تعثر المنتخب الأوليمبي الوطني لكرة القدم أمام ضيفه منتخب أوزبكستان وخسر بهدف وحيد في اللقاء الدولي الذي جمع المنتخبين عصر اليوم على استاد المريسي بصنعاء ضمن مباريات الجولة الثانية لتصفيات آسيا المؤهلة لأولمبياد بكين 2008م. وقدم المنتخب الوطني مستوى جيدا, كان خلاله ندا لأحد أقوى المنتخبات الأوليمبية الآسيوية, والذي وقف الحظ كثيرا إلى جانبه في مباراة اليوم موسعا الفارق في المستوى الفني والبدني والفكر الإحترافي القائم بين الكرة اليمنية والأوزبكية, ومع ذلك كان بإمكان المنتخب اليمني الذي لعب مؤازرا من قرابة العشرة آلاف مشجع حضروا المباراة,ان يحقق الفوز الأول في هذه التصفيات ضمن المجموعة السادسة التي تضم ايضا منتخبي الإمارات وكوريا الشمالية. وبدأ الفريق الضيف شوط المباراة الأول بحماس شديد بغية التسجيل المبكر وتأمين النتيجة, محاولا إستغلال حالة الخوف التي كانت بادية على لاعبي المنتخب اليمني مع وجود الفارق الجسماني الكبير, والسمعة الطيبة التي بلغتهم عن هذا المنتخب وترشحه لبلوغ أولمبياد بكين خصوصا بعد فوزه بهدفين لهدف على نظيره الإماراتي في الجولة الأولى. ووسط هذا الإندفاع الهجومي المركز والسريع كان المنتخب اليمني بعمد إلى التهدئة من جهة وسد الثغرات التي يندفع منها لاعبو المنتخب الأوزبكي بقوة جسمانية هائلة شكلت ضغطا بدنيا وعبئنا نفسيا عاليا على لاعبي المنتخب المضيف, حتى كادنت الشباك اليمنية أن تهتز مبكرا , غير ان سرعة الإنقضاض على حامل الكرة والتسديدات الطاشةو كانت كفيلة بضياع الفرص التي تهيأت للاعبي الفريق الضيف . وبعد عشر دقائق من السيطرة المطلقة للفريق الضيف, قاد النجم العائد أكرم الورافي هجمة متردة وتوغل في اليسار وشكل أول تهديد حقيقي لمرمى المنتخب الأوزبكي الذي لعب بطريقة هجومية خالصة, مقابل أداء دفاعي قوي من المنتخب الوطني. وسرعان ما جاء الرد الأوزبكستاني العنيف بتسديدة صاروخية مرت بجوار القائم عن طريق اللاعب أحمدوف عديل في الدقيقة 12. واضطر مهند راجح الذي لعب في الشوط الأول أمام المدافعين في خط الوسط إلى استخدام الإعاقة على اللاعب المندفع باتجاه المرمى عمير زاكوف في الدقيقة 15, ليمنعه من الإنفراد بعد هجمة مرتدية وسريعة , ويحصل على إنذار من حكم اللقاء العراقي الدولي كاظم عودة لازم , وضربة حرة مباشرة للمنتخب الأوزبكي سددت بقوة وصدها الحارس محمد إبراهيم عياش, وشتتها الدفاع بعيدا عن الخطر. وحملت الدقيقة 21 أول ضربة حرة مباشرة للمنتخب اليمني تعامل معها المدافع محمد صالح يوسف برعونة في عملية التنفيذ , وصدت العارضة كرة صاروخية قوية للاعب الأوزبكي عمير زاكوف في الدقيقة 23 , لتنتهي بعدها السيطرة المطلقة للمنتخب الضيف الذي استغل عدم معرفة المنتخب اليمني ومدربه المصري محسن صالح بالمستوى الحقيقي له كون الجهاز الفني للمنتخب اليمني لم يطلع على مباراته السابقة مع الإمارات في الجولة الإفتتاحية. محاولات مهاجمي الاحمر لم تنته حيث حيث وجد أكرم الصلوي الذي نفسه وجه لبوجه أمام حارس المرمى الأوزبكي بعد هجمة منسقة ومنظمة جاءت من العمق عند أكرم الورافي الذي مررها امامية للصلوي , فتعامل معها الأخير برعونة وطيش وسدد كرة بعيدة عن المرمى الخالي مضيعا فرصة