رغم حداثة سوق الانترنت والحاسوب في اليمن إلا أنه يشهد إقبالاً وانفتاحا واسعا تتجلى ملامحه ليس في أوساط الشباب ومركز الانترنت والمعاهد الخاصة بتدريب الحاسوب فحسب بل في حجم الإقبال الغير عادي لجمهور الانترنت في اليمن والذي يشمل مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية والمستويات الثقافة والتعليمة .. الأمر الذي عكس نفسه بصورة حية في زيادة عدد المعاهد والمقاهي وزائريها واتساع الاهتمام في هذا المجال. يقول عبد الحميد احمد (مدرس كمبيوتر) متحدثا عن الإجازات الصيفية :"الإقبال على المعاهد والمراكز الصيفية يأتي خلال الإجازة الصيفية بشكل كبير، والسبب البرامج التي ترعاها وزارة التربية والتعليم قد لا تؤدي ثمارها كما يجب نتيجة لنقص الإمكانيات المتعلقة بتوفير الأجهزة لجميع الدارسين. وتتفق حنان.ع (مدرسة) مع عبد الحميد في أن المدارس تفتقر إلى الكثير من الأجهزة و الإمكانيات التقنية الحديثة بالإضافة إلى كثافة المناهج والمقررات الدراسية تأخذ وقت الطالب بالكامل .. لكن كما تقول :" بحسب الإمكانات نحن قدر المستطاع نحاول أن نغطي بشكل كبير تعليم الحاسوب في المدرسة . ثورة معلوماتية على الرغم من التحديات التي يواجهها الطلاب في إقتحام مجال الحاسوب والانترنت ، إلا أن ذلك لم يلغي تدافع أعداد كبيرة من الطلاب منذ المراحل الدراسية المبكرة نحو التمسك بأي فرص من شأنها أن تقودهم إلى سبر غور عالم أضحى الانترنت والحاسوب ابرز صورة. وقد أفضى اقتران هذا العصر بعصر "الثورة المعلوماتية"، إلى جعل الكثير من الناس سواء كانوا صغاراً أم كباراً، يشعرون بأهمية الانخراط بهذا الركب المعلوماتي وعدم الوقوف بعيدا عن التطورات الجارية من حولهم . يقول محمد قاسم (خريج ثانوية عامة):" في عصر التقدم المعلوماتي الهائل هذا كان من المستحيل أن نقف عند حدود المناهج الدراسية، فمن الطبيعي أن أسجل في دورات للحاسب الآلي للتعلم وأبدأ بالخطوات الأولى،وأنا على يقين أنه بالجهد وحب التعلم والإطلاع سأستطيع اقتحام هذا العالم المبهر، فلا يمكن لأي شخص رؤية عمق الإنجازات التي تحققت من وراء الثورة المعلوماتية .. أن يتجاهلها ويكتفي بما يتلقاه في تحصيله الدراسي ، خاصة وأن أمامنا مدة طويلة في الإجازة الصيفية يمكن استثمارها في التعلم والانخراط في هذا العالم. ويؤكد عبد الكريم علي أحد المتدربين في أحد معاهد التدريب للحاسب الآلي أهمية استثمار الإجازة في الدخول إلى عالم المعلوماتية، وقال:" لغة العصر الآن هي الحاسب الآلي فكيف يمكن أن نعيش في عصر لا نتقن لغته؟ و كيف يمكن أن نتكيف معه؟ نحن بحاجة ماسة لأن نستثمر كل دقيقة من وقتنا لنلحق بركب التطور إلا أن الكثير منا لم يفطن ذلك بعد ". حضور الفتيات الفتيات أيضاً أدركن أهمية مواكبة لغة العصر..وبدأ إندفاعهن بدخول هذا المجال لا يقل أهمية عن الشباب.. حيث يلاحظ استجابتهن بقوة لمتطلبات العصر التقنية بل وحضورهن القوي في مجال الانترنت والحاسوب. ترى نادية .