الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    سريع يعلن استهداف يافا بفلسطين المحتلة    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    قائد الاحتلال اليمني في سيئون.. قواتنا حررت حضرموت من الإرهاب    تراجع في كميات الهطول المطري والارصاد يحذر من الصواعق الرعدية وتدني الرؤية الافقية    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الجنوب هو الخاسر منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سبأنت تنشر نص خطاب رئيس الجمهورية إلى كافة أبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
نشر في سبأنت يوم 22 - 09 - 2006

وجه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية خطاب مساء اليوم إلى كافة أبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك .
وفيما يلي نص الخطاب :
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه..
بسم الله الرحمن الرحيم:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) صدق الله العظيم والصلاة والسلام على النبي الأمي، الصادق الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين.
الإخوة المواطنون..الأخوات المواطنات..المؤمنون والمؤمنات..
أحييكم بتحية الإسلام.. تحية السلام، الشرط الأول لتوفر معنى الحياة، لتكون أهلاً للاستخلاف وللتعارف والإعمار ولعلاقة وطيدة بين البشرية وخالقها، وبينها وبين شعوبها وأممها..
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ).. فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته...وإنه ليسعدني غاية السعادة أن أتوجه إليكم في كل بقاع المعمورة، لا تقدم إليكم بأصدق التهاني القلبية بحلول شهر الهدى والتقوى والبر والإحسان والعبادة وتجسيد أعظم صفات والتزامات الإيمان..بسم الله الرحمن الرحيم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ليحلِّ على المسلمين أينما كانوا خيراً وسعادة وبذلاً وعطاءً وتعبداً وكفاحاً وتجارة لن تبور.. شهر تتجدد فيه الصلة الوثيقة بالخالق، عزَّ وجلَّ، عبر فريضة الصوم التي لا تعني مجرد الإمساك عن الطعام والشراب والرغبات الخاصة المشروعة بقدر ما تعني الدخول في مدرسة وثيقة الصلة بتربية النفس البشرية وصقل الضمير الإنساني وتوثيق عرى الإيمان في عقل وضمير ووجدان الإنسان المسلم وفي صلاته الأخوية وعلاقاته الإنسانية في المجتمع الإسلامي المتماسك.
نعم ايها الاخوة المواطنون..الاخوات المواطنات..اننا نستقبل هذا الشهر الفضيل بمشاعر السعادة والمسرة احتفاءً بهذا الضيف الكريم واستعداداً لفريضة الصوم اولاً ولتزامن هذه المناسبة الدينية العزيزة مع ذلك الانتصار الديمقراطي الكبير الذي حققه شعبنا اليمني في مسار ممارسته للعمل السياسي وحقوقه الديمقراطية ليبرهن ومن خلال ذلك النجاح المنقطع النظير الذي حققته الانتخابات العامة الحرة والمباشرة لرئيس الجمهورية ولأعضاء المجالس المحلية للمديريات والمحافظات في انتخابات واحدة تمت على اكمل صورة من التفاعل والاقبال والانتظام والشفافية والنزاهة والالتزام وبصورة جعلت كل المراقبين وكل المتابعين من الأشقاء والأصدقاء في العالم يشهد لهذه التجربة الديمقراطية التعددية الفتية في الجمهورية اليمنية بالرسوخ والثبات وامتلاك مقدرة الديمومة والبقاء لتكون نموذجاً صادقاً واضحاً لمعنى التجسيد العملي للنهج الديمقراطي الذي اختاره شعبنا عن قناعة راسخة ودون ان يفرض عليه من احد وتجسيداً لمبدأ حكم نفسه بنفسه مؤكداً بأن هذه الديمقراطية غير منقطعة الصلة عن تاريخ الشعب اليمني ونهج الشورى الذي انتهجه مبكراً ومنذ اقدم العصور.. وان هذا الانجاز العظيم الذي تحقق يوم ال20 من سبتمبر لايستهان به لتواصله بتجسيد جوهر القيم التي نؤمن بها شوروياً وسياسياً ودستورياً فهنيئاً لشعبنا اليمني كله بهذا النجاح الباهر الذي تحقق في نيل هذا الاستحقاق الديمقراطي الكبير الذي هو مبعث فخرنا جميعاً وليس هناك ثمة منتصر اومهزوم في هذا الاستحقاق بل ان المنتصر والفائز الاول والاكبر هو شعبنا اليمني العظيم.
