رد الصحفي اسامة ساري على المزاعم التي تحدثت عن نهب اللجان الشعبية لمنزل الرئيس المستقيل هادي ، عقب فراره الى عدن . ساعة في قصر الرئيس المستقيل هادي اتجهت صباح اليوم إلى منزل الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ، للتحقق من شائعات تعرضه للنهب من قبل اللجان الشعبية ومواطنين حسب ما تداولته وسائل اعلام متعددة يوم أمس.. كانت المداخل الى المنزل مغلقة ومحاطة بحراسات مشددة من اللجان الشعبية .. ولا سبيل لوصول احد الى المنزل او مغادرته إلا عبر البوابة الجنوبية من خلف المدينة الليبية التي يقطنها بعض افراد وضباط الحماية الرئاسية ، وسفراء وشخصيات سياسية وعسكرية كبيرة.. تقع المدينة الليبية داخل الحواجز الخرسانية والاسوار العالية لمحيط قصر الرئيس.. والطريق الوحيدة المتاح لسكان المدينة الدخول والخروج منها هي الطريق الجنوبية عبر البوابة الجنوبية.. في البوابة حواجز امنية وانتشار لأفراد اللجان الشعبية وتفتيش دقيق للسيارات الداخلة والمغادرة .. سألت احد افراد اللجان الشعبية الذي عرفني سريعاً ، عن سبب التفتيش الدقيق " من اجل لا أحد يقوم بإخراج السلاح المنهوب " ,.. حسناً ، يبدو أن هناك قصة ما .. يمكنكم احتساء كوب شاي ، حتى نحصل على إذن الدخول .. ربما لن يبرد الشاي ، فقد حصلنا عليه سريعاً ، وتجاوزنا الحاجز الأول الى الثاني فالثالث ، لنصل الى بوابة المنزل.. هناك مضت قرابة ساعة كاملة ، ننتظر إذن الدخول الى المنزل.. كان الوضع مشدداً أمنياً.. وممنوع دخول المنزل لأي شخصية كانت حتى من انصارالله انفسهم.. سألت الشخص المعني " مشرف الحراسة من اللجان الشعبية " : كيف خرج الرئيس ؟ ما هي قصة السلاح المنهوب الذي تبحثون عنه ؟.. أجاب : - ( لم يكن هناك حراسة مشددة على منزل الرئيس ، بل اكتفينا بوجود رمزي للجان الشعبية في بداية المدخل الجنوبي خلف المدينة الليبية - تبعد المسافة قرابة 200 متر عن بوابة منزل الرئيس - ، ولم يكن لدى اللجان الشعبية توجيهات بمنع الدخول والخروج ، وحتى باعتراض الرئيس المستقيل نفسه ، فالتواجد كان لغرض الحماية من التعرض لأي اعتداء من قبل اطراف ترغب في تفجير وتأزيم الاوضاع باستهداف الرئيس هادي نفسه ، لذلك ، ليلة الجمعة لصباح السبت ، غادر الرئيس متنكراً في ملابس نسائية على متن سيارة من سياراته ، ولم يشك احد افرادد الحراسة أن لدى هادي نوايا للهروب بهذه الطريقة ، وخاصة ان اللجان الشعبية ممنوع عليها ايقاف سيارات فوقها نساء احتراماً لكرامتهن.. واستمر امر خروجه سراً حتى وقت متأخر ، ولاحظ افراد اللجان الشعبية محاولة بعض الجنود المقيمين في المدينة الليبية مغادرة الحاجز وبحوزتهم كميات من الاسلحة " إيه كي " ، فاعترضهم افراد اللجان الشعبية وتحفظوا على تلك الاسلحة وفتحوا تحقيقا في المسألة مع الجنود ، ليتفاجأوا بخبر هروب الرئيس منذ ساعات وتركه بوابة المنزل مفتوحه وكذلك بوابة بدروم الفيلا ، فسارع افراد اللجان الشعبية الى ابلاغ القيادة واحضار التعزيزات الامنية الى المنزل ومحيطه لتشديد الحراسة ، ثم تحرك افراد اللجان من فورهم الى بوابة منزل الرئيس ليشهدوا حالة من الفوضى والتجمعات لبعض سكان المدينة الليبية وهي ذات منازل محدودة ، فتم تفريق الناس ، وإلزامهم بالعودة الى منازلهم ، ثم توجهت افراد اللجان الى المنزل مباشرة ، ليجدوا ابواب الفيلا مغلقة باحكام كاملة ، باستثناء باب البدروم ، ( بدروم على مستوى سطح الارض - التبة ، التي تقع فيها الفيلا ، وكان حرس الرئيس قد نهبوا بعض السلاح وصناديق الذخيرة ، فجاءت توجيهات صارمة تلقتها اللجان الشعبية بسرعة احتواء الموقف وتفتيش المنازل والشقق في المدينة الليبية ، وبالفعل عثرت اللجان الشعبية على كميات من اسلحة " ايه كي " ومسدسات " جلوك " وذخيرة ، في بعض المنازل والشقق ، اضافة الى مبلغ خمسة مليون ريال لدى احد المواطنين " الجنود " ومبلغ مليون ريال لدى جندي آخر ، وتم استعادتها والتحريز عليها ، فيما لا تزال هناك اسلحة مخفية لدى البعض ولم نستكمل اعمال التفتيش ، وسنستعيد كل شيء اليوم فالأسلحة لم تغادر المدينة الليبية ",, انقضت الساعة تقريباً.. وحينها حصلنا على اذن استثنائي للدخول الى المنزل والمعاينة لمحتوياته ، فناء الفيلا فسيح ويأخذ شكل مكعب تتوسطه فيلا وساعة مصصمة هندسياً بطريقة عالية الرقي والذوق الفني ، ثمة غزلان تركض بمرح متنقلة بين اشجار الزينة ، وتحت المظلات وحول غرفة خارجية " صالون حلاقة " لم تكن هناك أي آثار تدل على بعثرة اثاث او شيء من هذا القبيل ، كان الفناء مرتباً للغاية وتحت عناية فائقة .. اتجهنا مباشرة الى مدخل البدروم ، دخلنا الى قاعة فسيحة ، صالة استقبال على جانبيها شريط من الكراسي الانيقة ، يستخدمها الرئيس كصالة انتظار للضيوف والزوار ، وفي رأسها منصة خشبية لإلقاء الخطابات.. كل شيء كان في موضعه الطبيعي .. لمسات الترف والثراء الفاحش جدا كانت بادية على المكان .. قلنا طبيعي ذلك كونه قصر اقامة الرئيس.. تجاوزنا باب زجاجي يفصل صالة الاستقبال عن صالة اخرى داخلية اكثر اتساعا وتتصل بها على بوابات واسعة مفتوحة صالة تناول طعام ، وغرفة مخازن للأثاث غير المستخدم ، وغرفة اخرى شبه مظلمة تكتظ فيها صناديق الاسلحة والذخيرة ، كانت الغرفة الوحيدة المبعثرة وصناديقها الخشبية مكسرة مما يؤكد تعرضها فعلا للنهب ، لا تزال الصناديق مليئة بالذخائر ، وبعضها فقط قرابة عشرة صناديق كبيرة مبعثرة وتعرضت محتوياتها لللنهب .. ولكن الطابع العام للمخزن يؤكد ان كميات قليلة فقط هي التي تم نهبها .. عدنا الى الصالة ، ثمة خزنة كبيرة محكمة الاغلاق في زاوية الصالة جوار طاولة الطعام.. باب آخر من الصالة يؤدي الى مطبخ كبير ، ثلاجتان وافران و أواني مختلفة .. يدل محتوياته انه مخصص للخادمات اللاتي يطبخن بكميات كبيرة للضيوف وليس للرئيس نفسه.. عدنا الى الصالة ، لاحظت طاولة صغيرة لايزال فوقها بعض آنية الطعام ، كمية من الفطائر وعلبة طعام مغطاة فيها فول وبيض .. لم يتناوله احد.. لم يكن ثمة شيء يلفت الانظار نهائياً.. صالة واسعة اخرى فيها بلياردوا و لعبة " جيم " .. غادرنا البدروم الى الفناء مرة اخرى .. وصعدنا سلالم واسعة جدا باتجاه بوابة الفيلا ، لندخل برفقة شخص من اللجان الشعبية ليحرص على عدم تعرضنا لأي شيء من محتويات المنزل ، أو التقاط صور ، الفيلا مكونة من ثلاثة ادوار .. البدروم .. الدور الارضي ، الدور الثاني.. في الدور الارضي ( شكل الفيلا مكعب ) صالة واسعة ، ومنور كبير جداً يجعلين الدورين مفتوحين على بعضهما من الوسط ، ثمة غرفة للأولاد ، غرفة للمذاكرة واللعب ، غرفة للملابس ، غرفة نوم ، ربما يقطنها جلال هادي حيث عثرنا على قماشة فاخرة على طرفيها قطعة خشبية ، في وسطها تهنئة مقدمة لجلال هادي بمناسبة زفافه .. كان ثمة مكتب للرئيس في احدى الغرف ، مفتوح على صالة داخلية تتوسطها طاولة متوسطة الحجم ، وفي ركن منها اكوام هائلة من الاوراق المفرومة...، وآلة فرم الورق الى جانب تلك الاكوام التي يمكن ان تملأ كيسين من اكياس القمح. يبدو ان عبدربه منصور هادي قرر التخلص من كافة الوثائق التي تدينه بالتواصل مع شخصيات او قوى خارجية ، وملفات لا يريد أن يطلع عليها أحد كتلك التي تم العثور عليها مع بن مبارك ، لكن ذلك الفرم الهائل للوثائق والملفات لم يمنع تطاير بعض تلك الاوراق وسقوطها في فناء المنزل ، حيث عثرت على عدد من الاوراق ، بخط اليد ، احداها تحت توقيع " م . س " ، موجهة الى هادي كتقرير عن الدعم المالي الذي تم تخصيصه لقيادات في الحراك الجنوبي والتواصل معها وهي قيادات كبيرة ، ويعكس التقرير انهم كانوا على تنسيق مع الرئيس المستقيل هادي ، ومذكرات اخرى منها تقرير يضم اسماء قادة في الحراك الجنوبي الذين يتلقون الدعم والتمويل من الرئيس المستقيل " الهارب " .. ومذكرة اخرى تحمل ديباجة البرلمان محررة بخط البرلماني / زيد ابوعلي ، يطالب فيها الرئيس هادي بالتوجيه الى من يلزم لمنحه وثيقة تمليك ارض من اراضي الدولة ، في شارع التسعين بالحديدة ، تعويضا له - حسب ما كتبت يده في المذكرة - عن ارضية كان قد حصل عليها في جنوباليمن عام 95 ، ولكن لم يتمكن من الحصول على ملكيتها ، وختم مذكرته بالقول : " طالما والحديدة صارت عاصمة اقليمنا اقليم تهامة " .. ثم توقيعه على المذكرة .. فوجئت بالمذكرة هذه .، يا سريع الغارات ، قد بيتقاسموا اراضي اقليم تهامة المزعوم من اليوم ، وعادهم ما قد اعتمدوه بعد.. على كل ، احد افراد اللجان الشعبية أخذ مني الوثائق ، وساعدته في التقاط اخرى ، كانت مرمية في الفناء ليحتفظوا بها لأهميتها كوثائق نجت بأعجوبة من فرامة الرئيس المستقيل التي التهمت آلاف الاوراق.. فرم الاوراق والملفات يؤكد ان عبدربه منصور هادي كان يستعد للحظة المغادرة منذ وقت مبكر ، ربما منذ ليلة زيارة نادية السقاف إلى عنده ،..الاسبوع الماضي. في الدور الثاني ، كان ثمة غرفتا نوم ، احداها واضح انها كانت للرئيس هادي ، والاخرى ، لحرمه الموقرة ، والى جانبهما صالات واسعة ومجالس عربية ، وغيرها من الاثاثات المتنوعة والثمينة ، والتحف واللوحات الفنية ، كل شيء مرتب وفي مكانه الصحيح ، لم تتدخل أي يد في تغيير مواقعه او حتى تلمسه ، بل أكد لي صاحبي من اللجان الشعبية الذي يطوف معي المنزل ، أنني أول زائر يتم فتح ابواب المنزل له.. كانت ملابس الرئيس المستقيل مرمية على بعض المداكي في المجلس الصغير ، بشكل يؤكد انهم غسلوها وتم تضحيتها بتلك الطريقة لتجف. على طاولة " التسريحة " كانت تتراص بنظام دقيق اكثر من ثلاثين قنينة عطر نسائي ورجالي وادوات تجميل ، وأسوارتين ذهب عيار 21 ضخمة الحجم ، وصدرية مرصعة بأكثر من ثلاثين جنيه ذهب ، وحلي فضية ، لا يد لمستها ، وكانت بارزة في موضعها على طاولة " التسريحة ". وانا اغادر منزل هادي ، فهمت شيئاً واحداً ، أن الأقلام المأجورة لا تملك ضميراً نهائياً ، بل إن الذي يتسلم عشرة الف ريال من فاسد مجرم ليطلق له كذبة أو شائعة في مواقع صفراء ، لا يختلف عن من يتسلم عشرة مليون ليكرر نفس الكذبة في صفحته ، ويبث سموم الفتنة والتزييف والتضليل في اوساط المجتمع دون ان يطلع على حقيقة أو يستطلع خبرا من مصدر مسئول. منزل الرئيس المستقيل لم يتعرض للنهب . كل ادواته واثاثاته داخله.. وأتفق مع من يقول أن المفترض أن يتم السماح لوسائل الاعلام بالتصوير.. لكن أتفق ايضا مع من يقول أنه ليس معنياً بتبرير اكاذيب وسائل الاعلام ، لأن الأكبر والأسوأ من كذبة وسائل الاعلام هو انتهاك حرمة منزل مملوك لمواطن يمني ، بإمكانه العودة إليه واستعادته ولم يأذن كمالك في تصوير محتوياته ونشرها لمجرد ان هناك شائعات اعلامية كاذبة او صادقة ، لا فرق ، فكلاهما لا يجيز لاحد انتهاك حرمة اي منزل لمواطن مسموح له العودة الى منزلة. من صفحنة على الفسبوك..