أكد عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليوم على أهمية تطبيق عناصر الدقة والانضباط الفنية والهندسية في تنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروع الغاز الطبيعي المسال في منطقة بلحاف مديرية رضوم بمحافظة شبوة والبالغ تكلفته 7ر3 مليار دولار . ويشتمل المشروع الذي يمتد على مساحة 20 كيلومتر مربع، على وحدات بناء وتشييد منشآت تصدير الغاز الطبيعي المسال , وإقامة الأنبوب الرئيسي لتسييل الغاز الذي يمتد من حقول صافر بمحافظة مأرب, مرورا بالحقول الإنتاجية للغاز بمحافظة شبوة وصولا إلى ميناء التصدير بطول 380 كيلومترا بالإضافة الى تشييد المنشآت الأساسية الأخرى للمشروع. ففي أطار زيارته التفقدية لمحافظة شبوة اطلع نائب رئيس الجمهورية بمنطقة النشيمة على المعدات والآلات والناقلات والحفارات بكمب شركة "امك يبي هوك" العالمية المقر الأول التي تقوم الشركة فيه بأعمال الحفر والتركيب ومد أنابيب الغاز من حقول الانتاج بمنطقة صافر بمحافظة مأرب وحتى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة على البحر العربي . واطلع نائب رئيس الجمهورية ومرافقوه على تلك المعدات والتجهيزات السكنية والمكتبية للعمال والمهندسين والخبراء في هذه الشركة، والتقى المسؤولين والخبراء الذين قدموا له تقارير عن سير العمل وكيفية الاداء والشوط الذي تم قطعه حتى الآن .. مشيرين الى انتظام العمل والانجاز بالصورة المحددة بكل برامجها المحسوبة على مختلف المستويات . بعد ذلك توجه النائب ومعه خالد بحاح وزير النفط والمعادن والمهندس عمر الكرشمي وزير الاشغال العامة والطرق والدكتور جلال فقيرة وزير الزراعة والري الى المنطقة الرئيسية لميناء التصدير في مديرية بلحاف محافظة شبوة حيث اطلع على سير العمل الجاري في المباني والآلات والمعدات والادارات وخزانات الاستقبال للتصدير وكذلك المطار الخاص بتحركات الشركة واشغالها الخاصة والذي يتم بحسب التخطيط الهندسي والفني للمواقع وعلى مساحة مترامية الاطراف. كما استمع الى تقارير حول سير العمل من قبل المهندسين والعمال كل فيما يخصه ، حيث اكد وزير النفط ان نسبة الانجاز الحالية تتجاوز ما نسبته 20 %ة من الانجاز الكلي وبصورة جيدة من حيث الاداء والقياسات الزمنية. وفي هذا الصدد اكد نائب رئيس الجمهورية اهمية تنفيذ عناصر الدقة والانضباط في تنفيذ المشروع فنيا وهندسيا باعتباره مشروعا عملاقا واستراتيجيا, ومن اهم واكبر مشاريع التنمية.. مشيرا الى مايوليه فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من حرص على السير المدروس والمخطط للمشروع كي يستفيد الاقتصاد اليمني المتواضع من زخم هذا الانجاز في جانب تصدير الغاز المسال ولما لذلك من عائد فوري لابناء المناطق والمحافظات القريبة من المشروع من مهندسين وخبراء وعمال وهم بعشرات الالاف. وقال " اذا ما قسنا كل ما هو مطلوب خلال تنفيذ المشروع وعند بدء عملية التصدير وخلالها, فهناك اسثثمارات وعمالات على مختلف جوانب المهن والتخصصات وهي كثيرة ومتعددة".. مشيدا بالجهود المبذولة على طريق تنفيذ المشروع وبالتعاون الكامل والملحوظ من قبل الجميع مسؤولون ومواطنون على حد سواء. وخلال جولة نائب الرئيس في المشروع ومواقعة المحددة لكل مرحلة وحتى مد الانبوب الى وسط البحر للتعبئة والتصدير, قدم وزير النفط شرحا اوضح فيه العمليات المعتمدة لكيفية التصدير وتحويل الغاز السائل الى