خطت الدولة اليمنية الحديثة خطوات متقدمة على طريق محو امية الحاسوب وبناء مجتمع معلوماتي , يسهم في ردم الفجوة الرقمية واللحاق بالركب الحضاري لمجتمعات المعلوماتية والمعرفة. وتبنت الحكومة في هذا المجال العديد من المشاريع والبرامج الاستراتيجية، وفي مقدمتها مشروع رئيس الجمهورية لتعميم الحاسوب والذي يتضمن توزيع أكثر من مائة الف جهاز كمبيوتر على الموظفين في مختلف الدوائر والمرافق والقطاعات الرسمية . ومنذ اطلاق مشروع رئيس الجمهورية لتعميم الحاسوب في عام2003م وحتى مطلع العام الجاري تم توزيع 22 الف و 572 جهاز حاسوب في مرحلته الاولى بقيمة تقدر بنحو 11 مليون و 286 الف دولار , فيما سيتم في المرحلة الثانية 2006م 2008م توزيع 44 الف و 655 جهاز بقيمة 22 مليون و327 الف و 500 دولار, وفي المرحلة الثالثة والاخيرة من المشروع 2009م و 2010م سيتم توزيع 34 الف و588 جهاز بقيمة تقدرب 17 مليون و 294 الف دولار . وتعد وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أهم الجهات العاملة في المجال المعلوماتي في اليمن ، ومن الخطوات التي تبنتها الوزارة لمحو امية الحاسوب والبدء بتنفيذ مراحل الحكومة الالكترونية تنفيذ مشروع تجميع الحاسوب محليا كأول خط انتاجي للحاسب الالي في اليمن , سيتم افتتاحه قريبا بتكلفة اولية تبلغ نحو مائة واربعة وثمانين مليون ريال ، وبطاقة انتاجية مائة وستين الف جهاز حاسوب سنويا منها مائة وستين الف جهاز دسك توب وعشرة الاف جهاز لاب توب / محمول / . وتسعى الوزارة الى تعميم تجربة إدخال مادة الحاسوب ضمن المنهج دراسي لطلاب التعليم الاساسي ,وإنشاء الجامعة الافتراضية للحاجة إلى الجمع بين الدراسة الجامعية والعمل , فضلا عن إعفاء اجهزة الحاسوب من رسوم الجمارك لتصل الى المواطنين باسعار معقولة واعفاء المشتركين من رسوم الاشتراك الشهري في خدمة الانترنت ، اضافة الى تخفيض رسوم الاشتراك الشهري لشبكة تراسل المعطيات بنسبة 50 في المائة . إن تلك الخطوات التي تمت باتجاه تعميم ثقافة وتكنولوجيا عصر المعلوماتية احدثت نقلة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني على صعيد استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إذ قفز عدد مشتركي خدمة الانترنت التي اطلقت في عام 1996م من 3 الاف و 862 مشتركفي عام 99م الى 109 الاف و 127 مشترك حتى الان . فيما ارتفع عدد مستخدمي الانترنت من 24 الف مستخدم في العام 2000م الى 300 الف مستخدم بنهاية العام 2005م ،كما ارتفع ايضا عدد مقاهي الانترنت من50 مقهى في العام 2000م الى 753 مقهى في العام 2005م. حملة وطنية لمحو امية الحاسوب : ومواصلة لهذه الخطوات العملية سيشهد النصف الثاني من العام الجاري تنفيذ أكبر حملة وطنية لمحو أمية الحاسوب في البلاد , وستقيم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لهذا الغرض مخيمات صيفية في عموم محافظات الجمهورية تستهدف اكثر من 120 الف شخص من طلاب المدارس والجامعات والمجالس المحلية ونزلاء السجون، بالاضافة الى ذوي الاحتياجات الخاصة ,بغية زيادة وتنمية المعرفة والتعامل مع الحاسوب كضرورة عصرية والعمل الالكتروني لما له من اهمية في الحياة العملية. كما ستقوم وزارتا الاتصالات وتقنية المعلومات والتربية والعليم هذا العام بتوزيع اكثر من 10 الاف جهاز حاسوب على المدارس لتحقيق ذات الهدف. مستقبل المعلوماتية في اليمن : تبرهن المؤشرات ان انتشار الحاسوب يسير بشكل متواز مع تنامي انتشار الهاتف الثابت حيث ان نسبة كثافة انتشار الحاسوب الشخصي تترواح بين 10 - 12في المائة الى نسبة الهاتف الثابت,وتتوقع ان يصل عدد اجهزة الحاسوب في عام 2009م الى قرابة 287 الف جهاز وبواقع 17ر1 جهاز كمبيوتر لكل مائة مواطن والى 338 الف جهاز في عام 2010 بنسبة كثافة تبلغ 33ر1 جهاز لكل مائة مواطن . أهمية شبكة الاتصالات الهاتفية في عالم المعلومات : وضعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات رؤية استراتيجية لقطاع الاتصالات والمعلومات تهدف الى رفع سعة الشبكة الثابتة للاتصالات الهاتفية الى 5ر5 ملايين خط بحلول عام 2025م وبواقع 15 خط لكل 100 نسمة من السكان ، وكذلك الحال بالنسبة للهاتف النقال. وتسعى الاستراتيجية ايضا الى زيادة عدد المشتركين في خدمة الانترنت إلى 260مشتركا لكل عشرة الاف نسمة من السكان بحلول عام 2025م بدلا من اربعة مشتركين في عام 2000م وزيادة عدد الحواسب الآلية الشخصية المستخدمة الى 2ر6 ملايين جهاز وبواقع سبعة اجهزة لكل 100مواطن بدلا من 2ر0 جهاز في العام 2000م ,فضلا عن زيادة كثافة مضيفات الانترنت من 02ر0 لكل الف مواطن في عام 2000 الى 70 مضيفا في العام 2025م . كما تبنت الحكومة مشروع (مدينة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات) ، وتبلغ تكلفة المرحلة الاولى من هذا المشروع العملاق الذي افتتحها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في يونيو 2002م حوالي مليارين و 238 مليون ريال، يهدف إلى إقامة مجمع تقني متكامل يعنى بتقنيات الاتصالات والمعلومات وصناعة البرمجيات، واستقطاب الكفاءات المتخصصة والمبدعة القادرة على تحويل الافكار الإبداعية إلى برامج عملية في المجالات الاقتصادية والعلمية , وتحوي عدداً من المراكز والشركات المتخصصة العاملة في مجالات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتدريب وصناعة البرمجيات. يمن نت بوابة ثانية للعبور للعالم : ولم يقتصر الطموح عند ذلك بل سعت الحكومة في هذا المجال الحيوي الهام إلى إنجاز المزيد من الخطوات من خلال إنشاء البوابة اليمنية للانترنت (يمن نت)، لتمثل بوابة عبور لليمن إلى شبكة الإنترنت العالمية، بهدف توفير بنية تحتية مناسبة لتحقيق الاستفادة الشاملة من معطيات تقنية المعلومات والاتصالات، وتوفير خدمة بجودة عالية وبتكلفة مخفضة باعتبار ذلك من أولويات عمل الحكومة في هذا المجال . بالاضافة الى ذلك كان مشروع (شبكة تراسل المعطيات والمعلومات) المعني بتوفير البنية الأساسية لشبكة تراسل وتبادل المعطيات وفق سرعات عالية وسعات كبيرة لربط كافة الوزارات والمؤسسات والبنوك والشركات والهيئات والمصالح والجامعات بقنوات مباشرة مع فروعها عبر شبكة تراسل واحدة. سبأنت