على الرغم من سقوط شذرات جميله من الماضي في زحمة ومعمعة الحياة إلا ان هناك من يصر على لملمة بقاياه لتظل محفورة في ذاكرة البعض حتى لا يصبح بقية الحاضر دون ذاكره .. تفاصيل الماضي بعد سلام وترحيب وصعود عددا من الدرج التي لا اذكر عددها ارتشفنا القهوة اليمنية بفناجين الحيسي الفخارية مع الاستاذه / اروى عبده عثمان في بيت الموروث الشعبي (صاحبة المكان والمسؤلة عنه ) والانسانه التي تتشبث بالماضي وتدعوالناس الى جمعه وتدوينه واحياءه كي لا تجبر تعقيدات الوقت المعاصر التخلي عن تفاصيل الماضي وطمره بين ثناياها. والمكان ببساطته وتلقائيته من حيث الترتيب والاعداد وجماله وسحره عبر ما يحتويه من تحف شعبية تعود بزائرها الى الحياة اليمنية البسيطه التي انحسر كثيرا وجودها اليوم .. فالمكان يصعدك على درج ضيقة ليدخلك الى بيت يمني قديم تفوح منه رائحة القديم بطقوسه المختلفه لتتعرف على اواني وأزياء ومعدات يمنية قديمة قد يجهلها الكثير وطقوس يومية تمارس تذكرك ان نسيت . في بيت الموروث الشعبي تعرج بك الصور المعلقة فيه الى كثير من المدن والمناطق اليمنية حاملة العديد من الرموز والدلالات ما تجبرك على الغوص عميقا مع العادات والتقاليد سواء كانت تعبرعن الحزن او الفرح لتجد نفسك حائرا وعيناك تعجزعن اخذ قسطا من الراحة وهي تتنقل لمشاهدة رجل مسن يتغنى في الريف بالاهازيج والاغاني الشعبية التي تعود الى ابعاد زمنية ضاربة الجذور في القدم وامرأةتخبز في( طبون) تنور الحطب وجارتها تطحن وطفلتها تلعب وهي تلبس قرقوشا يكمل جماله زي تقليدي غاية في الروعه .. هذا البيت بيت الموروث لا تنقصه سوى ايادي العون والمساعده لان جميع مافيه جهود ذاتية وشخصية من قبل رئيسة البيت . تتركز اهداف وغايات هذا البيت حول توثيق التراث الشعبي اليمني، وخصوصاً التراث الشفاهي أو الأدب الشعبي كألوان الغناء الشعبي،الحكايات، الأمثال، النكت، الألغاز، السير والأساطيرالشعبية وكذا توثيق العادات والتقاليد الشعبية كتقاليد دورة الحياة وتقاليدالزراعة والمناسبات الاجتماعية والدينية، كما يوثق المعتقدات والمعارف الشعبيةكالمعتقدات الخاصة بالسحر والأحلام وأضرحة أولياء الله الصالحين.. الخ. كما يسعي البيت إلي توثيق التراث المادي كالأزياء الشعبية، المصوغات، طرق الزينة، النقوش، الوشم، الألعاب الشعبية، الرسوم والفنون الشعبية، بالإضافة إلي الحفاظ علي الهوية المفتوحة علي التفاعل والتثاقف مع الآخر، وخلق قاعدة شعبية ورأياًعاماً بأهمية الموروث الشعبي وحمايته وطرق المحافظة عليه وإعداد الكوادرالمؤهلة القادرة علي التعامل مع الموروث الشعبي وقضاياه وإشكالياته وإيجاد قاعدة معلوماتية وتصنيفية لأشكال الموروث الشعبي وجعلها في متناول الباحثين والدارسين وليس لدى البيت سوى طلب واحد هو الاهتمام به والمحافظة عليه من قبل الدوله باعتباره مخزونا وذاكره لتجارب الشعب اليمني . تحقيقات سبأ