانة العامة للحزب دعت منذ الإعلان عن الدعوة لتوفير ستة عوامل لازمة لإنجاح الحوار..أولاً :إطلاق سراح جميع المعتقلين والموقوفين والمخطوفين بدون استثناء، وثانياً: التزام رئيس البلاد بحضور كل جلسات الحوار، والالتزام بتنفيذ نتائجه، وثالثاً: وضع جدول أعمال للحوار، يُفترض أن تتوافق حوله لجنة تحضيرية من مختلف القوى اليمنية. رابعاً: أن تكون المبادرات والأطروحات والوثائق التي تم إعلانها من مختلف الأطراف هي من أسس الحوار ويتم طرحها للحوار.خامساً: تحديد عدد ممثلي كل طرف في الحوار، وأن يكونوا من أعلى المستويات القيادية. سادساً:إعلان الالتزام بسقف زمني للحوار لا يتعدى الشهرين، ومن المرجح أن يخرج الاجتماع الأخير للجنة المركزية بالموقف النهائي من الدعوة. وفي آخر التطورات من جهة المشترك بشأن الدعوة فقد وجه تعميماً عن مجلسه الأعلى الأحد لأعضائه التنفيذيين بمقاطعة الحوار الذي دعت إليه السلطة، التي وصفها التعميم ب"لعبة تخريب الحوار"، وأكد مضيه في السير في الطريق الذي كان قد شرع به بالتشاور الوطني ليصل إلى حوار وطني جامع لا يستثني أحداً بحسب التعميم، ليأتي موقف المشرك الأخير غير غريب عن موقفه الذي كان قد أعلنه منذ الإعلان عن الدعوة الرئاسية بأنه يرفض وبشكل قاطع الانخراط فيما وصفها بلعبة تخريب الحوار، وأكد تمسكه وبشكل حاسم باتفاق فبراير الذي قال إنه المرجعية الوحيدة للحوار بمحتوياته ومضامينه، فهل ستشهد الأيام القليلة القادمة خارطة طريق لتوحيد الرؤى بشأن الحوار الوطني المطلوب؟!.