لم أسعد بجائزة ذهبت لمن يستحقّها كما سعدت بجائزة سلطان العويس للشاعر عبدالعزيز المقالح. ليس فقط لأن من ذهبت إليه يستحقّها، ولكن أيضا وأيضا لأنه عبد العزيز المقالح بالذات : تتذكّره فتتذكّر معه مقاتلا من أجل المعرفة والتنوير والحداثة في واحد من أكثر بلداننا العربية عراقة، وهي عراقة تدفعني دوما للقول أن كل عربي يماني بصورة أو بأخرى، سواء من خلال أصوله التي تعود إلى جدّنا الأكبر الملك الضّليل، أو حتى بسبب واقعي كما هو حال واحد مثلي وجد جواز سفر يماني يتنقل به لأكثر من عقدين كاملين، فوق أن الجائزة هي للشّعر وذهبت لشاعر أعطانا وجه صنعائنا التي نحب. عبد العزيز المقالح فتى اليمن وشاعرها، ولكنه فتى العرب المؤمن بعروبته، وأيضا المتيقظ للعلاقة الفصيحة بين العروبة المبتغاة والحرية وحقوق الإنسان والمواطنة والحداثة وديمقراطية الانتماء. تابعته ولا أزال شاعرا تنزل لغته إلى ردهات الروح فتمنحها السكينة. لم أراسله ولو مرّة وإن كنت أحرص كلّ صيف على إبلاغه السلام عبر صديقي الشاعر السوري الجميل إبراهيم الجرادي، والذي هو أيضا أستاذ جامعي في جامعة صنعاء. هي أخوّة الشعر والحياة، والبكاء المشترك على حال عربية لا تسرّ أكثر البشر تفاؤلا. عبد العزيز المقالح ينال جائزة سلطان العويس. ذلك يؤكد جدارة الجائزة ويمنحنا برهة للفرح. . شاعر فلسطيني، دمشق