مصاطب ثلجية وكذلك كيفية تسييلها مرة أخرى عند الوصول الى الموانئ المختصة المستقبلة للشحنات ، وهو الامر الذي جعل تكلفة هذا المشروع كبيرة تصل الى ثلاثة مليار ونصف المليار دولار . وفي صالة الشركة الخاصة بتصدير الغاز اليمني المسال قدم المختصون شرحا بيانيا يظهر صورة المشروع النهائية بعد استكمال الاعمال الانشائية بما في ذلك خزانين عملاقين يتسع كل واحد منهما لمائة واربعين الف متر مكعب من الغاز, وكذلك المكونات الاساسية للمشروع بكل جوانبها. وكان عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية قد وصل الى عتق امس, حيث التقى في صالة المركز الثقافي بالمسؤولين واعضاء المكتب التنفيذي واعضاء المجالس المحلية والشخصيات والاعيان وحشد كبير من المواطنين الذين تحدث اليهم معربا عن سعادته بهذا اللقاء، ناقلا اليهم ومن خلالهم تحايا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الى كل ابناء المحافظة. وقال " لقد كلفني فخامة الرئيس ان ازوركم وانقل اليكم تأكيداته بالاهتمام بكل احتياجات التنمية والتطوير في محافظة شبوة التي تعتبر محافظة كبيرة ومترامية الاطراف, ولذلك لابد من وصول مشاريع البنى التحتية والخدمات الى كل مديرياتها, كما ولابد ان تأخذ نصيبها الاوفر من تلك المشاريع المتصلة بالبنية التحتية والمتمثلة بالتربية والتعليم والاتصالات وشبكات الطرق والكهرباء والمياه والصحة العامة وبوتيرة سريعة اولا باول" . ونوه الى ان ما انجز في وطن الثاني والعشرين من مايو بعد قيام الوحدة المباركة واعلان الجمهورية اليمنية قد مثل قفزة نوعية وباشواط لايستهان بها, كما ان العمل يمضي بوتيرة اكبر منذ العام 95م عندما ركزت خطط التنمية على الجوانب الاساسية للبنى التحتية وهي المشاريع التي تتصل بصورة مباشرة بحياة الانسان اليمني وتطوره اجتماعيا وثقافيا ومعيشيا.. مؤكدا بانه وفي ظل مناخات العطاء المتواصل بكل صورة التنموية يعد الامن والاستقرار الركيزة التي تسرع بالتطور والتنمية.. موضحا بان هذه المسيرة الظافرة التي يقودها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ويحمل لوائها بكل إخلاص وإيمان مطلق بقضية التنمية، هي مليئة بجوانب العطاء القيادي الخلاق بكل صورة، وفي مختلف مناحي الحياة. هذا وقد عاد نائب رئيس الجمهورية مساء اليوم إلى العاصمة صنعاء بعد زيارات ميدانية شملت محافظات إب وعدن وأبين وشبوة، افتتح خلالها ووضع حجر الأساس لعدد كبير من المشاريع التنموية بمختلف جوانبها، وبتكلفة تتجاوز عشرات المليارات من الريالات. تجدر الاشارة الى ان مشروع الغاز الطبيعي المسال في منطقة بالحاف قد دشنت اعماله الانشائية في سبتمبر العام الماضي بعد ان وقعت اليمن في ال30 من أغسطس للعام 2004 م اتفاقية مع شركة كوجاز الكورية الجنوبية , تقضي بقيام الشركة اليمنية للغاز بتصدير كمية قدرها مليوني طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويا لشركة كوجاز الكورية على ان يبدأ تصدير أول شحنة في ديسمبر من العام 2008 ولمدة عشرين عاما .. كما تم التوقيع على إتفاقية مماثلة مع كل من شركتي سويس (تراكتبل) وتوتال للغاز والطاقة, لتصدير الغاز إلى السوق الامريكية. ومن المتوقع ان تبلغ عائدات اليمن جراء مشروع تصدير الغاز على مدى 20 عاما 17 مليار دولار.. كما يتوقع ان يوفر المشروع مايزيد عن 15 ألف فرصة عمل, فضلا عن انعاش كافة المناطق التي ستقام فيها المنشآت . سبأنت