عندما يحل علينا شهر رمضان الكريم بأيامه ولياليه ..تدخل بعض الامهات مسابقة مع الاهمال والتسيب والحرمان لأبنائهن. صور واقعية ملموسة لعددا من الصغار اللذين لا تتجاوزا عمارهم الخامسة والسادسة من العمر وهم يجوبون الحارات حفاة منذ ساعات الصباح الاولى منهم من خرج بدون افطار ومنهم من نام واستيقظ وهو على نفس الحال وأخر قد تهتم به إحدى أخواته التي تستيقظ مبكرة للذهاب للمدرسة كما تفعل خلود طفلة العاشرة والتي وجدت نفسها في رمضان مسئولة عن إخوانها الثلاثة قبل ان تشد رحالها الى المدرسة وهذا من حسن حظ الإخوان الثلاثة لخلود لان هناك كثير من الأطفال يفتقدون الرعاية والاهتمام بسبب النوم العميق الذي يكحل جفون الأمهات .. من هو الزعيم؟ لحظات وتكشف السطور القليلة القادمةعواقب وخيمة تعرضت لها عددا من الأسر سره الاهمال الواضح لصغار في السن ينتظرون عين الرحمة والاهتمام الغائبة طيلة شهر رمضان المبارك . مراد في السابعة من عمره كان برفقة عددا من اطفال الحارة التي يتسابقون في ساحتها منذ الصباح الباكر والهم التفكير احدهم ان يتسلقوا النوافذ العالية ليتحدد خلالها من سيكون الزعيم ؟ لتفاجأ اسرة مراد بأطفال الحارة منهم من يضغط على جرس الباب بحرارة واخر يصيح بأعلى صوته ان مراد الذي كاد ان يكون زعيما سقط ودمه ينزف على الارض ! صورة اخرى لا تقل سؤ عن وضع مراد ورفقته كانت لسمير وعبدالرحمن ورضوان اطفال حاولت اياديهم الصغيرة اطفاء الحرئق التي قاموا باشعالها حتى يتمكنوامن اشعال المفرقعات والعاب (الطماش) التي يخصص بيعها خلال ايام رمضان فكانت نتيجة محاولتهم بأن تلتصق عددا من اكياس البلاستيك المحروقة بجسم رضوان وعبدالرحمن ليسعفا على اثرها الى المستشفى . تقول الاستاذه نبيلة / اخصائية اجتماعية بمدرسة الزبيري ان الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم السابعة والثامنة يعانون من اهمال واضح ومتعمد من قبل الامهات خلال شهر رمضان وذلك يبدو واضحا من خلال هندام الطالب اضافة الى كثير من الاطفال يأتون الى المدرسة بدون وجبة افطار فيضطر عددا منهم الى شراء الحلويات والمسكرات ويستعيضون بها عن وجبة الافطار التي تستكثرالام تحضيرها امام ساعة نوم جميلة لا يمكن التخلي عنها ! وتضيف الاخصائية الاجتماعية ان هذا الوضع يتكرر سنويا في الشهر الكريم مطالبة عددا من الامهات تخصيص ولو جزء بسيط من وقت الظهيرة الذي يمر في المطبخ والليل امام التلفاز او السوق والصباح في سبات عميق والطفل ينتظر ساعة ضائعة للالتفات اليه . فيما تؤكد الدكتور هيفاء اخصائية طب الاطفال ان اكثر من 60% من حالات الإسعافات والعيادات الخاصة بالاطفال في رمضان ناتجه عن سوء التغذيه او حوادث الاهمال الأسري للأطفال في ساعات الصباح والليل ..وتحذر الدكتوره هيفاء من ترك الأطفال يعتمدون في تغذيتهم اول اليوم على الحلويات والمليمات وبقايا اكل اليوم الاول الذي لم يحفظ بعناية او يغطى بشكل جيد ..كون ذلك يسبب عدد من الامراض التي قد يصعب على الصغار تفادي انعكاساتها السلبية على صحتهم ولو مستقبلا كما قد يصعب على الاهل علاجها . تحاول ام مرام نفي تهمة الاهمال التي يصبها الكثير على الامهات في رمضان مبررة ان الام تبذل مجهودا مضاعفا في الشهر الكريم يبدأ من وقت الظهيرة حتىاذان المغرب اضافة الى سهر البعض حتى وقت السحور... وتؤكد ان هناك كثير من الاطفال من الصعب اجبارهم الالتزام في المنزل خاصة فترة الصباح التي تعود ان يقضيها كثير منهم في الشارع . في حين لا يجد حامد مبررا يجعل الام تتهاون في التزاماتها وواجباتها امام اطفالها خاصة عندما يصر الاطفال التجمع في الشوارع والحارات في وقت مبكر مع ارتفاع صرخاتهم بارتفاع اصوات المفرقعات التي تشتت نوم حامد وتعجزه نتائجها عن مواصلة نومه . ويؤكد حامد انه في رمضان من كل عام تحدث قصة حزينة في حيهم على بقاياها يتم انقاذ طفل او اسعافه وهذا امر سلبي تقع نتائجه على عاتق الام . وتعود الذاكرة بحامد الى رمضان الماضي الذي حاول احد الاطفال في التاسعةمن عمره بمحاولة تقليد مسابقة للكبار تم عرضها في التلفاز وظلت ساقي الطفل في الجبس عدة شهور بسبب تلك المحاولة الفاشلة . ام منهكة وطفل جائع ونقترب اكثر من هؤلاء المهملون كي يعلن الطفل اسامة انه يخرج من المنزل في الساعة الثامنة صباحا وجميع من في المنزل في نوم عميق ويظل في الشارع حتى الدقائق القليلة التي تسبق اذان المغرب ، وبالنسبة للاكل فوالدته تضع له عددا من الريالات لا تتجاوز العشرون ريالا وهو يقوم بالتصرف فيها خلال فترة الصباح ويقول اسامة ان هذا الوضع يستمر طوال رمضان المهم في الموضوع ان الذي يستيقظ من النوم لا يزعج النائم ؟!!! اما بالنسبة لعبير واخيها باسم فهم اكثر دلالا من اسامة فوالدتهما تترك لهما بقايا طعام السحور على حافة الطاولة حتى يتمكنا من تناول الطعام دون محاولة تذكر لإزعاج الاخرين . والاجمل من ذلك كله هو وضع سلام التي تضحي بغيابها عن المدرسة حتى تلتفت لاخوانها ومتطلباتهم في رمضان تقول سلام انها تذهب يوما وتغيب بقية الايام احتراما لرغبة والدتها التي تحاول اقناعها ان الدراسة في رمضان ليست بالاهمية في بقية الاشهر الاخرى . وبين اهمال ام متعبة انهكها الوقوف لساعات طويلة في تحضير اطباق قد ترضي ذوق افراد العائلة حينا وقد يسخط منها البعض الاخر وطفل جائع يطفئ رمق جوعه عددا من الحلويات فيذهب ضحية للإكثار منها او للعبة تكبر سنه وحجمه يحاول من خلالها اثبات انه زعيم وقيادي ؟!! تحقيقات سبأ