وندعو كافة القوى السياسية إلى التحلي بروح الديمقراطية وتحمل مسئولياتها الوطنية لكل مافيه خير ومصلحة الوطن.. فالوطن ملكنا جميعاً ونحن مسئولون عنه جميعاً وعلينا ان نتطلع إلى المستقبل الأفضل والعمل على كل مايعزز الوحدة الوطنية ويمتن علاقات الإخاء والمحبة والود في مجتمعنا ونبذ البغضاء والكراهية وان نضع نصب أعيننا جميعاً مصلحة الوطن اولاً وأخيرا..
الاخوة والاخوات..
إن حلول مناسبة شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والغفران والتعاطف مناسبة لندعو فيها إلى النظر للصدقات ولأعمال البِّر والإحسان نظرة جديدة متطورة.. نعتقد أنها ألصق بالمعنى الجليل الذي تفرضه مكارم الأخلاق وعقيدتنا الدينية الإسلامية، التي توجب بأن تدفع كل أعمال البِّر والإحسان وكل أشكال الإنفاق داخل المجتمع من أجل بناء قوة المجتمع وقوة الأفراد داخله لتتحقق قوة الأسرة وتماسك وتعاضد خلايا المجتمع ولنصل إلى مجتمع منتج قوي لا يدرك بنيته العوز والحاجة.
وهذا يقتضي إعادة النظر في الوظائف التي تقوم بها الكثير من البنوك والمؤسسات الاقتصادية وصناديق الدعم والإقراض، حتى الصناديق المخصصة لتشجيع المواهب والقدرات لا نريدها أن تتوقف عند حدود إنفاق المال
كجوائز وإنما توفير فرص عمل ومشاريع تأهيلية وإن بدأت صغيرة لا بد لها أن تنمو وتغدو كبيرة وهذا يقودنا إلى التوسع في تجربة المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب وللأفراد وللأسر المنتجة وتوزيع الاراضي السكنية والزراعية على الشباب لاقامة المشاريع الخاصة بهم وتأمين حياتهم ومستقبلهم وتحسين مستوى دخلهم واحوالهم المعيشية وأن تتوسع المخصصات التي تتوفر من بعض المصادر وأن يكون للقطاع الخاص دور هام وأساسي في دعم ومساندة الدولة والحكومة في تبنّي هذه المشاريع عبر التوسع فيما يمكن أن تقدمه من تبرعات مالية أو مادية أو ما توفره من إمكانيات في إطار وظائف أعمالها.
إن محاربة الفقر والبطالة هدف لابد أن تتضافر من أجله كل جهود الدولة مع جهود مؤسساتها وجهود القطاع الخاص وكل الخيرين ذوي الاهتمام بالبر والتعاون. وإن هذه الرؤى التي نضعها أمامكم اليوم نريدها أن تكون موضع نقاش وإثراء من قبل الجميع علماء ومفكرين ومثقفين وسياسيين ورجال مال وأعمال وشخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية ومنظمات مجتمع مدني.
وليس عيباً أن نتعلم من تجارب الشعوب والأمم من حولنا فنأخذ منها ما تحقق له النجاح وان نتطلع إليه ونحرز أفضل منه.
إن الإنفاق في أعمال الخير والبر يجب ألاّ يتوقف عند حدود الأعمال الآنية وتلبية الحاجات الطارئة والنجدة وإغاثة الملهوف وإن كانت واجبة حتماً على كل المقتدرين من ذوي المال والإمكانيات, ولكن يجب ان تكون
مرتبطة بتحقيق أهداف وغايات وطنية وإنسانية نبيلة ننال من خلالها رضى الخالق عز وجل ونخدم بها الوطن ومستقبل أجياله.
الأخوة والأخوات..إن حلول مناسبة شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والغفران والتعاطف مناسبة لندعو فيها إلى النظر للصدقات ولأعمال البِّر والإحسان نظرة جديدة متطورة.. نعتقد أنها ألصق بالمعنى الجليل الذي تفرضه مكارم الأخلاق وعقيدتنا الدينية الإسلامية، التي توجب بأن تدفع كل أعمال البِّر والإحسان وكل أشكال الإنفاق داخل المجتمع من أجل بناء قوة المجتمع وقوة الأفراد داخله لتتحقق قوة الأسرة وتماسك وتعاضد خلايا المجتمع ولنصل إلى مجتمع منتج قوي لا يدرك بنيته العوز والحاجة.
