تحتفل سلطنةعمان الشقيقة يوم غدالجمعة بعيدها الوطني واستكمال مرحلة مهمة في تاريخها بمرور 35 عاما على تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في ظل نهضة كبيرة على مختلف الاصعدة السياسيةوالاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية. وبدات سلطنة عمان مرحلة جديدة ومجيدة حيث استطاع السلطان قابوس بن سعيدخلال 35 عاما ان يحقق ما يفخر به كل مواطن عماني فى كل مجالات التنميةالوطنيةدون استثناء. وقامت سلطنة عمان خلال ال 35 عاما الماضية بالجهود الكبيرة والعمل الخلاق والعطاء المتجدد فجندت الطاقات البشرية والمادية واستغلت الاستغلال الامثل الامر الذي يفسر تفسيرا لا يقبل الجدل حجم ونوعية الانجازات الكبرى التي تحققت حيث اكتملت البنى الاساسية والهياكل التنظيمية والقانونيةوتحقيق اقتصادحر قوي. وبرغم ضخامة ما تحقق خلال هذا المدى الزمنى القصير فى عمر الشعوب فان ذلك كله قد ارتبط دوما بتراث الوطن وتقاليده العريقة واستمد من تاريخه وحضارته المزيد من القدرة على توظيف معطيات العصر لخدمة أهدافه وغاياته النهائية فى اطار الخطى التى يحددها السلطان قابوس بن سعيد بفكره المستنير. العلاقات اليمنية العمانية : تأتي الاحتفالات العمانية بالعيدالوطني والعلاقات اليمنية العمانيةفي تطور وتقدم وتعاون مثمر وملموس في كافة المجالات وبرعاية خاصة من قيادة البلدين ممثلة في فخامة الرئيس على عبدالله صالح وأخية جلاله السلطان قابوس بي سعيدالذين اصبحت العلاقات بين البلدين في عهدهما المشرق نموذجا لمايجب أن تكون علية علاقة الاخوة بين الاشقاء والجيران . وقد كان للنظرة الحكيمة لقيادة البلدين ثمارها على الشعبين اليمني والعماني فاقتربت المسافات وأصبحت الحدود طرقا ومنافذ تعاون وتكامل بين البلدين ،وكان كل ذلك استمرار وتواصل للعلاقة التاريخيةالقديمة قدم التاريخ بين البلدين . وتشهد العلاقات اليمنية العمانية في كل عام المزيد من التعاون في العديد من المجالات سواء تم ذلك من خلال اللجنة المشتركة أو عبر التواصل والزيارات المستمرة بين مسؤولي البلدين. وقد نتج عن ذلك توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجالالت التجارة، الصناعة،الصيد البحري، الزراعة ،الاستثمار ،الشباب والرياضة، الاعلام ،الثقافة،الاتصالات ،التعليم العالي الأمن ..وغيرها من مجالات التعاون. أن ثمار الاهتمام والنظرة الخاصة للعلاقة بين السلطنة واليمن من فخامة الرئيس على عبدالله صالح وأخية جلاله السلطان قابوس بن سعيد لم تنعكس فقط على المستوى الحكومي بل إمتدت أيضا الى المستوى الشعبي حيث شارك شعبا البلدين في بناء وتطوير وتفعيل هذة العلاقة من خلال تواصلهم الاجتماعي والثقافي والتجاري الذي استمر منذ العصور التاريخية القديمة وتطور ونما في الوقت الحاضر حتى أصبح نموذجا يحتذى بة بين الاشقاء. ومن أبرز ما نتج عن خصوصية العلاقة بين اليمن والسلطنة وإهتمام قيادة وشعبي البلدين بهذه العلاقة التطور الملموس في حجم التبادل التجاري بينهماوهو تطور يشهد في كل عام المزيد من النمو والتنوع . وقد تم حاليا الانتقال الى خلق شراكة حقيقية بين رجال الاعمال في البلدين تجسدت من خلال عدد من المشاريع المشتركة بين الجانين من أبرزها مشاريع في مجالات الاسمنت، وخدمات النفط،الاتصالات ،الغازات الطبية،الدهانات والاصباغ،المصارف ،وغيرها من المجالات وصولا لتحقيق الشراكة الكاملة في المستقبل. = دولة المؤسسات: في الوقت الذي تم فية تطوير واستكمال مؤسسات الدولة العصرية في كل المجالات وعلى أعلى المستويات في مجال الشورى والسلطة القضائية فإن النظام الاساسي للدولة كفل كل الضمانات ليتمتع المواطن العماني بحقوقه وليمارس واجباتة في اطار يقوم على