قتل اليوم محتج وأصيب العشرات كانوا يعتصمون في سوق شميلة بأمانة العاصمة للمطالبة بالقبض على جناة مسلحون قتلوا يوم الجمعة زميلا لهم.. وكان أمس الجمعة شهد مقتل المواطن لطف العماد (من أبناء وصاب العالي) وهو صاحب محل بيع أكوات في حي شميلة بصنعاء، على أيدي مسلحين حاولوا نهب ملابس من المحل بالقوة رافضين دفع الحساب، بحسب ما ذكر زملاء للمجني عليه. وهو ما دفع بالعشرات من المواطنين إلى تنظيم اعتصام سلمي في حي شميلة اليوم، أمام قسم شرطة علاية بشميلة، للمطالبة بالقبض على الجناة الذين فروا إلى جهة غير معلومة، وتنديدا بالانفلات الأمني. إلا أن الاعتصام لم يمر بسلام حيث هاجمت قوات الأمن المعتصمين وفرقتهم بالقوة وأطلقت النار ومسيلات الدموع، حيث سقط قتيل، هو احمد صالح الريمي، وأصيب آخرين، كما اعتقلت الصحفي جبر صبر الذي كان يغطي الاعتصام، ونهبت تلفونه وكاميرته اثناء تصويره اعتداءات الامن على المعتصمين، لتفرج عنه لاحقا. وعبرت منظمة هود عن صدمتها البالغة وهي تتابع جريمة اعتداء جنود تابعون لوزارة الداخلية على مواطنين سلميين عزل مارسوا حقهم الدستوري في تنفيذ اعتصام مطلبي هدفه حث الأجهزة الأمنية على إلقاء القبض على قاتل فار من وجه العدالة بعد ارتكاب جريمة قتل مشهودة في سوق شميلة التجاري. وأضاف البيان "بدلا من أن تتحمل وزارة الداخلية وأقسام الشرطة التابعة لها مسئوليتها القانونية في ملاحقة المتهمين وتقديمهم للعدالة حفظا للأمن العام وسكينة المجتمع إذا بها تستخدم قوة الدولة للاعتداء على المعتصمين السلميين ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة آخرين اليوم السبت 5 يناير 2013م ". وقال بيان هود "لقد أكد شهود عيان لمنظمة هود أن جنودا مشاركون في الحملة التي استهدفت التجمع السلمي لأبناء منطقة وصاب كانوا يمارسون أعمال نهب للمواطنين الذين صادف وجودهم في المكان وسلبهم ما بحوزتهم من ممتلكات أو نقود والاعتداء عليهم بالضرب ماخلق جوا مرعبا من الفوضى وفقدان الأمن". واعتبر "إن هذه الجريمة وأمثالها تساهم في خلق المزيد من الانفلات الأمني وتوسيع هوة انعدام الثقة بالدولة وموظفيها وتكريس صورة الجندي كأداة للنهب والظلم وهو مايستدعي القيام بإجراءات جادة حازمة وسريعة لإصلاح الاعوجاج القائم ومحاسبة المسيئين وإصلاح الصورة المهشمة في ذهنية المجتمع التي خلقتها هذه التصرفات غير المسئولة والتي يرتكبها جنود وضباط دون رادع من ضمير أو خوف من عقاب، وإننا نوجه رسالتنا هذه لكل من وزير الداخلية والنائب العام للعمل على تطبيق القانون بإلقاء القبض على المتهمين بجرائم القتل وإحالة الضباط والجنود المتورطين في أعمال الاعتداء والنهب على المواطنين إلى التحقيق وإعادة المنهوبات وإنفاذ القانون". ونسبت صحيفة "الأولى" لمصدر أمني بمنطقة علاية، قوله "إن شخصاً يحمل مسدساً، تشاجر مع صاحب محل بيع "أكوات" قبالة المحل، وقام بإطلاق النار عليه، وفر هارباً، مضيفا أن جثة القتيل تم إيداعها في ثلاجة مستشفى الثورة، وقامت الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث أخذت أقوال الشهود، وباشرت في إجراءات التحقيق حول الحادث. وتابع أنهم تعرفوا على هوية الجاني، ويقوم أفراد أمن بملاحقته، موضحا أن أفراد الأمن بحثوا عنه في منزله، ولم يعثروا عليه، وتجري الآن عملية التحري حتى يتم القبض عليه.