قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس إن اليمن على حافة كارثة إنسانية مع ارتفاع معدلات سوء التغذية التي تعتبر من الأعلى في العالم وخاصة لدى الأطفال النازحين بسبب النزاعات في شمالي وجنوبي البلاد. وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماركسي ميركادو إن برامج التطعيم في خطر بسبب نقص الكهرباء والغاز وانعكاسات ذلك على سلامة اللقاحات خاصة في المناطق الريفية، مضيفة أن احتمال تفشي الأمراض الفتاكة مثل الحصبة يزداد بشكل تصاعدي. وأشارت ميركادو إلى أن الأطفال خسروا حوالي شهرين من الدراسة بسبب الاضطرابات، ودعت جميع الأطراف إلى منع وقوع هذه الكارثة الإنسانية. ويعتبر اليمن من البلدان التي يصعب فيها توفير التعليم الأساسي لثلثي الأطفال. وأكدت المنظمة وشركاؤها أن أربعة أطفال قد قتلوا وأصيب 18 بالذخيرة الحية في أخر جولة من العنف يوم الأحد والاثنين الماضيين. ويشهد اليمن اضطرابات سياسية وثورة شعبية منذ فبراير/شباط الماضي عندما اندلعت الاضطرابات في أنحاء العالم العربي حيث يطالب المواطنون بمزيد من الحريات والحكم الديمقراطي واستجابت الحكومة بقمع تلك الاحتجاجات بالعنف. وقالت كيونغ وا كانغ، نائبة المفوضة السامية لحقوق الإنسان يوم أمس إن بعثة مجلس حقوق الإنسان التي توجهت إلى اليمن في مهمة استغرقت نحو أسبوع، لم تتمكن من التنقل خارج المدن الرئيسية، صنعاء وعدن وتعز، بسبب ضيق الوقت والاعتبارات الأمنية. وانتقدت نائبة المفوضة السامية الاستخدام المفرط للقوة من قبل الحكومة ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بمزيد من الحريات والإصلاحات، وفقا لما جاء في تقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان. ولفتت كانغ -في الجلسة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان في جنيف عن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن- إلى أن هناك عددا من أوجه التشابه بين المطالبات الشعبية بحريات أكبر واحترام حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أن كل دولة من دول المنطقة لها ظروفها الفريدة الخاصة بها. وفي تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان يوم الاثنين الماضي، طالبت لجنة تقييم الأوضاع التابعة للأمم المتحدة في اليمن تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة، تحقق في كافة أشكال العنف والانتهاكات. وفي تصريح خاص بالجزيرة نت قالت رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا ديبوي لاسوري إن الأوضاع في المنطقة العربية هي مثار اهتمام مجلس حقوق الإنسان خاصة في دورته المنعقدة حاليا، كما أن الأوضاع في اليمن بصفة خاصة تجعلنا أكثر حرصا على متابعتها ولقد استمعنا إلى لجنة تقييم الأوضاع في اليمن التابعة للأمم المتحدة. وتمنت لاسوري أن يأخذ اليمن توصيات تلك اللجنة بعين الاعتبار، وثمنت المجهود اليمني في سعيه لإنشاء مؤسسة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان.