تتفاعل قضية تجميد اليمن في عضوية الإتحاد الدولي لكرة القدم وتأخذ أبعاداً مستقبلية وجدل واسع في أروقة الرياضة اليمنية،والعربية والدولية .. ولأن الحدث لا يستحق التجاهل فقد جاءت هذه الآراء كانعكاس طبيعي لأزمة طارئة تحتاج مناقشة هادئة وردود أفعال منطقية تساعد في تجاوز ما حدث بعيداً عن تعميق الهوة قريباً من تقديم الحلول الممكنة، ولتحقيق ذلك كان لا بد من طرح حدث التجميد على طاولة بعض المهتمين بالشأن الرياضي والكروي في البلاد حيث الآمال المنعقدة على تجسيد مناقشة إيجابية تخرج بالكره اليمنية من دائرة الحصار المفروض عليها وذلك بتفعيل مزيد من آفاق الشفافية والحوار بعد اقرارالجمعية العمومية للاتحاد الدولي الفيفا في اجتماعه في المغرب الأسبوع المنصرم تجميد عضوية اليمن بموافقة مئة وأربعة وثمانون دولة ، ومعارضت خمس دول ، بينما امتنعت إحدى عشر دولة عن التصويت . وقدأدى ذلك إلى رد فعل أوسع في أوساط المجموعة العربية الرياضية.... طرحنا على المهتمين آثار وأبعاد عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنع بلادنا من المشاركة الخارجية وتجميد المساعدات المالية وحرمان الاتحاد اليمني من حق التصويت في المؤتمرات الرياضية وإيقاف مشاركة الحكام والمدربين ومراقبين المباريات واللجان العاملة من المشاركات دولياً وقارياً .. وما المطلوب من اليمن لكي يتراجع الفيفا عن عقوباته .. ناقش القضية / وهيب النصاري التجميد فرصة للمراجعة : يقول الزميل عادل الاعسم - رئيس صحيفة الفرسان : أعتقد أن الصحافة حولت كثيراً من قرار (الفيفا) بتجميد عضوية اليمن وصورته وكأنه نهاية للكرة اليمنية، وأن آثاره عليها ستكون وخيمة ومدمرة، بينما لو نظرنا، بموضوعية وتمعن للقرار سنجد أن تأثيره فعلياً في الجانب الإعلامي أكثر مما سيؤثر في الجانبين الفني والمادي حيث الكرة اليمنية أساساً تقبع في المراكز المتأخرة في تصنيف الفيفا، ولا أظن أن قرار إيقافها عن المشاركات الخارجية يفرق معها كثيراً. ويرى أن حضور الكرة اليمنية في المنافسات الدولية والقارية ضعيف وبالتالي لن تفوتها أية إنجازات أو بطولات بل أن قرار إيقافها في بعض جوانبه جاء لمصلحتها، فهناك أصوات محلية كانت تطالب بالتوقف عن المشاركات الخارجية لفترة من الزمن حتى يمكن للكرة اليمنية ترتيب أوضاع بيتها الذهني قبل الانطلاق إلى المحافل الخارجية، وهاهو القرار جاء ليمنحها هذه الفرصة. أما في الجانب المادي فيقول :إن معظم معونات ودعم الاتحاد الدولي، تأتي عينية أكثر مما هي مالية، من خلال أقامت دورات تدريبية وتحكيمية وإعداد منتخبات، ولذلك فإن إيقاف دعم الفيفا ستكون آثاره محدودة جداً. وعن الحلول يؤكد الأعسم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لن يتراجع عن مطالبه بمراعاة لوائحه والتقيد بها لاسيما بعد أن أصدر قراره وأعتقد أن زيارة السيد محمد بن همام العبد الله رئيس الاتحاد الأسيوي لليمن ستحل نصف المشكلة من خلال تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وتقديم النصح الصادق للجهات المسؤولة الرياضية في بلادنا، ويبقى النصف الثاني في الحل في ملعب وزارة الشباب والرياضة، ويمكن أن يأتي ذلك من خلال مواقفها على مد فترة عمل اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة برئاسة حسين الأحمر ونائبه أحمد العيسي وبقية أعضائها، بحيث تتقدم بالتخاطب مع الاتحاد الدولي وتعد لائحة حسب مقترحات وملاحظات "الفيفا" وبموجبها يتم إعادة الانتخابات ويمكن لحسين الأحمر خوضها والجمعية العمومية هي التي ستحدد مدى قبوله من رفضه. ويختلف رأى الزميل عبدالله الصعفاني رئيس تحرير صحيفة الرياضة عن الاعسم و يقول: من شأن الإبقاء على تجميد نشاط الكرة اليمنية إلحاق الضرر الكبير بالكرة والرياضة في اليمن بالنظر إلى كون كرة القدم تحتل صدارة الرياضة من حيث المتابعة الجماهيرية الواسعة والتجميد يكتسب خطورته من حقيقة أن المنافسات المحلية تفقد أهميتها إذا غاب مقصد المشاركة الخارجية بما تمثله من المعنى عند جميع عناصر اللعبة.. وأوضح أن تجميد المشاركة الخارجية لم يتمكن ناد مثل التلال بطل الدوري من المشاركة في بطولة الأندية العربية أبطال الدوري ويخوض اللاعب المباراة التنافسية الداخلية مفتقراً لحافز أن ترصده عين مدرب المنتخب.. وبتطبيق هذا الحال على الحكم الذي يتم استبعاده بالنتيجة من الحضور الخارجي ، وكذلك المدربين علاوةً على أن التجميد من حين هو عقوبة يمس بسمعة الكرة والرياضة اليمنية حيث ليس من مصلحة الكرة اليمنية أن تبقى في عزلة خارج محيط الأسرة الكروية عربياً وإقليمياً ودولياً كل هذه الأسباب وأخرى تبرز إصابة جمهور الرياضة في اليمن بخيبة أمل كبيرة أرجو أن لا تستمر ... معلومات مشوشة : ويعتبرالصعفاني .. ان ما حدث من إصدار لجنة الطوارئ بالفيفا قراراً بتجميد نشاط الاتحاد اليمني خارجياً ثم في ضوء شكاوى ومعلومات من مخالفة لائحتنا للائحة الفيفا بالإضافة إلى أمور أخرى لم يكشف عنها وعدم التعرف على تفاصيل المعلومات التي كانت ترسل إلى الاتحاد الدولي, فإن المنطق والعقل يقتضيان ارتقاء أطراف الخلاف هنا إلى مستوى المسؤولية بعيداً عن أي عناد أو شخصنه كون المصلحة العامة تقتضي اللقاء ومن المهم التواصل مع الفيفا وإقناعه بحقيقة أن اليمن الذي يمارس الديمقراطية بصورة تجعله نقطة إشراق على مستوى المنطقة لن يجد صعوبة في تكييف لائحته بما لا يتعارض مع لوائح الفيفا فقط بحيث يتم ردم أي خلاف داخلياً والاعتراف بأن مراجعة اللائحة لا ينتقص من السيادة وسبق أن تعاملت دول أكبر مع الفيفا بمرونة مثل اليونان ومصر رغم ما تمثله من الثقل في الاتحاديين الأوروبي والإفريقي. واكد انه ليس هناك تشكيك في الانتخابات السابقة لكن الحال يقتضي المراجعة والاهتمام بالإجراءات ومراعاة أن العولمة أصبحت تفرره أنفها الطويل في كل شيء. و اختتم قوله "الأمل أن الأخ وزير الشباب والرياضة وكذلك رئيس اللجنة المؤقتة السابق ورئيس الاتحاد الحالي لن يبخلوا في التفاعل مع الحلول بالقدر اللازم من التفهم خدمة للرياضة وحرصاً على إبقاء الكرة اليمنية في الملاعب الخارجية " . العقوبات عودة بالرياضة اليمنية إلى الوراء : رئيس تحرير صحيفة "سبورت" الرياضية الزميل فؤاد قاسم يعتبر إن تلك العقوبات شكلت صدمة كبيرة لدى الشارع الرياضي رغم توقعه لها، مرجعاً السبب إلى عدم الالتزام باللوائح الدولية، وتعديل لائحة كرة القدم اليمنية بما يتوافق ويتواءم مع اللوائح الدولية ومماطلة وزارة الشباب والرياضة، مع خطابات الفيفا، إضافة إلى جهل البعض في لجنة الانتخابات بالقوانين الدولية والذين ضلوا يتغنوا بالسيادة وأنها شئون داخلية.. وبسببهم أصدرت العقوبات.. وأشار إلى أن تأثير العقوبات على الرياضة اليمنية سيؤدي إلى مزيداً من التخلف ويعيدها سنوات إلى الوراء فلا دورات تدريبية ولا مشاركات خارجية ولا حتى استضافة فرق ومنتخبات للعب مباريات ودية أي عزل الكرة اليمنية .. لا شك أن تلك العقوبات المتخذة بحق اليمن قابلة للتفاوض لكي يتراجع عنها الفيفا فيقول رئيس تحرير "سبورت " تشكيل لجنة من الأكاديميين والفنيين من قبل اللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم المعترف به من قبل الفيفا وبأسرع وقت ممكن حيث تكون مهمة اللجنة تعديل اللائحة اليمنية بما يتوافق مع لوائح الفيفا والالتزام بخارطة الطريق المقدمة من الفيفا والالتزام بإعادة الانتخابات على أن يتم ذلك قبل (ماأقرته اللجنه الدولية في اجتماع المكتب التنفيذي للفيفا في مراكش بالمغرب)، مضيفاً أنه بهذه الطريقة نكون قد حكمنا لغة العقل وانتصرنا للمصلحة العامة.. وجنبنا بلدنا شيء ما بعد العقوبات.. ومن المكلا يقول الصحفي فؤاد باضاوي إن قرار تجميد عضوية اليمن في الاتحاد الدولي خلف الكثير من التساؤلات في الوسط الرياضي، وكان مفاجئة صاعقة للرياضة اليمنية بشكل عام خاصة وإن الكرة اليمنية بدأت تسجل حضوراً لا بأس به في المشاركات الخارجية، وبدأت عملية التخطيط لإعداد المنتخبات الكروية (الناشئين , الشباب ,الكبار ) أخرها مشاركة منتخب الناشئين في كأس العالم التي كانت الانطلاقة.. ويرى باضاوي إن تأثير القرار على الكرة اليمنية كبير سيلقى بضلالة على خطط إعداد المنتخبات الوطنية الثلاثة وسيسبب إحباط للرياضة مشيراً أنه إذا غابة الكرة اليمنية عن المنافسات الخارجية التي هي بالتأكيد تعد إضافة للكرة اليمنية وللمنتخبات واللاعبين حيث إنه بفعل المشاركات الخارجية يرتقى مستوانا وتكتسب منتخباتنا وأنديتنا خبرات كبيرة وقرار التعليق سيعيدنا خطوات للخلف وسيؤثر سلباً على استعدادنا وإعدادنا وتكون المعسكرات والتمارين كافية للحفاظ على المستوى وتطويره. وتمنى أن يحتكم الجميع للعقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية لأن قرار الاتحاد الدولي ضربه قوية للشباب والرياضة عموماً والذي عليه يجب أن نتجاوز نقاط الخلاف والاختلاف حتى تعود كرتنا إلى المشاركات الخارجية التي هي أساس تطورنا الكروي للانطلاق في رحاب أوسع باحثين عن التطور والرقي للكرة اليمنية عموماً.. لنا أمل أن تنقشع سحابة الصيف التي تخيم على الكرة اليمنية منذ صدور قرار التجميد. الحلول في متناول الطرفين وعن أبعاد قرار الفيفا وتأثيره على مستقبل الكرة اليمنية يقول: الصحفي وليد جحزر أن تجميد عضوية اليمن في الفيفا سيحجم من طموحات تطور الأداء الكروي في البلاد والذي بدأ ملفتاً في الآونة الأخيرة، بسبب خلافات زادت من حدة الجدل دون إيجاد بدائل فعلية لتجاوزها. وأعتبر إن القرار أساء لسمعة الرياضة في بلد متواضع الإمكانيات وهو لا يحتاج لمزيد من التشويه الذي حدث بفعل لا مسئولية القائمين على مستقبل الكرة اليمنية . مشيراً إلى أن الخلاف بين قيادات الرياضة بات بحاجة إلى مراجعة واللجوء إلى المنطق في الحكم على مثل هذه النتائج بعيداً عن التعصب، والحلول في متناول الطرفين وهو لن يتحقق دون تقديم بعض التنازلات الممكنة التي من شأنها أن تجنب كرة اليمن كارثة محققة. انعكاسات على نفسيات اللعبين : قرار التجميد سيؤثر على نفسية الرياضيين ويفقدهم مهاراتهم التي تتطور بالاحتكاك في المشاركات الخارجية.. فيؤكد كابتن فريق شعب إب عبدالسلام الغرباني إن قرار التجميد ليس لمصلحة الكرة اليمنية كونه سيحرمنا من المشاركات في البطولات الأسيوية والدولية ، خسارة معنوية ومادية، مشيراً بأن الاحتكاك في البطولات الخارجية مهماً للاعبين والذي من خلال تلك المشاركات يطورون مهاراتهم الفنية والبدنية. وقال : لن تتطور الرياضة إلا بالاحتكاك والمشاركات الخارجية مهما قدمنا من مستويات رياضية محلية.. متمنياً على أطراف المشكلة الاجتماع والخروج برؤية واحدة تصب في مصلحة البلد وعبر التواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" للتراجع عن هذا القرار لكي لا يحرم الرياضيين من المشاركات الخارجية والاحتكاك بالمحترفين يهدف تحقيق البطولات التي تليق بسمعة اليمن الحبيب.. لا يختلف رأي كابتن فريق وحدة صنعاء ناصر غازي عن الغرباني على الآثار السلبية التي سيخلفها قرار التجميد على الكرة اليمنية مضيفاً إن ذلك القرار ظالم وليس لصالح اليمن وسيؤثر على مستوى اللاعبين لأنه لن تتطور الرياضة إلا في ظل الاحتكاك. وأشار أن ذلك القرار خلق الملل داخل نفوس اللاعبين مما سينتج عنه التزام الرياضيين على المعسكرات التدريبية التي تقام استعداداً للمشاركات الخارجية أو على الصعيد المحلي. وتمنى بأن تكون زيارة السيد محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لليمن بادره للتراجع عن قرار تجميد اليمن مطالباً من وزارة الشباب والرياضة التعاون مع (الفيفا) قدر المستطاع لكي يتراجع عن قراره. بادرة أمل : ويبدو أن زيارة السيد محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي التي انتهت أمس لليمن والالتقاء بأطراف الخلاف في الاتحاد اليمني, والبحث معهم خلال يوميين عن أسباب قرار الاتحاد الدولي لتجميد عضوية اليمن من المشاركات الخارجية قد نجحت خاصة مع حرص الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الشديد على إخراج الكرة اليمنية من أزمتها الحالية أثناء لقائه برئيس الاتحاد الآسيوي و الذي أبدى حرصه الشديد علي الكرة اليمنية وتطورها من خلال المشاركات الخارجية وتشكيل لجنة مؤقتة تتولى الاعدادوالتحضير لانتخابات جديدة للاتحاد العام لكرة القدم ويتم أجرائها بحضور ممثلين من الفيفا ومواءمة لائحة الاتحاد اليمني مع اللائحة الدولية للفيفا .