أمس الأحد كا ن يوماً حافلاً بالاجتماعات الأمنية والعسكرية بين قادة الجيش اليمني ونظرائهم في دول شقيقة وصديقة، في الوقت الذي باشر فيه فريق خبراء تابع لمجلس الأمن تحقيقات بشأن شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة في مياه اليمن الإقليمية أواخر يناير الماضي. والتقى قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31 مدرع اللواء الركن ناصر عبدربه الطاهري أمس الأحد بلجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي المختصة بالشأن الإيراني، والتي وصلت عدن أمس للتحقيق في شحنة الأسلحة والمتفجرات المضبوطة على متن السفينة الإيرانية جيهان1. وبحسب وكالة "سبأ" فقد أعرب الطاهري عن أمله في قيام اللجنة الأممية بلعب دور في كشف الحقيقة المتعلقة بما سماها "شحنة الموت"، معتبراً أن "اطلاع الوفد الأممي على محتويات الشحنة الإيرانية والتي تضم أسلحة متطورة وحديثة ستضعه أمام حقيقة التآمر الإيراني على اليمن والذي بات يشكل تهديداً حقيقياً لأمنه واستقراره ويتطلب موقفاً دولياً رادعاً ازاء هذا التدخل المرفوض من اليمن قيادة وشعباً" على حد قوله. رئيس لجنة الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي السيد لوران آرو وصف مهمة اللجنة بأنها "تتمثل في مساعدة الجهات الامنية اليمنية في التحقيق في قضية الشحنة المرسلة من إيران ومعرفة أهدافها والجهة المستفيدة منها في الداخل"، مضيفاً أن اللجنة "ستجري تحقيقاً مع طاقم السفينة" المحتجزين لدى السلطات اليمنية، بالإضافة إلى جمع كل المعلومات المتعلقة بهذه القضية وتضمين كل ذلك في تقرير قال إنه سيرفع إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات المناسبة على ضوء النتائج التي سيتم التوصل إليها. وبالتزامن مع زيارة فريق التحقيق الأممي، عقدت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار اجتماعاً صباح أمس الأحد برئاسة وزيري الدفاع والداخلية. وقالت "سبأ" إن اللجنة وقفت أمام المحددات الرئيسة في جدول أعمالها الاعتيادي مستعرضة ما أنجز من مهام وأعمال خلال الأسبوع المنصرم. وأكدت اللجنة "على ضرورة التصدي بحزم وصرامة لأية إخلالات تستهدف السلام الاجتماعي والوئام بين أبناء المجتمع" في إشارة لأحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن وبعض المحافظات الجنوبية. ونقلت "سبأ" عن اللجنة أنها "وجهت بتشكيل لجان من أعضاء اللجنة العسكرية للنزول الميداني والتعقيب على المواقع المحددة المطلوب التأكد من أي تواجد غير مشروع يتوجب رفعه وإخلائه من المظاهر المسلحة". ووقف الاجتماع أمام التعليمات التي تضمنتها مذكرة رئيس هيئة الأركان العامة للوحدات العسكرية "للالتزام بتوجيهات وتعليمات اللجنة العسكرية وبالضوابط المحددة وعدم الإخلال بها وبما يضمن مزيداً من التعزيز لجوانب الأمن والاستقرار والسلامة الاجتماعية".. مؤكدة "على أهمية مواصلة الحفاظ على سلامة الطرق الرئيسية وبذل المزيد من الجهود في سبيل ترسيخ مداميك الأمن والاستقرار". وفي سياق أمني آخر، بدأت في العاصمة صنعاء الاجتماعات العسكرية والأمنية المشتركة بين المسؤولين الأمنيين اليمنيين والأميركيين بحضور رئيس هيئة الأركان أحمد علي الأشول، ورئيس فريق وكالة التعاون الأمني والدفاع الأميركي مارك رومهر، وبمشاركة "مختصين" من السفارة الأميركية ومكتب التعاون العسكري الأميركي. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" عن الأشول تأكيده على أهمية الدور الحيوي الذي تقدمه الولاياتالمتحدة الأميركية لدعم ومساعدة اليمن في الجوانب الدفاعية والأمنية، مشيراً إلى التحديات التي تواجهها اليمن، ومنها الإرهاب والتداعيات السياسية والأمنية. وقال الأشول إن هذه التحديات "تتطلب من الأصدقاء في الولاياتالمتحدة مزيداً من الدعم والمساعدة لوجستياً وبما يمكن القوات المسلحة من تنفيذ مهامها بالشكل المطلوب". رئيس فريق وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكي أشار من جهته إلى استعداد حكومة بلاده لتقديم الدعم والمساعدات في المجال الدفاعي والأمني ومكافحة الإرهاب وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، والارتقاء بمجال التعاون والشراكة القائمة بين البلدين في مختلف المجالات العسكرية والأمنية- حسبما ذكرت "سبأ". وبحسب الوكالة الحكومية فإن الاجتماع سيستمر لمدة 4 أيام لمناقشة "عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي أولوياتها مكافحة الإرهاب وتعزيز وتطوير التعاون والشراكة القائمة بين جيشي البلدين". رئيس هيئة الأركان اللواء أحمد الأشول عقد أيضاً في نفس اليوم لقاءً آخر جمعه بالملحق العسكري التركي غير المقيم العقيد رفقي قيصر. وتناول اللقاء "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والأواصر المتينة التي تربطهما" حسب ما ورد في الرواية الرسمية ل"سبأ"، التي قالت إن اللقاء "ناقش عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشركة بين جيشي البلدين ومنها إعادة دراسة اتفاقيات جديدة للتعاون في مجال التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والتجارب". من جانبه أكد الملحق العسكري التركي غير المقيم رغبة حكومة بلاده في توسيع وتعزيز التعاون العسكري مع اليمن في مختلف المجالات العسكرية المتخصصة. وأشار إلى أنه سيتم فتح الملحقية العسكرية التركية الأسبوع القادم في صنعاء "لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين". وفي سياق النشاط الأمني المكثف ليوم أمس، التقى وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد خلال لقاء عقده بصنعاء أمس مع الملحق العسكري البريطاني لدى اليمن العقيد روبرت بلوفرتات. وتركز الاجتماع في "مجال الدفاع وسبل تعزيز وتطوير العلاقات القائمة بين جيشي البلدين الصديقين في مجالات التدريب والتأهيل وتقديم المساعدات اللازمة لليمن في مجال مكافحة الإرهاب". وفي نفس اليوم التقى وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد بالوفد العسكري العراقي برئاسة الفريق فاضل عباس مهدي الذي يزور اليمن حالياً. ووفقاً لما أوردته وكالة "سبأ" الحكومية فقد ناقش وزير الدفاع مع الوفد العسكري العراقي عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تهم البلدين، كما تسلم وزير الدفاع رسالة من وزير الدفاع العراقي. "وتم بحث العلاقات الأخوية بين البلدين والجيشين الشقيقين". وحضر اللقاء رئيس المراسيم والتشريفات في وزارة الدفاع العقيد حكيم الدبعي وسفير جمهورية العراقبصنعاء أسعد علي السامرائي. الأولى