بدأت اليوم فى مقر جامعة الدول العربية اعمال الاجتماع الطارىء لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب . وخصص الاجتماع لمناقشة تطورات اوضاع القضية الفلسطينية وسبل التفاعل معها فى ظل العدوان الاسرائيلى والذى كان آخره مجزرة بيت حانون. ويراس الاجتماع وزير خارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفه وبمشاركة ستة عشر من وزراء الخارجية او الشؤون الخارجية فى الدول العربية. وقد عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تشاوريا مغلقا بحضور الامين العام لجامعة الدول العربية حول الخطوات والاجراءات العملية التى يمكن للدول العربية اتخاذها وبشكل عملى للتعامل مع الرفض الاسرائيلى المتواصل لمقترحات التسوية السياسية او التهدئة على الساحة الفلسطينية. وتحدث فى الجلسة الافتتاحية للدورة الطارئة وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل لخيفه حول اهمية انعقاد هذه الدورةالطارئة وضرورة قيام الدول العربية باتخاذ خطوات عملية للتعامل مع الوضع الحالى. وكشف مصدر دبلوماسى عربى مسؤول ان المشكلة الاساسية المطروحة امام اجتماع وزراء الخارجية هى عقبة الفيتو الامريكى المتخذ امس على مشروع القرار العربى المقدم لادانة العدوان الاسرائيلى ومذبحة بيت حانون. وأوضح المصدر ان المناقشات تركزت حول كيفية التعامل العربى مع الموقف الامريكى المنحاز لاسرائيل على حساب المصالح العربية فى ظل رغبة بعض الاطراف العربية ضرورة اعادة تقييم ودراسة العلاقات العربية الامريكية خلال العامين المقبلين وهما العامان الباقيان فى عمر الادارة الامريكية الحالية. ومن ناحية اخرى اعدت جامعة الدول العربية مشروع بيان لعرضه على الوزراء للمناقشة يتضمن عدة نقاط رئيسية اولها ادانة العدوان الاسرائيلى على غزه وبيت حانون والعمل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطينى بشكل فورى. كما يتضمن دعوة اللجنة الرباعية الدولية للتحرك الفورى والجاد لانهاء حالة الجمود السياسى فى الملف الفلسطينى الاسرائيلى وتكليف المجموعة العربية فى الاممالمتحدة العمل لدعوة الجمعية العامة للامم المتحدة لعقد جلسة تحت بند الاتحاد من اجل السلام. بالاضافة الى مخاطبة حكومة سويسرا الدولة الراعية لاتفاقيات جنيف لعام 1949 لاستئناف عقد مؤتمر جنيف للدول الاطراف فى اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشان حماية الشعب الفلسطينى وتاكيد امكانية انطباقها على الاراضى الفلسطينية ودعوة الامين العام للامم المتحدة الى تشكيل لجنة تحقيق دولية وارسالها الى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة للتحقيق فى مجزرة بيت حانون. ومن المقترحات ايضا مطالبة المجلس الدولى لحقوق الانسان لادانة هذه الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان فى فلسطين وارسال لجنة تقصى حقائق حول هذه الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية. ويناقش الوزراء العرب مشروع قرار يقضي بالتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة المجتمعة في دورة استثنائية تحت بند "الاتحاد من اجل السلام" لاستصدار قرار بتشكيل لجنة تحقيق في الهجوم الاسرائيلي على بيت حانون. ويحضر الاجتماع 11 وزير خارجية ويغيب عنه خصوصا وزيرا الخارجية السعودي سعود الفيصل واللبناني فوزي صلوخ الذي استقال من منصبه السبت بعد قرار حركة امل وحزب الله الانسحاب من الحكومة اللبنانية. ويراس الوفد الفلسطيني وزير الخارجية محمود الزهار بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس, وفق مصادر الجامعة العربية. وهذه هي اول مرة يشارك فيها وزير من الحكومة التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مارس/اذار الماضي في اجتماعات وزراء الخارجية العرب. وكان رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطسينية فاروق القدومي يتراس عادة الوفد الفلسطيني في اجتماعات الوزراء العرب. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الوزراء العرب سيناقشون الوضع بعد الفيتو الاميركي معتبرا انه "سيكون حماية لاجراءات اسرائيل ضد المدنيين". واعتبر موسى ان الفيتو رسالة تؤكد ان "عملية السلام منتهية تماما". وقال للصحافيين ان "الرسالة وصلت وهي ان عملية السلام منتهية تماما ونحن نقرا هذه الرسالة بغضب واسف كبيرين". واضاف ان "هذا الفيتو يزيد الغضب وغير مفهوم". وكانت الجامعة العربية طالبت الخميس الماضي المجتمع الدولي بالتحرك السريع لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإرسال قوات حفظ سلام إلى الأراضي الفلسطينية أسوة بما حدث في جنوبي لبنان. وقد اوضح السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة إن الجامعة العربية تشعر بقلق كبير تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من مجازر وآخرها مجزرة بيت حانون حيث تجاوز عدد القتلى فيها ال100 بالاضافة الى نحو 500 جريح. واشار الى ان الاعتقالات الجديدة في صفوف الفلسطينيين أصبحت أكثر من 1550 معتقلا معربا عن قلق الجامعة الكبير والعميق لما يحدث. وكانت الولاياتالمتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) السبت في مجلس الامن ضد مشروع قرار يدين القصف المدفعي الاسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في بيت حانون الاربعاء الماضي الذي ادى الى مقتل 19 شخصا معظمهم من النساء الاطفال. واكد موسى ان هذا الفيتو "هو استخفاف بالعالم العربي وهذه مسالة غير مقبولة والامر برمته سيناقش في اجتماعات الوزراء العرب". واوضح ان فكرة استدعاء سفراء الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل طرحت ونوقشت خلال اجتماعين للمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة. لكنه لم يوضح ما اذا كان هناك توافق على مثل هذا الاجراء ام لا, واكتفى بالتساؤل "هل يترك الامر بهذا الشكل بدون موقف ازاء اسرائيل؟". سبأنت