تحتضن العاصمة اليمنية صنعاء منتصف مارس الجاري أعمال المؤتمر الثامن والعشرون للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والذي سيستمر حتى ال16 من الشهر الجاري، بمشاركة وفود 32 دولة أعضاء في المكتب الإقليمي للمنظمة. ويعول على المؤتمر الخروج بنتائج وتوصيات من شأنها تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وبما يتواءم وأهداف المنظمة، وسيتضمن جدول أعمال المؤتمر جملة من القضايا والتحديات التي تواجه منظمة الفاو وخاصة ما يتعلق بضمان ابتكار آليات أكثر فاعلية في مناهضة الفقر وإيجاد مستويات أكثر انفتاحاً في التعاون المشترك بين الدول الأعضاء وبما يعزز من التوجهات لتحقيق أهداف الألفية الثالثة. كما سيناقش المؤتمر قائمة من الموضوعات منها إعادة هيكلة القطاع الزراعي لمواكبة التغيرات العالمية، وتقييم خبرات البلدان المشاركة في إدارة طرق وأساليب الري التقليدية، إضافة إلى تقييم الأثر الإيجابي والسلبي للمحاصيل المستنبطة جينياً وخصخصة المشروعات الزراعية المحلية والإقليمية والأمن الغذائي والبحث عن إمكانية التمويل والتشغيل، وتقوية التعاون الإقليمي لوقف انتشار الأمراض الحيوانية عبر الحدود بالإضافة إلى تفعيل التجارة الداخلية لدول الإقليم في الإنتاج الحيواني. ويشارك في المؤتمر كل من موريتانيا، سلطنة عمان، قبرص، مصر، الأردن، قرغيزستان، لبنان، مالطا، المغرب، الجزائر، أذربيجان، قطر، الصومال، طاجيكستان، تركيا، الإماراتالعربيةالمتحدة، البحرين، جيبوتي، إيران، العراق، كازاخستان، الكويت، ليبيا، أفغانستان، باكستان، السعودية، السودان، سورية، تونس، تركمانستان وأوزبكستان، إضافة إلى مشاركة 9 دول مراقبة هي اثيوبيا، فرنسا، ألمانيا، الفاتيكان، اليابان، هولندا، فلسطين، المملكة المتحدة و الولاياتالمتحدة، بالاضافة الى ممثلين عن منظمة الفاو والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة ومندوبي الصحافة ووسائل الأعلام. وفيما يلي نبذة تعريفية بالمنظمةأنشئت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة سنة 1945 بغية الرفع من القدرة الإنتاجية الزراعية وتوفير الغذاء للسكان وتحسين من أوضاعهم المعيشية وظروفهم الحياتية، ومن اجل ذلك تبنت المنظمة إستراتيجية طويلة المدى لتحقيق التنمية الزراعية المستديمة، وتسعى هذه الإستراتيجية إلى تلبية احتياجات أجيال الحاضر والمستقبل على حد سواء من خلال ترويج تدابير التنمية الصالحة بيئيا والملائمة تقنيا والسليمة اقتصاديا والمقبولة اجتماعيا. الهياكل الأساسية للمنظمة يقوم النظام الهيكلي للمنظمة على المكونات التالية: أولاً: المؤتمر: ويشكل الهيئة الرئاسية العليا في المنظمة ويضم 184 عضوا تمثل الدول الأعضاء وهيئة واحدة عضوا هي المجموعة الأوروبية ويقوم المؤتمر بانتخاب مدير عام للمنظمة لفترة ولاية تستغرق 6 سنوات. ويعهد إلى المؤتمر القيام بتحديد سياسات المنظمة، وإقرار الميزانية، والتقدم بتوصيات إلى الأعضاء وإلى المنظمات الدولية بشأن أيّة مسائل تتعلق بأغراض المنظمة. ثانياً: المجلس التنفيذي: يتم انتخابه عن طريق المؤتمر ويشكل جهازه التنفيذي، ويضم المجلس 49 بلدا عضوا وتستغرق فترة عضويته ثلاثة سنوات ويقوم انتخابه على مبدأ التناوب. ثالثاً: الهيئات والادارات: وتضم: الإدارة المالية، الشؤون العامة والإعلام، الزراعة، الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، مصايد الأسماك، الغابات، التنمية المستدامة، التعاون الفني. رابعاً: المكاتب: تضم المنظمة خمسة مكاتب إقليمية, وخمسة مكاتب شبه إقليمية, وخمسة مكاتب اتصال وأكثر من 78 مكتبا قطريا بالإضافة إلى المقر الرئيسي بروما، ويبلغ عدد العاملين بالمنظمة 3700 موظفا من بينهم 1400 موظف فني و 2300 من موظفي الخدمة العامة. وقد سعت المنظمة منذ سنة 1994 إلى جعل نظامها الهيكلي أكثر مرونة عن طريق تطبيق اللامركزية في عملياتها وتبسيط إجراءاتها, وتركزت جهودها الإصلاحية على تعزيز الاهتمام بالأمن الغذائي، والتوسع في استخدام الخبراء من أبناء البلدان النامية والبلدان التي تمرّ بمرحلة تحوّل، وتوثيق الصلات مع القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، وتيسير الوصول الإلكتروني إلى قواعد بيانات المنظمة الإحصائية ووثائقها. وقد مكنت هذه الجهود الإصلاحية خفض تكاليف المنظمة بما قيمته 50 مليون دولار سنويا، وفي عام 1999، أقر المؤتمر إطاراً استراتيجياً لتوجيه عمل منظمة الأغذية والزراعة حتى عام 2015، وكان قد تم تطوير هذا الإطار بالتشاور المكثف مع الأمم الأعضاء والمعنيين الآخرين بالمنظمة لكي يوفر إطار العمل التفويضي اللازم لبرامج المنظمة المستقبلية. الأنشطة الأساسية للمنظمة يتركز نشاط المنظمة في: 1- المساعدات الإنمائية: تقوم المنظمة بالكثير من المشاريع التنموية داخل البلدان النامية بهدف الاستفادة من التقدم العلمي. 2- توفير المشورة للحكومات: فيما يتعلّق بالسياسات والخطط الزراعية والهياكل الإدارية والقانونية اللازمة للتنمية. 3- المعلومات تتولى المنظمة جمع المعلومات المتصلة بالتغذية والغابات ومصايد الأسماك وتحليلها وتفسيرها ونشرها وتزويد جميع المهتمين بالمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الرشيدة، كما تقوم المنظمة أيضا ببعض الأنشطة الخاصّة من خلال مجموعة من البرامج كالبرنامج الخاص للأمن الغذائي, وبرنامج التعاون التقني, ونظام الطوارئ للوقاية من الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود. وتمول المنظمة نشاطها, خاصّة نشاط برنامجها العادي, باشتراكات البلدان الأعضاء وفقا لمستويات يعتمدها المؤتمر. ومن ابرز الاحداث التي طبعت تاريخ الفاو انشاء لجنة الدليل الغذائي عام 1962 التي لا تزال تعمل اليوم على وضع معايير دولية لنوعية الاطعمة، وفي 1981 انشأت الفاو اليوم العالمي للتغذية وفي 2001 وقعت معاهدة دولية حول الموارد الوراثية للاغذية والزراعة، وبعد انعقاد القمة العالمية الاولى للتغذية عام 1996 في روما عقدت قمة ثانية عام 2002 بهدف اعادة تاكيد التزام الاسرة الدولية بخفض الجوع في العالم الى نصف ما هو عليه بحلول سنة 2015.