أنتقى المبدع الرائع خالد الرويشان قطوف وردٍ من حدائق روحه وضمها في حزمة من ورق مضيئ؛ ليهديها ، بعد تجربة أوقدها بالجمال ، إلى كل قارئ يتوق إلى لذة الإندهاش: لذة ارتشاف رحيق إبداع اعتصرته خلجات وجدانه، و انبتته في فضاءات البهاء ، ذات يوم، نصوصاً ازهرت بأجمل مافينا، وهي نصوص نكتشفه من خلالها مرة اخرى اثناء قراءتنا لكتابه الجديد " كل هذا البهاء.. كل هذا العناد" الصادر مؤخراً عن وزارة الثقافة ضاماً بين دفتية نصوصاً مختارة مما كتبه الرويشان، ذات يوم ، في تقديم كتاب، ولدى افتتاح معرض، وأمام تدشين ندوة أو مهرجان ، أو لدى تكريم علمٍ ثقافي.. كلماتٌ منتقاة اختارها "خالد الرويشان" بناءً على رغبة محبيه ؛ ليهديها إلى كل من تهفو روحه إلى معانقة رائحة الياسمين، نافثاً عطر لغة باذخة الجمال، واسلوب ممهور بأفضل ما في الشعر والقصة؛ فيشعر القارئ وهو يحلق في فضاءات تلك الكلمات انه أمام مبدع جديد .. مبدع يقف كشجرة يانعة في وسط حديقة الاجناس الادبية .. مبدع بقدر ما تفوح من حبر قلمه رائحة شاعر يخبأه بداخله؛ يتجلى سارداً واسع التخييل و فنان ماهر في التصوير .. بارع في الرسم بالكلمات .. لنقف على صور افعمتها بجمال الضوء مهارات خاصة للكاتب وقدرات على التحليق في فضاءات التعبير والتصوير والتدليل؛ ليأتي الينا قلمه الرشيق بكتابة على قدر كبير من الاختلاف والفرادة اللغوية والاسلوبية، وهي فرادة جمالية خاصة تدفع القارئ الى مواصلة التهام صفحات الكتاب صفحة بعد اخرى ونصا بعد اخر حتى يجد نفسه وقد أتى على الصفحة الاخيرة منتشيا بالبهاء . أكثر من ثمانية وستين نصاً ضمها الكتاب بين دفتيه في أكثر من مائتي صفحة من القطع المتوسط يتجلى فيها خالد الرويشان وهو يتامل أيامه من " إطلالته الشاهقة ضاحكاً ساخراً كأنه نظر دهوراً و خبر قروناً، في كل صباح يقسم سكينته الخضراء على ناي اللَوعة و يبعثر ورد كلامه على كمنجة الوقت. " تجلى الرويشان في جميع ما حواه الكتاب من كلمات متفرداً بنص مفعم بجمال انساني تضوع بعطره الجميع ونص مضمخ بقيم اخلاقية ابداعية ابت الا ان تصافح كل شيء من حوله . كل تلك الكلمات و النصوص يستدل منها القارئ الى نبع كل ذاك الضوء .. ووقدة ذاك اللهب النابض في كل حرف من حروفه التي انجز بها صوراً على فرحة موسيقية يسافر ايقاعها السردي الى نبع اشعاع ضوء المفردات فيستخلص منه أجمل ما فيه فيأتي بها محتفيا من خلالها بتجربة مبدع أو بحدث ثقافي .. خصوصية جمال ذلك التجاوز شهد به النقاد على صعيد تجربته القصصية وهاهم يقفون اليوم مملوؤن بالدهشة ازاء ما حواه كتابه " كل هذا البهاء .. كل هذا العناد".