قال "دانيال جراماتيكو" منسق مشروع كتاب " مسالك بني امية الثقافية " في مؤسسة التراث الاندلسي ومقرها غرناطة ، والذي يرزو اليمن حاليا ، ان ثمة عوامل مشتركة كشفتها له الزيارة ما بين الحضارة الاندلسية و الحضارة اليمنية في جوانب متعددة . ويستهدف مشروع كتاب " مسالك بني امية الثقافية " تقديم قراءة علمية منهجية لتاريخ بني امية الاندلسي ، وهو تاريخ ترتبط به الحضارة الاتدلسية بحضارة المشرق العربي الاسلامي ، ويقتضي الكتاب اعداد دراسة تستهدف تقديم صورة وافية عن مسالك هذه الحضارة بين كل الاطراف وعلى راسها منطقة الجزيرة العربية و يوضح منسق المشروع ، والذي التقي خلال الزيارة بعدد كبير من الباحثين والمؤرخين والمسؤولين المعنيين ، وزار عدد من المدن والمناطق التاريخية اليمنية ،.. ان الكتاب سينشر في اربعة مجلدات وسيشتمل المجلد الاول من الكتاب على تاريخ الجزيرة العربية .. لافتا الى ان الكتاب بعد نشره مطبوعا سينشر على الشبكة المعلوماتية الدولية (الويب) باللغات: الاسبانية والعربية والانجليزية . واضاف ان اليمن يحتل مساحة كبيرة من محتويات المجلد الاول والذي سيتم فيه تناول تاريخ ثقافات ما قبل الاسلام و تاريخ كل مناطق الجزيرة بعد الاسلام و تقديم تفصيلات عن حياة مجتمعاتها في كافة المجالات التجارية والادبية والعلمية وغيرها وصولا الى تاريخ بني امية وصولاً الى التاريخ الاندلسي واستقراء علاقات التشابه والتمازج التي قامت بين الحضارة الاسلامية في الجزيرة العربية والحضارة الاسلامية في الجزيرة الايبيرية (الجزيرة الخضراء) الاندلس . ويتولى الاشراف على مشروع الكتاب مؤسسة التراث الاندلسي ، والتي تم تاسيسها من قبل الحكومة الاسبانية ممثلة في الحكومة الاقليمية الاندلسية ممثلة في وزارة الثقافة و برعاية واشراف من وزارة الخارجية ووكالة التعاون الدولي الخارجي . واصدرت المؤسسة حتى اليوم سبعين كتابا عن تاريخ الاندلس في شتى محالات الحياة و العلوم والاداب ونظمت سبعين معرضا. واشار "دانيال جراماتيكو" الى ان مشروع الكتاب سيشتمل على معلومات منهجية وعلمية عن كل دول العالم العربي بما فيها اليمن واسبانيا والبرتغال وبعض جزر البحر الابيض المتوسط . *والى نص الحوار : * ماذا ستقولون في الكتاب ؟ هل ستطرحون المعلومات بشكل حيادي ومستقل ؟ - نعم سنكون حياديون وسنعتمد في هذا على مؤرخين وباحثين ولن نضع المعلومة الا بعد دراستها وتمحيصها وما يهمنا هو الخروج بمادة معلوماتية تعتمد الحقيقة لا الاساطير . * لكن هناك من المؤرخين الاسبان من اساء الى التاريخ الاندلسي ونظر اليه باعتباره اثر استعماري استيطاني ؟ - بالنسبة لنا فنحن نؤكد ان الحضارة الاندلسية حضارة انسانية راقية ونشهد برقيها ونعتبرها تشكل جزء من التاريخ الاسباني ..فالحضارة الاسلامية او حضارة الفتح الاسلامي هي حضارة متقدمة واشرقت شمسها على كل اوروبا ..وما نريده في هذا الكتاب هو ان ندرس تاريخ هذه الحضارة ونقدم الحقيقة مجردة سيما وان ثمة حقائق تم طمسها او تشوييها بفعل الاساطير التي سادت في فترة من الفترات من الجانبين . * و ما الذي وجدته في اليمن ؟ بمعنى كيف كانت نتائج الزيارة ؟ - نتائج الزيارة متميزة وممتازة وقد التقيت بعدد من الشخصيات وزرت عدد من المناطق .. و قبل ان اتكلم عن نتائج الزيارة دعني اتحدث عن اهدافها وهي ثلاثة اهداف : الهدف الاول : ان اقدم للسلطات والمعنيين والخبراء والمثقفين طبيعة هذا المشروع باعتباره مشروع تعاون ثقافي بين الجانبين . الهدف الثاني : زيارة عدد من المناطق وعمل دراسة ميدانية ..فقد زرت عدد من المدن اليمنية و البقية من المدن سازورها في زيارة قادمة . الهدف الثالث: تصوير المناطق والمعالم التي تهمنا .. فقد اصطحبت معي مصور محترف لالتقاط صور جميلة لتضمينها الكتاب او لعرضها في معارض تخدم هذا المشروع . * وكيف وجدت اليمن ؟ وما ابرز المعالم التي لفتت انتباهك ووجدت فيها عوامل مشتركة بين الحضارتين اليمنية والاندلسية ؟ - وجدت اليمن بلدا رائعا ومتميزا ووجدت فيها كل شيء مختلف ووجدت تشابها مع الاندلس في تفاصيل كثيرة لفت انتباهي منها : هياكل المدن والشوارع الضيقة والحارات وبعض الزخارف .. والمدرجات الجبلية الموجودة في اليمن هي نفسها موجودة في غرناطة .. فضلا عن تفضيلات اخرى ترتبط بانساب القبائل اليمنية و الموشحات اليمنية وغير ذلك.. * ومتى سينشر الكتاب ؟ - مازال امامي زيارة بعض الدول بعد اليمن منها عمان والامارات والبحرين ودول اخرى .. وسياخذ انجاز الكتاب وقت وربما سينشر المجلد الاول في صيف العام القادم . * هل لديك اي اضافات اخرى؟ - احب ان اضيف ان العلاقات اليمنية الاسبانية علاقات متميزة ونتيجة لهذا التميز فان اسبانيا ستفتح سفارة لها في صنعاء في مايو من هذا العام في سبيل تعزيز و تطوير علاقاتها مع اليمن . الاضافة الثانية ان الحضارة الاندلسية اشرقت بشمسها على الحضارة الاوروبية والامريكية ..فضلا عن هذه الحضارة ترتبط ارتباطا كبيرا بحضارة الشرق العربي .. فعلى الغرب ان يعرف ان بعض جذوره في الشرق العربي . سبأنت