يا عين أدمعي لا تهجعي وروي التراب حتى المضجعي أروي التراب على من كان معي ها هنا بالأمس صوت ملعلعي نعم لقد كان يوماً حزيناً.. يوم أن نما إلى مسمعنا برحيل ابن لحج البار الفنان القدير فيصل علوي باعث الأغنية القمندانية اللحجية، وناشرها في كل أرجاء اليمن بل الخليج والجزيرة العربية كلها. نعم كان يوماً حزيناً على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وضواحيها، وعلى شبابها وشيابها ورجالها ونسائها برحيل هذا الفنان المبدع الذي ملأ الدنيا كله بصوته العندليب وكان على أغصان أشجار الحسين تشدو بأعذب الألحان كأغنية "ألا يا أهل الحسيني شلوني معاكم"، ويسمعنا مقاطع طويلة من إيقاعات المراويس والهاجر يتراقص عليها الرجال والنساء على هذه الإقاعات. لقد أبدع المرحوم فيصل علوي بما وجده من تراث القمندان من الأغاني والألحان كثروة هائلة من هذه الأغاني والألحان والتي قد سجلت على أسطوانات سمعية بعد وفاة الأمير أحمد فضل بن علي (القمندان) في الأربعينيات من القرن الماضي القرن العشرين. لقد انهال الفنان المرحوم فيصل علوي على هذه التركة ولم يترك واحدة إلا وأبدع فيها ولا تزال سمعها تجلجل في آذاننا كأغنية يا فل يا كاذي يا موز يا مشمش ويا عنبرود، وأغنية إذا رأيت على شمسان في عدن.. وغيرهم من ألحان القمندان وهي أغان ذلك اللون اللحجي من كلمات وألحان آخرين. لقد رحل عنا هذا العندليب الأسمر ابن لحج، لكنه لم يمُت أبداً لأن له خليفة من بعده ابنه علوي فيصل علوي قد ثبت تميزه في أصول العزف والغناء وهذه منية ومحبة من الله عزوجل في الحفاظ على هذا اللون اللحجي من الغناء والطرب في اليمن. نأمل أن يكون علوي فيصل علوي خير خلف لخير سلف، وأن يكون عندليياً آخر يصرخ من على أغصان أشجار الحسيني؛ يزيل الهم ويطبع الأشجان في أهالي لحج ويحي المرحوم، وأن يلهم أولاده باسل، وفهمي، وعلوي، وفارس وجميع أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. رئيس فرع "رأي" لحج