وهذا يقتضي إعادة النظر في الوظائف التي تقوم بها الكثير من البنوك والمؤسسات الاقتصادية وصناديق الدعم والإقراض، حتى الصناديق المخصصة لتشجيع المواهب والقدرات لا نريدها أن تتوقف عند حدود إنفاق المال
كجوائز وإنما توفير فرص عمل ومشاريع تأهيلية وإن بدأت صغيرة لا بد لها أن تنمو وتغدو كبيرة وهذا يقودنا إلى التوسع في تجربة المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب وللأفراد وللأسر المنتجة وتوزيع الاراضي السكنية والزراعية على الشباب لاقامة المشاريع الخاصة بهم وتأمين حياتهم ومستقبلهم وتحسين مستوى دخلهم واحوالهم المعيشية وأن تتوسع المخصصات التي تتوفر من بعض المصادر وأن يكون للقطاع الخاص دور هام وأساسي في دعم ومساندة الدولة والحكومة في تبنّي هذه المشاريع عبر التوسع فيما يمكن أن تقدمه من تبرعات مالية أو مادية أو ما توفره من إمكانيات في إطار وظائف أعمالها.
إن محاربة الفقر والبطالة هدف لابد أن تتضافر من أجله كل جهود الدولة مع جهود مؤسساتها وجهود القطاع الخاص وكل الخيرين ذوي الاهتمام بالبر والتعاون. وإن هذه الرؤى التي نضعها أمامكم اليوم نريدها أن تكون موضع نقاش وإثراء من قبل الجميع علماء ومفكرين ومثقفين وسياسيين ورجال مال وأعمال وشخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية ومنظمات مجتمع مدني.
وليس عيباً أن نتعلم من تجارب الشعوب والأمم من حولنا فنأخذ منها ما تحقق له النجاح وان نتطلع إليه ونحرز أفضل منه.
إن الإنفاق في أعمال الخير والبر يجب ألاّ يتوقف عند حدود الأعمال الآنية وتلبية الحاجات الطارئة والنجدة وإغاثة الملهوف وإن كانت واجبة حتماً على كل المقتدرين من ذوي المال والإمكانيات, ولكن يجب ان تكون
مرتبطة بتحقيق أهداف وغايات وطنية وإنسانية نبيلة ننال من خلالها رضى الخالق عز وجل ونخدم بها الوطن ومستقبل أجياله.
الإخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات..
لا نستطيع أن نغير الكثير من عاداتنا الرمضانية، بمجرد الأماني والطموحات.. غير أن الكف عن العادات السيئة، الضارة بالمجتمع والماسة بمعاني ومتطلبات التلاحم الاجتماعي والتماسك داخل الوطن الواحد ضرورة
تكتسب من الأهمية والنبل ما يجعلنا ندعو إلى شد العزائم للقضاء عليها وتطهير المجتمع منها..ولا شك أن سبل اكتساب القبول عند الله والإحساس بالاطمئنان والرضا تجاه أنفسنا وأعمالنا ومسؤولياتنا تتعدى حدود أداء الفرائض الدينية بإقامة الصلاة والالتزام بفريضة الصوم وأداء الزكاة وتقديم الصدقات إلى الدخول في ميادين أخرى للبذل، والعمل والعطاء.
فسبل اصطياد الحسنات واكتساب الأجر غير متناهية، متسعة بسعة الحياة.. وكما أن للجسد وظائف فإن للمال وظائف لا تحصى في بناء الحياة وأعمارها وتحقيق المعنى الكامل للاستخلاف لله على الأرض، ولا شك أن أدنى ذلك يتحقق برفع المعاناة عن الفقراء ومساعدة المحتاجين وتعزيز روابط وصلات الرحم وتنمية قوة المجتمع وعلاقاته التكافلية والإنتاجية.
ويبقى باب التعبّد مفتوحاً لجملة من الوسائل القريبة من كل فرد منّا حين يعزز صلته بالكتاب الكريم لينهل منه ما يجعله على بيّنة من كافة أمور دينه ومعرفة بحقيقة رسالته في الحياة.
فشهر الصوم - أيضا- هو شهر الصلة بكتاب الله الذي تنزل على نبيه الخاتم في ليلة مباركة من لياليه التي هي خير من ألف شهر..بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ صدق الله العظيم.
ومع الصلة بالقرآن الكريم تتعمق رابطة العبودية والخضوع والخشوع لله - سبحانه وتعالي- وهي الطريق الواضحة لتعزيز صلات الإنسان بمجتمعه وبأهله وبكل الناس من حوله ولتمتين العروة الوثقى التي لا انفصام لها بإقامة الدين الحنيف والتجاوز عن كل أشكال وأمراض المجتمع التي تعزل الإنسان سواء بسلوكه غير السويِّ وتصرفاته المسيئة له وللدين، ذلك أن من المذموم أن يقع الإنسان في حالات يدينها ويرفضها الدين والخُلق الكريم، كالتكبر والتعالي والجشع والبخل والانزواء والغلو والتطرف أو التكفير والمغالاة.