وضع فريقه في المقدمة. وبعدها بثلاث دقائق أرسل أوسام السيد كرة عرضية وطويلة من اليمين داخل منطقة الجزاء مرت بجوار المقص الأيمن للمرمى الأوزبكي بقليل , فيما كان اللاعب الأوزبكي كمال الدين يسعى إلى مخادعة الحكم بتمثيل السقوط داخل منطقة الجزاء اليمنية أمام زاهر فريد , ليسارع الحكم إلى منحه بطاقة صفراء, وبدوره حصل اوسام السيد على إنذار عندما اضطر لاستخدام الخشونة تجاه اللاعب بيكموف ميرات , المنفدع نحو المرمى إثر هجمة مرتدة, ومرة أخرى يضطر الحكم لإشهار بطاقة صفراء أخرى للاعب الأوزبكي كزيبوف نودرباك , نتيجة الأداء العنيف مع مهند راجح. وفرصة أخيرة اضاعها اكرم الورافي الذي تلقى كرة عرضية قريبة في اليسار وهيأها بصدره منطلقا نحو المرمى ثم سدد الكرة بقوة أبطل مفعولها الحارس في الدقيقة 38 . فيما حملت بقية أحداث الشوط الأول أداء متكافئا من الفريقين لينتهي بالتعادل السلبي. ومع الشكل الجديد الذي يتوقع ان يظهر به المنتخب اليمني في الشوط الثاني بعد ان ادرك كل فريق مدى قدرات خصمه وعرف المدرب محسن صالح أداء وقوة الفريق الضيف, فوجيء الجميع بهدف مباغت للمنتخب الضيف في الثواني الأولى للشوط الثاني إثر تسديدة قوية ومباغتة من خارج المنطقة بإمضاء اللاعب حيدروف كابتن الفريق الذي استغل عامل إتجاه الرياح وكما أكد في حديثه عقب المباراة وذلك بناء على تعليمات المدرب, فساعدته الرياح في إكمال الكرة بالمرمى هدفا اول. ومع ذلك كاد أكرم الورافي أن يعادل النتيجة بعدها بدقيقتين عندما أضاع كرة خلصها الحارس من بين اقدام المندفع الى الأمام محمد صالح ليسدد الورافي كرة طائشة بعيدا عن خشبات المرمى الخالي , وتكرر المشهد كثيرا في هذا الشوط بإضاعة الفرص الحقيقية بين اكرم الورافي وأكرم الصلوي والمهاجم الجديد فتحي خبازي الذي يلعب لأول مرة وهو يفتقد للخبرة الدولية, ومع ذلك كان ظهوره جيدا في مباراة قوية كهذه , وهي المباراة التي افتقدت فقط للإنهاء السليم خصوصا مع كثرة الفرص التهديفية المحققة التي تهيات للاعبين في الشوط الثاني , حيث تنوعت ألعاب المنتخب اليمني التي اعتمدت على السرعة والمباغتة ونقل الكرة إلى الأمام باستغلال سرعة ومهارات أوسام السيد واكرم الصلوي واختراقات أكرم الورافي من العمق ومعه ريان هيكل , مساندة قوية من خط الظهر مع تالق للحارس محمد إبراهيم عياش في التعامل مع الكرات الأوزبكية التي كانت تصله. وهنا لجأ لاعبوا الفريق الضيف إلى استغلال الفوارق الجسمانية في الحد من خطورة لاعبي المنتخب اليمني , ليرتكب اللاعب اسماعيلوف أنزور بطوله الفارع وبنيته الجسمانية الضخمة خطأ فادحا لم يعتبره الحكم متعمدا في الإصطدام القوي برأس اللاعب المهاري ريان هيكل الذي سقط على الأرض مغشيا عليه وقد بلع لسانه واصيب بكسر في فكه وسط حالة ذهول وقلق عارمة إجتاحت زملائه الذين لم فوجئوا بزميلهم في الأرض دون حراك الأمر الذي ادى إلى انهيار أعصاب البعض وإطلاق العنان للدموع الغزيرة وبالتالي إرتباك كل من في الملعب من حضور وسط محاولات حثيثة من طبيبي المنتخبين في إسعافه حتى كللت الجهود بالنجاح وعاد التنفس للاعب بعد إبعاد خطر توقف القلب وإعادة لسانه الى وضعه الطبيعي. وهذا الأمر أثر بعض الشيء على اللاعبين