م(إعلامية) في مجال الإعلام :بعد أن أصبح العالم غرفة واحدة صار لابد من التعامل مع معطياته بجدية وتركيز، خاصة وأنا العالم الآن تديره شبكة عنكبوتية واحدة ومن السهل جدا الوصول إلى المعلومة في أي مكان عليها بل والتحقق منها بعد أن صارت في متناول مجموعة من المفاتيح والأزرار. ويظهر شغف بنات جنسها في إقتحام هذا العالم ، من خلال الوقوف على هذه المتغيرات وإطلاعهن وتطلعهن إلى المواكبة من خلال الانخراط بالدورات التدريبية و ورشات العمل سواء المتعلقة بالبرامج او الاتصال والبرمجة وتصميم المواقع الالكترونية . رؤى مختصه في هذه الأثناء يؤكد مختصون أن اليمن تعتبر إحدى تلك الدول التي استجابت وواكبت التحول التقني النوعي في منظومة الاتصالات والمعلومات من خلال المشروع الوطني لتقنية المعلومات.. ويشيرون إلى أن إقبال المواطنين على هذه التقنية يدل على وعيهم بأهميتها لانها أصبحت لغة العصر . وشددو بضرورة إدخال مواد الحاسب الآلي تطبيقاتها المختلفة في المناهج الدراسية والاهتمام بالوسائل التعليمية الحديثة ، مشيدين بالجهود المبذولة في سياق تعميم تكنولوجيا المعلومات التي تؤدي إلى زيادة مساحة الاستفادة من هذه التكنولوجيا . دراسة وكانت دراسة نفذها المركز الوطني للمعلومات في الأعوام الماضية حول واقع استخدام الحاسوب الشخصي لدى الأفراد بحيث تم اختيار عينة تتألف من 1000 فرد أجاب على الاستبيان841 فرد ، وأظهرت نتائج المسح عدد من المؤشرات حيث بلغ عدد المستخدمين للحاسوب في المنازل (396) مستخدم من بين (841) مستخدم شملتهم الدراسة وتركز اغلبهم في حملة البكالوريوس . وحسب الدراسة فإن الفئة الغالبة استخداماً للحواسيب في العينة هي الذكور بنسبة (76.03)%مقابل 23.97% للإناث، و الفئة الغالبة استخداما للحواسيب هم من حملة البكالوريوس وبنسبة (50.2)%. وأشارت الدراسة إلى أن الفئة العمرية الأكثر استخداما للحواسيب (21-25) سنة بنسبة 30.99% تليها الفئة العمرية (26-30) بنسبة 30.75% ، ثم الفئة (31-35) بنسبة 14.53% ، وتتوزع بقية النسبة على الفئات الأخرى بنسب متفاوتة . وفيما يتعلق بمكان استخدام الحاسوب فقد جاءت أماكن العمل والدراسة في المرتبة الأولى بنسبة (47.66)%، تلها الاستخدام في المنازل (29.06)%، ثم في أماكن أخرى بنسبة (23.28)%. وبلغ عدد المستخدمين في المنازل (396) مستخدم من بين (841) مستخدم شملتهم الدراسة وتركز اغلبهم في حملة البكالوريوس، وقد كان استخدام الحاسوب في المنزل لأغراض تعليمية هو السبب الأكبر (36.17)%،تلاهُ تنفيذ مهام مرتبطة بالعمل بنسبة (30.33)% ، ثم لأغراض ثقافية وترفيهية(33.50)%. وتركزت أهم أسباب عدم امتلاك حاسوب في المنزل بعامل الإمكانيات المادية(82.06)% . أما فيما يتعلق باستخدام الانترنت فقد بلغ من يستخدمونها (556) مستخدم من إجمالي العينة المشمولة بالمسح، أغلبهم من الذكور (457) مستخدم ، أما الإناث قد كان عددهن (99) مستخدم . وكان ابرز مجالات الاستفادة من الانترنت هي على التوالي (البحث عن بيانات ومعلومات لغرض الدراسة والبحث العلمي ، وخدمة أغراض العمل،التسلية والترفيه ، المراسلات). وبالنسبة لكيفية الاستخدام الشخصي للانترنت فقد كانت النسبة الأكبر في مراكز تقديم خدمة الانترنت، تلاها من خلال اشتراك خاص بجهة العمل/الدراسة، ثم من خلال الاشتراك الشخصي ، و كان معدل الاستخدام الشخصي للانترنت (ساعة واحدة ) يومياً بين كل المستخدمين . ويبقى من أهم أسباب عدم استخدام الانترنت،حسب الدراسة الإمكانيات المادية (51.1)%، ثم عدم القدرة على استخدام الانترنت (28.85)%، وأخيرا عدم وجود حاجة الاستخدام الانترنت(20.05)%.