المساواه والعدل وسيادة القانون. وفي هذا الاطار سجلت تجربة الشورى خطوه بالغة الاهمية على صعيدالتطورالديمقراطي وذلك من خلال انتخابات الفترة الخامسة لمجلس الشورى 2004-2007 وهى الانتخابات العامة التى جرت في الرابع من أكتوبر2003 بمشاركة كل المواطنين لانتخاب ممثلي الولايات في مجلس الشورى وعددهم 83 عضوا لمدة أربع سنوات . =الاقتصاد العماني: عملت السلطنة على حشد الجهود الوطنية في مختلف المجالات وعلى كل المستويات امكن من خلاله وضع خطط تنموية خمسية متتابعة مما ساهم في ارساء قاعدة صلبة للاقتصاد الوطني القادر على النمو الذاتي والتفاعل مع مختلف التطورات حوله. في اطار الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني حتى عام 2020 تحرص الحكومة العمانية على تنوع مصادر الدخل القومي للحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل القومي وفي هذا الاطار فانه يتم تشجيع الاستثمار وتقديم مختلف التسهيلات للقطاع الخاص وتشجيعه على الدخول الى مختلف مجالات الاستثمار. وفى هذا الاطار تم فتح قطاع الاتصالات امام المنافسة ودخول مشغلين جدد حيث تأسست الشركة العمانية للأتصالات المتنقلة في مارس 2004 وهي منبثقة عن شركة عمان تل وتم التصريح لشركة النورس للاتصالات لتكون الشركة الثانية العاملة في السلطنة في هذا المجال. وقام القطاع الخاص بدور حيوى كبير لاسيما في قطاع الكهرباء والمياه حيث تم افتتاح محطة كهرباء بركا ومحطة كهرباء وتحلية المياة في الكامل والوافي ومحطة كهرباء صلالة بالاضافة الى عدة مشروعات ضخمة يتم تنفيذها بالفعل منها مشروع توسعة مجمع الغاز الطبيعي المسال في قلهات بتركيب القاطرة المثالية التي ستزيد حجم الانتاج من 6ر6 مليون طن سنوياالى نحو 4ر10 مليون طن. وكذلك مشروع سماد اليوريا في صور ومشروع ميناء صحار ومصفاة النفط في صحار ومشروع البولي بروبلين وكلها تمت بتمويل من القطاع الخاص العماني والاجنبي وهو ما يعبر عن الثقة الكبيرة في الاقتصاد العماني في مختلف الاوساط المالية والاقتصادية الدولية. =التعليم: اولت السلطنة قطاع التعليم عناية كبيرة واهتمت به حيث شهد نقلةنوعية كبيرة وعمدت الى توفيره مجانا لكل مواطن من اجل توعية مداركه وتثقيفه حتي يساهم في تنمية البلاد والتى بدأت منذ عام 1970 ومساهمته الايجابية والفاعلةفى عملية التنمية الوطنية وهو الايمان الذى ترجم الى استراتيجية تعليمية شاملةومتكاملة. وتتوفر للسطنة الان منظومة تعليمية تمتد الى كل مواطن وتضم 1217مدرسةحكومية وخاصة وبلغ عدد الطلاب في المدارس الحكومية 625363 طالبا وطالبة في العام الدارسي 2004-2005 ويزيد عدد المدارس الخاصة على 129مدرسةتضم اكثر من 23553 طالبا وطالبة كما توجد 3مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة. =المرأة العمانية : وقد امتد الاهتمام بالموارد البشرية العمانية ليشمل المرأة العمانيةالتي حظيت بكثير من الرعاية منذ بداية مسيرة النهضة وفي كل المجالات ومن ثم فانه ليس مصادفةان تكون المرأة العمانية في موقع الريادة في التمتع بحقوقها السياسية بما في ذلك عضوية مجلس الدولة والانتخاب والترشيح لعضوية مجلس الشورى وشغل مختلف وظائف الجهاز الاداري للدولة بالاضافة الى عضوية مجلس الوزراء. وقد تم تعيين الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدي وزيرا للتعليم العالي وكذلك انشاء وزارة للسياحة وتعيين راجحة بنت عبد الامير وزيرا للسياحةوتعيين شريفة بنت خلفان اليحيائي وزيرا لوزارة التنمية الاجتماعية كما تشغل الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية منصب رئيس الهيئة العامة للصناعات الحرفية بمرتبة وزير. والى جانب ثماني نساء يتمتعن بعضوية مجلس الدولة هناك