الذين شعروا بالقلق على زميلهم قبل أن يعودا للسيطرة على بقية أحداث اللقاء وإضاعة الأهداف المحققة, ويقوم الحكم بإشهار بطاقة الطرد الحمراء في وجه اللاعب اسماعيلوف أنزور في الوقت بدل الضائع ولا تغيير في النتيجة . وبهذا الفوز يرفع المنتخب الأوزبكي رصيده إلى ست نقاط متساويا مع المنتخب الكوري الجنوبي الذي تصدر المجموعة السادسة بفارق الأهداف عن اوزباكستان اثر فوزه اليوم على المنتخب الاماراتي في ابوظبي بثلاثة اهداف مقابل هدف وحيد للابيض. ويبقى المركز الثالث من نصيب منتخبنا الوطني بدون نقاط والإمارات في المركز الرابع بدون نقاط. * وقائع المؤتمر الصحفي : وعقب اللقاء قال المدرب الأوزبكي ابراهيموف فاديم في المؤتمر الصحفي " عملنا حسابنا للفوز منذ البداية وهو ما أردنا وما جئنا لأجله , كان لنا في نهاية المطاف " وأضاف " لم نكن نتوقع أن نجد المنتخب اليمني بهذه القوة وبهذه الصلابة, وجدنا منتخبا قويا وصلبا وندا قويا , وفوزنا اليوم بالتالي كان هاما جدا , وأعتقد أن بقية الخصوم في المجموعة لن يحققوا نقاط الفوز على المنتخب اليمني هنا " . مشيرا الى ان إصابة اللاعب ريان هيكل بأنها مجرد حادثة عادية ويمكن أن تحدث في أي مباراة وأنها لم تكن مقصودة من قبل اللاعب الأوزبكي , متمنيا الشفاء العاجل للاعب ريان هيكل والعودة السريعة إلى صفوف المنتخب اليمني. وبين أن فريقه كان سيحقق الفوز بغض النظر عن الحظ الذي وقف إلى جانبه في إبطال الهجمات والفرص اليمنية, مشيرا إلى أن المنتخب اليمني منتخب قوي جدا ومتطور , ومشيدا بجهود الجهاز الفني في إعداده . وأكد أن السبب في فوز فريقه اليوم يعود إلى الخوف الذي وجده لدى اللاعبين اليمنيين من مواجهة فريقه , وهذا ما ساعد فريقه في كسب نقاط اللقاء, بالإضافة الى سرعة وقوة الرياح في الشوط الثاني التي اعتمد عليها في توجيهاته للاعبيه بالتسديد من بعيد وترك الأمر للرياح لإكمال المهمة وهذا ما حدث من التسديدة التي جاء منها الهدف . من جانبه اشتكى المدرب المصري محسن صالح مدير الجهاز الفني للمنتخب اليمني من حظ المنتخب اليمني العاثر في هذه المباراة مع الفرص الكثيرة التي أتيحت ولم يحسن استغلالها, مشيرا إلى أن المنتخب ما زال يعاني من غياب المهاجم القناص الذي يمكنه إكمال مهمة خطي الوسط والدفاع , وهو الأمر الذي جعله يستعين بلاعب جديد في الهجوم هو فتحي خبازي الذي لم يتم اختباره من قبل في مباراة تجريبية دولية. وأشاد صالح بجهود جميع اللاعبين مؤكدا أنهم أدوا مباراة رائعة يستحقون عليها الشكر والثناء وليس والإساءة والنقد الجارح داعيا الإعلام الرياضي إلى الرفع من معنوياتهم, مبينا أن يعتمد في كل مباراة على عدد من العناصر الجديدة لعدم وجود الوقت الكافي لإجراء مباريات تجريبية لاختبار قدرات العناصر الجديدة . وقال صالح : خسرنا النتيجة اليوم لكننا كسبنا مجموعة جديدة من اللاعبين في طريق تثبيت التشكيلة الأساسية بانتظار الوصول إلى إيجاد مهاجمين على أعلى مستوى من خلال تواصل النزول الميداني في المحافظات. وكشف أن قوام المنتخب كان في مباراة كوريا الجنوبية في الجولة الأولى 15 لاعبا فقط و فيما عمل إلى إضافة عناصر جديدة ليصل القوام إلى أكثر من عشرين في المرحلة الحالية . سبانت