إن الإنسان المسلم الحق هو من يترفع عن ذلك كلِّه ليكون الأنموذج الأول في السلوك الأخلاقي وفي الالتزام بكل آداب وتعاليم الدين الحنيف ، نسأل الله - سبحانه وتعالى- أن يعيننا جميعاً على أداء فريضة الصوم، خير أداء وأن يبلغنا كافة حسنات ذلك وأن يجعل حياة المؤمنين، في أرجاء المعمورة، عامرة بتمثل قيم الإسلام وأخلاق أهل الإسلام وأن يعزز من وحدتهم وقوتهم وأن يرفع من مكانتهم في الحياة ليكونوا المرآة الناصعة
المعبرة عن حقيقة المجتمع الإسلامي المتكافل والمتعاضد والمتلاحم، الذي يجسد - قولاً وعملاً- صورة الأخوة الإيمانية والمساواة الإنسانية وكرامة الحياة وتقديم الأنموذج الذي تقتدر به أمتنا أن تواجه كل تحديات الحفاظ على وجودها وعقيدتها والثبات في صراع الثقافات والحضارات والتصدي لكل أنواع الدعايات أو الإساءات التي تحاول النيل من ديننا الإسلامي الحنيف ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتي لا يمكن الا ان تزيد المسلمين تمسكاً بدينهم القويم والحفاظ عليه والدفاع عنه وحمايته..من كل ما يشينه أو يشين الأمة الإسلامية.
إن المسلمين، اليوم، هم أحوج ما يكونوا، من خلال إيضاح الصورة النقية والجليلة لالتزاماتهم الدينية، سواء في صومهم وصلاتهم وزكاتهم، كما في معيشتهم لحياتهم، أن يظهروا بذلك حقيقة الإسلام كدين حنيف وأن يعلوا من راية الشريعة الإسلامية الغراء وأن يرفعوا، بالفعل والعمل، صور التشويه المقيتة والضارة بالدين الإسلامي الحنيف والمشوشة لعقيدة المسلمين في مواجهة كل أشكال العدوان على أمتنا وعلى ديننا وبأن يظهروا للعالم وبكل الوسائل والسبل والتي هي أحسن ان الإسلام، وباعتباره أكمل الرسالات السماوية، هو دين الحق والعدل والتسامح والسلام.. المعبر عن صورة الإيمان الحقيقية التي تجعل الخضوع والعبودية، أولاً، لله - سبحانه وتعالى- والخوف منه وتؤمن بكرامه الإنسان وحريته ومسؤوليته عن أفعاله وتمتعه بكل الحقوق وتحمله كل الواجبات كما هو نظام الحياة وشرط للاستخلاف.
الأخوة المؤمنون..الأخوات المؤمنات..
إنها فرصة ثمينة ننتهزها لنسجل الشكر العميق المستحق لشعبنا الأبي الوفي وللحراس الأمناء لكل المكاسب والمنجزات وللحرية والديمقراطية أولئك الأبطال الأشاوس في القوات المسلحة والأمن ومعهم لكل جنود الممارسة الديمقراطية الأوفياء الصادقين في اللجنة العليا للانتخابات العامة والإستفتاء واللجان الإشرافية واللجان الأصلية والفرعية - ولكل ابناء شعبنا الذين تحمسوا وعملوا على تجسيد المعنى الحضاري السامي
للديمقراطية وللتنافس الحر النزيه في ميدانها المتسع للجميع مؤكدين بأن رئيس الجمهورية لا يمكن إلا أن يكون راعياً لكل أبناء الوطن أياً كانت توجهاتهم أو انتماءاتهم السياسية وانَّ كلَّ ما شهدته الساحة اليمنية الحية خلال الإجراءات والمنافسات الانتخابية لا يمكن الا ان تعزز وتمتن من روابط الاخاء والوحدة والتلاحم الوطني وفي إطار الالتزام بالثوابت الوطنية التي ستبقى هي الحاكمة وطبقا لما جسدها الدستور والقوانين النافذة.. وعلى الجميع البدء في صفحة جديدة للتعاون في كل ميادين العمل وفي كل المواقع في السلطة أو المعارضة فالوطن بحاجة لكل الجهود البناءة المخلصة.
نسأل الله التوفيق والسداد للجميع.. وشهر مبارك على كل أبناء الأمة العربية والإسلامية وأن يتحقق لها كل ما ترتب على كمال الدين ونعمه، وتوافر رضا الله كما تجلت في آخر الآيات المنزلة من كتابه الحكيم:
بسم الله الرحمن الرحيم (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينا)ً صدق الله العظيم.
إنه سمع مجيب والرحمة والغفران لكل شهداء الديمقراطية والمجد كل المجد لشعبنا الأبي المكافح.
شهر مبارك ..وكل عام وانتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
سبانت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.