عضوتان في مجلس الشورى واحدة وكيل وزارة واثنتان في منصب سفير كما ان المرأة العمانية ممثلة ايضا في مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان ومجلس رجال الاعمال والمجلس البلدي في مسقط كما تشغل المرأة العمانية نحو 12 في المئةمن الوظائف العليا في الدولة ومن ثم فأنها تقوم بدور حيوي على صعيدالتنمية الوطنية. =السياحة العمانية : وتركز الاستراتيجية السياحية العمانية على تنمية القطاع السياحي من خلال انشاء الفنادق والمنتجعات والاستراحات وتجميل الشواطىء والقلاع والحصون والمتاحف كما تضم السلطنة حاليا اكثر من 133 فندق ومنتجع سياحي والعديد من الغرف الايوائية والشقق الفندقية من اجل توفير سبل الراحة للسياح الذين يقصدون سلطنة عمان. =الشباب والرياضة: حظى الشباب العماني بأهتمام كبير ومتواصل من قبل الحكومة باعتبارهم الشريحةالرئيسية في البناء الاجتماعي وفي اطار هذة الرؤية تم انشاء وزارة للشئوون الرياضية بموجب مرسوم سلطاني العام الماضي . وتم خلال العام 2004 افتتاح مقار جديدة لعدد من الاندية كما تم افتتاح مشروع /استاد الهئية/ ، في حين حصلت السلطنة على جائزة اللجنة الاولمبية الدولية للتميز الرياضي تقديرا لفعالياتها وبرامجها للعناية بالشباب. =السياسة الخارجية : وعلى الصعيد الخارجى لعبت سلطنة عمان دورا حيويا وفاعلا فى محيطهاالخليجى والعربى والدولى وهو ما يعبر عنه نشاطها السياسى والدبلوماسى على شتى المستويات، فسياسة سلطنة عمان الخارجية تحرص على بناء جسور من الثقة والتواصل مع الاشقاء والاصدقاء وبعيدا عن دائرة الاضواء تعمل على الاسهام فى كل الجهودالمخلصة والهادفة الى تحقيق تقارب اكبر بين الشعوب ودعم السلام والاستقرارفي العالم. وترتكز السياسة الخارجية العمانية على مبادىء أساسية وهي الوقوف الى جانب القضايا العادلة في المحافل الدولية وتوطيد عرى التعاون مع الدول العربيةوالاسلامية والاصدقاء في جميع انحاء العالم. وتعمل سلطنة عمان من خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تفعيل المجلس باجهزته المختلفة وتطويره بما يلبى طموحات وامال شعوب دوله وبما يكفل لها مواجهة التحديات المقبلة فى ضوء المتغيرات السريعة والتكتلات الاقتصادية والسياسية الجارية على الساحة الدولية. كما تتسم العلاقات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالخصوصية فى اطار منظومة المجلس وفى هذا الاطار تم فى 21 اكتوبر من عام 2003 افتتاح المقر الدائم للهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية فى مسقط. ودانت سلطنة عمان منذ وقت مبكر الارهاب بكل صنوفه واشكاله ولم تدخر وسعا فى التعاون مع الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة على كل المستويات كما انها تدعو الى استئصال اسباب الكراهية والضغينة التى تتولدفى نفوس من يعانون من الظلم وعدم المساواة. وبينما تدعم السلطنة الجهود الرامية الى تحقيق السلام العادل في الشرق الاوسط وتساند خيارات الشعب الفلسطيني وقيادته تدعو بقوة الى اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة قابلة للاستمرارية في اقرب فرصة والى استعادة الدول العربية اراضيها وسيادتها فان السلطنة اكدت ايضا على دعمها لوحدة الاراضي العراقية كما اعربت عن تأييدها ودعمها للحكومة العراقية والى تطوير العلاقات الاخوية معها. كما انتهجت سلطنة عمان كذلك في علاقاتها من الدول الشقيقة والصديقةنهج السلام واعطاء الامثلة العملية المتميزة وذات الدلالة في هذا المجال خاصة ما يتصل بقضايا الحدود التي تحولت الى جسور تواصل ومعابر تعاون ووئام مع الدول الشقيقة هذا فضلا عن المواقف البعيدة النظر للسلطنة حيال مختلف المشكلات في المنطقة ومن حولها.