أقيم المونديال السابع عشر وهو أول مونديال في القرن الحادي والعشرين في كل من كوريا الجنوبية واليابان ليكون بذلك أول مونديال تستضيفه القارة الآسيوية وأول مونديال يقام في دولتين. وعندما أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم إختيار دولتين لإستضافة نهائيات كأس العالم في الفترة من 31 مايو إلى 30 يونيو 2002م, أعلنت معظم الإتحادات القارية إمتعاضها من هذا القرار, إلا أن الإتحاد الدولي قرر المضي قدماً في هذه التجربة والتي أثبتت فشلاً ذريعاً رغم الإمكانيات التي سخرتها كوريا واليابان لإنجاح البطولة والتي صادفتها الكثير من المشاكل, مما دعا الاتحاد الدولي إلى إتخاذ قرار بمنع أي ملف مشترك بين دولتين أو أكثر لتنظيم بطولة كأس العالم، وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م تلقي بضلالها على استعدادات المنظمين, وكلفت اللجنة المنظمة مليارات الدولارات من أجل حفظ الأمن خلال البطولة, وتجنب أي محاولة تخربية إرهابية محتملة خلال البطولة, وكان من شدة خوف اللجنة المنظمة أنها طلبت من قوات الأمن أن تقوم بإرسال طائرات تحلق فوق الملاعب خلال مباريات البطولة، وقد إنتهت بسلام دون حدوث أي عمل إجرامي أو إرهابي ناتج عن تلك المخاوف. وبإختيار كوريا الجنوبيه واليابان لإستضافة النهائيات العالمية, أصبحت القارة الآسيوية رابع قاره تنظم البطولة بعد أوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. وشارك في المونديال 32 منتخباً مثلت جميع قارات العالم بإستثناء قارة أستراليا، كان نصيب أوروبا 15 فريق، و5 من أمريكا الجنوبية، و5 من افريقيا، و4 من آسيا، و3 من أمريكا الشمالية والكونكاكاف. وكان المونديال بحق مونديال المفاجآت حيث شهد خروج المنتخبات الكبيرة من الدور الأول على رأسها حامل اللقب المنتخب الفرنسي ومن دون إحراز أي هدف وبنقطة يتمية، توالى بعده خروج العمالقة الأرجنتين والبرتغال تبعهما خروج إيطاليا والسويد والمكسيك على يد منتخبات كانت محسوبة من فرق الدرجة الثالثة وهي منتخبات كوريا الجنوبية والسنغال والولايات المتحدة على التوالي. وجاءت هذه البطولة عكس سابقاتها تماماً بتأهل ثمانية منتخبات من جميع القارات المشاركة في المونديال إلى الدور ربع النهائي وهي منتخبات ألمانيا وتركيا وإسبانيا وإنجلترا من أوروبا والولايات المتحدة من أمريكا الشمالية والسنغال من افريقيا وكوريا الجنوبية من آسيا والبرازيل من أمريكا الجنوبية، كما خلا الدور نصف النهائي ولأول مرة في تاريخ البطولة من تواجد ثلاثة منتخبات أوروبية حيث إقتصر التمثيل الأوروبي في هذه الدور على منتخبي ألمانيا وتركيا "حصان البطولة الأول" التي تشارة للمرة الثانية بعد 48 عاما إلى جانب منتخبي كوريا الجنوبية أول فريق آسيوي يصعد لهذا الدور والبرازيل. وكانت البطوله إحدى أسوأ بطولات كأس العالم من حيث المستوى الفني, فأغلب النقاد أكدوا على تراجع الأداء الفني للفرق والبطولة بشكل عام، وطغى على البطولة المجاملات التحكيمية الفاضحة, وخصوصاً لمنتخب كوريا الجنوبية حيث ظُلمت أغلب الفرق التي واجهتها أثناء البطولة بداءً من البرتغال في الدور الأول ومروراً بإيطاليا واسبانيا، ففي دور الستة عشر ألغى الحكم الإكوادوري بايرون مورينو هدفاً صحيحاً لإيطاليا وطُرد النجم الايطالي فرانشيسكو توتي دون سبب وجيه، وبعد أربعة أعوام من إنتهاء الحدث مازالت أسبانيا تشكو من عدم إحتساب هدفين صحيحين لها أحرزهما إيفان هيلجيرا وفيرناندو موريانتس في الشباك الكورية وألغاهما الحكم المصري جمال الغندور، إلى أن جاءت الماكينة الألمانية لتوقف كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي ورغم ذلك عادت أمواج المشجعين الكوريين بقمصان منتخب بلادهم الحمراء التي كانت تملا شوارع البلاد إلى منازلها وهي راضية تماماً عما حققه فريقها، فقد كاد المنتخب الكوري أن يصل للمباراة النهائية، وفي كل الأحوال كان الإنجاز الكوري أكبر بكثير من نظيره الياباني الذي لم يتعد دور الستة عشر