جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الشورى في مستهل الاجتماع الرابع للمجلس من دورة انعقاده السنوية الأولى والمكرس لموضوع محو الأمية وتعليم الكبار. وقال رئيس مجلس الشورى: إن التعليم بشقيه النظامي وغير النظامي يشكلان اليوم نقطة الاهتمام الرئيسية في برامج وخطط وسياسات الدولة الهادفة إلى الارتقاء بالمجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، ويستحوذان على ما يقارب ال20 % من الموازنة السنوية للدولة. مشيراً إلى أنه لايزال هناك الكثير مما يجب عمله تعزيزاً للبرامج الطموحة التي تتوخى تقليص نسبة الأمية في أوساط الكبار، وردم فجوة الأمية بين الجنسين والحد من ظاهرة التسرب من المدارس الابتدائية والتي تشكل أحد العوامل الأساسية في زيادة عدد الأميين في وقتنا الراهن. وقال رئيس مجلس الشورى: لقد شكلت ال14 عاماً الماضية فترة مهمة بالنسبة لقضية محو الأمية وتعليم الكبار حيث تم خلالها إنشاء جهاز حكومي يُعني بهذه القضية، وتم خلالها أيضاً اعتماد إستراتيجية وطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار، شكلت مدخلاً مهماً لاستيعاب ظاهرة الأمية ومسبباتها وأبعادها المختلفة. منوهاً بالنتائج الإيجابية التي تحققت منذ البدء بتنفيذ تلك الاستراتيجية في ظل الإمكانيات المتاحة، وفي ظل الغياب الواضح للدور المفترض لمنظمات المجتمع المدني، حيث تمكن 300 ألف رجل وامرأة من محو أميتهم خلال العقد الماضي. وقال إن ذلك يدل على ارتفاع نسبة استجابة الكبار وعلى الأخص النساء،وحرصهم على الاستفادة من فرص التعليم التي تتوفر من خلال أكثر من ألفي مركز على مستوى الجمهورية. داعياً إلى تحديث مناهج التعليم غير النظامي وتأهيل الكادر التعليمي وضمان استمرارية التعلم بعد مرحلة التحرر من الأمية وتوجيه العناية ببرامج تعليم الكبار من أجل تطوير قدراتهم المهنية والثقافية في إطار الأنشطة الاقتصادية التي ينهضون بها. وشدد عبد العزيز عبد الغني على أهمية التوعية من خلال وسائل الإعلام المحلية المسموعة والمرئية والمقروءة حتى لا تظل البرامج المعتمدة لمحو الأمية وتعليم الكبار معزولة عن الكثير ممن تستهدفهم هذه البرامج في الريف والمدن. وأكد على أهمية أن يقوم الآباء بدورهم تجاه أبنائهم يشكل بدوره ضمانة أساسية، تحول دون تسرب المزيد من هم في سن التعليم الأساسي وسد الثغرة التي تتدفق منها مشكلة الأمية. وأعرب رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته عن الأمل في أن تشكل مناقشة مجلس الشورى لموضوع الأمية وتعليم الكبار مفتاحاً لفهم الواقع الراهن للجهود المبذولة على هذا الصعيد، وتشخيص هذا الواقع وصولاً إلى تصورات تدفع بجهود محو الأمية وتعليم الكبار إلى ما يحقق أهدافها في بناء الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وفي جلسة اليوم قدمت لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي تقريرها حول موضوع محو الأمية وتعليم الكبار قام بقراءته الأخوان حسن السلامي رئيس اللجنة ومحمد حسين العيدروس مقرر اللجنة. وقد استعرض التقرير البرامج المعتمدة من قبل الدولة لمحو الأمية وتعليم الكبار والتطورات التي شهدها التعليم غير النظامي خلال الفترة الماضية بعد إقرار الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية. وأوضح التقرير أهم المرتكزات التي تقوم عليها الاستراتيجية وعلى الأخص منها ما يتعلق باعتماد المفهوم المعاصر للأمية بكل أبعاده المعرفية، وتبنى أسلوب المواجهة الشاملة مع الأمية ، وحشد كافة جهود المؤسسات الرسمية والشعبية لإنجاح البرامج والخطط الهادفة لمحو الأمية. وتضمن التقرير جملة من التوصيات ذات الصلة بتفعيل وإنجاح جهود محو الأمية وتعليم الكبار في البلاد. وتحدث أمام المجلس الأخوان الدكتور/ عبد السلام الجوفي وزير التربية والتعليم وأحمد عبد الله أحمد رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار. وفي كلمته أوضح الجوفي الخطوات التي تتبناها وزارة التربية والتعليم من أجل النهوض بالتعليم غير النظامي مشيراً إلى أن الوزارة تعد لعقد مؤتمر إقليمي حول هذا الموضوع في الخامس والعشرين من شهر مارس الحالي بالتعاون مع اليونسكو التي قال إنها أدرجت اليمن ضمن الدول ذات الأولوية بدعم المانحين في مجال محو الأمية وتعليم الكبار. وقال : إن اليمن خطت خطوات جيدة على صعيد البرامج المخصصة لمحو الأمية وتعليم الكبار، مشيراً إلى تكامل الاستراتيجية التي تم اعتمادها مؤخراً والتي تشمل الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار والاستراتيجية الوطنية لتعليم الفتاة والاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي. فيما تطرق رئيس جهاز محو الأمية إلى الأساليب والمعايير المعتمدة في تنفيذ برامج محو الأمية والتي قال: إن الجهاز حرص على أن تأتي منسجمة مع خصائص الكبار ونفسياتهم وبيئاتهم المحلية. مشيراً في هذا الصدد إلى التنوع في المناهج المعتمدة في هذا النوع من التعليم والذي يلبي احتياجات المستفيدين ويحقق الأهداف والطموحات من برامج محو الأمية وتعليم الكبار. هذا وسيواصل المجلس مناقشاته للموضوع في الجلسة التي يعقدها يوم غد الاثنين بمشيئة الله تعالى. وكان المجلس قد استمع في مستهل الجلسة إلى قراءة لمحضر جلسته السابقة وأقره . إلى ذلك دان مجلس الشورى بشدة العمل العدواني الذي قام به جيش الاحتلال الصهيوني في الرابع عشر من مارس ضد نزلاء سجن المقاطعة في مدينة أريحا الفلسطينية، ووصفه بأنه شكل من أشكال القرصنة وإرهاب الدولة السافر. وقال: المجلس في بيان له بهذا الخصوص إن الكيان الصهيوني يثبت بعمله العدواني الهمجي عدم احترامه للاتفاقيات التي يوقعها والتفاهمات التي يتم التوصل إليها برعاية دولية. واستنكر المجلس صمت المجتمع الدولي والتواطؤ الفاضح من قبل الدولتين الراعيتين للاتفاقية التي سجن بموجبها أحمد سعدات ورفاقه، وفؤاد الشوبكي، معتبراً أن ذلك قد شجع الكيان الصهيوني على تنفيذ اعتدائه على سجن المقاطعة واعتقال نزلائه وممارسة أبشع صنوف الإذلال مع نزلاء السجن وحراسه.