بالبطولة، إذ تعتبر كوريا أول دولة آسيوية تحقق مثل هذا الإنجاز " التأهل إلى الدور شبه النهائي والمنافسة على المركز الثالث إلا أنها لم تظفر به". كما حدثت أخطاء فادحة في مباراة تركيا والبرازيل في الدور الأول, مما حدى بالصحافة الأوروبية لإنتقاد الفيفا ورئيسه السويسري جوزيف سيب بلاتر واتهامه بقتل كرة القدم, وإقامة البطولة من أجل الأرباح المادية فقط دون النظر إلى المستوى الفني للبطولة. وسُجل في البطولة 161 هدف، منها 12 من ركلة جزاء، وشهدت البطوله 15 حالة طرد خلال مبارياتها، وأنتزع البرازيلي الشهير رونالدو لقب الهداف بعد أن رفع رصيده إلى ثمانية أهداف، وتخطى حاجز الأهداف الستة الذي فشل جميع هدافي المونديال تجاوزها منذ عام 1974م. وشهدت البطولة أسرع هدف فى تاريخ كأس العالم على الإطلاق أحرزه التركى هاكان سوكور فى مباراة منتخب بلاده مع كوريا الجنوبية لتحديد صاحب المركز الثالث، وقد جاء هدف سوكور بعد مرور 11 ثانية من البداية وقد إنتهت المباراة بفوز تركيا 3- 2 لتفوز تركيا بالمركز الثالث. يذكر أن المنتخبان السعودي والصيني خرجا من الدور الأول من دون تسجل أيهدف أو إحراز أي نقطة، واستقبلت شباكهما 21 هدف في ست مباريات "للفريقين" كان نصيب المنتخب السعودي 12 هدف، في حين أن المنتخب البرازيلي خلال مبارياته في المنديال فاز في جميع المباريات ولم يتعادل أو يهزم قط. المباراة النهائية: أقيمت يوم الاحد 30 يونيو في استاد يوكوهاما باليابان وفازت فيها البرازيل على ألمانيا 2- صفر، أحرزهما هداف البطولة رونالدو في الدقيقتين 67 و80 في مباراة هي الأولى بين الفريقين منذ إنطلاق البطولة، لتعود البرازيل من جديد لمعانقة كأس العالم في نسخته رقم 17 للمرة الخامسة وتبتعد بالرقم القياسي لعدد الألقاب بعد أن فازت بكأس العالم أربع مرات من قبل أعوام 1958م و1962 و1970 و1994، وهو رقم قياسي لم يستطيع أي منتخب إلى الآن الوصول إليه، علماً بأنه النهائي الرابع الذي تخسره ألمانيا بعد أعوام 1966، و1982م، و1986م، وكان كل من المنتخبين يخوض المباراة النهائية للمرة السابعة في تاريخه، لكنهما لم يلتقيا في كأس العالم، ونجحت البرازيل في التسجيل للمرة الأولى في المباراة النهائية التي تخوضها للمرة الثالثة على التوالي و السابعة في تاريخها، لأنها تعادلت سلباً مع إيطاليا في نهائي عام 1994 قبل أن تحرز اللقب بركلات الترجيح، ثم خسرت نهائي المونديال الماضي أمام فرنسا صفر3، ومنحت البرازيل التفوق مجدداً لأمريكا الجنوبية على حساب أوروبا في عدد مرات الفوز بكأس العالم برصيد تسعة ألقاب مقابل ثمانية للقارة العجوز. حكم المبارة النهائية: قادها الإيطالي بيير لويجي كولينا. البطولة في أرقام فترة إقامة البطولة: من 31 / 5 / 2002 إلى 30 / 6 / 2002م. عدد الفرق المشاركة: 32 فريق. عدد المجموعات: 8 مجموعات يتأهل أول وثاني كل مجموعة لدور ال16. بطل كأس العالم: البرازيل وكان يدربها لويس فيليب سكولاري. الوصيف: ألمانيا وكان يدربها رودي فولر. عدد المباريات: 64 مباراة. عدد الأهداف المسجلة بالبطولة: 161 هدف. أعلى نتيجة: فوز ألمانيا على السعودية 8- 0 في إطار المجموعة الخامسة. معدل الأهداف لكل مباراة : 2.52. هداف البطولة: البرازيلي رونالدو 8 أهداف. أعلى حضور: 69.029 متفرج وجمعت البرازيل بألمانيا في المبارة النهائية. إجمالي الحضور لجميع المباريات: 2.705.197 متفرج. معدل حضور المباراة: 42.268 متفرج. دول تشارك للمرة الأولى: الاكوادور، الصين، السنغال، سلوفينيا. أكبر لاعب بالبطولة: الدنماركي هينتز 38 سنة و293 يوم. أصغر لاعب بالبطولة: النيجيري اوبابونمي 17 سنة و101 يوم. مثل البرازيل في النهائي: ماركوس، كافو، روبيرتو كارلوس، لوسيو، أدميلسون، روكي جونيور، كليبرسون، جيلبيرتو سيلفا، رونالدو، دي نيلسون، ريفالدو، رونالدينهو، جونينهو. مثل ألمانيا في النهائي: كان، فرينغس، بوده، زيغه، لينكه، راميلو، ميتزلدر، جيريميز، أساموا، هامان، نوفيل، كلوزه، بيرهوف، شنايدر. سبأنت