اظهرت المرحلة الاولى من مسح ميداني نفذه، مؤخرا، فريق اثاري من الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة شبوة، تسعة وعشرين موقعا اثريا جديدا تضم أكثر من ستين قبرا صخريا وأثار أربع مستوطنات بدائية ومجموعة من اللقى الحجرية. وقال مدير عام فرع الهيئة بالمحافظة رئيس الفريق خيران محسن الزبيدي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اليوم: إن هذه المعالم الأثرية الجديدة تم العثور عليها أثناء قيام الفريق بعملية المسح والتنقيب عن الآثار المحتمل وجودها في عدد من الأطر الجغرافية التي تعمل بها شركة / أو آم في / النمساوية في مديريات عتق وجردان والروضة. وأوضح ان هذه الآثار تتمثل في خمسة وعشرين موقعا اثريا في السلسلة الجبلية لهذه المديريات تضم أكثر من ستين قبرا تميز أحداها بشاهد حجري يرتفع إلى قرابة المتر الواحد مرسوم على الجزء العلوي منه صورة لإنسان، كما تم اكتشاف آثار أربع مستوطنات بدائية والعثور على مجموعات من اللقى الحجرية بأشكال السهام والنصال والمقاشط. وأشار إلى ان هذه الاكتشافات جاءت ضمن نتائج المرحلة الأولى من المسح الميداني الذي نفذه الفريق على مدى سبعة أيام وشملت مسح سبعين كيلو متر مربع. وقدر المساحة المتبقية لعمل الفريق بحوالي خمسين كيلو متر مربع أخرى متوقعا استكمال المرحلة الثانية للمسح في غضون الأسبوع القادم. من جانبهما ارجع عضوا الفريق وأخصائيي الآثار عبدالباسط نعمان وصلاح سلطان تاريخ هذه الآثار إلى العصرين البرونزي والحجري القديم والحديث واستدلا على قدمها التاريخي بطبيعة الأنماط التي وجدت عليها. وأوضحا انها تمثل نمط لحياة عصور ما قبل التاريخ حيث أخذت تلك القبور ثلاثة أشكال هندسية متنوعة هي الدائرية والقبابية والكومية, فيما وجدت المستوطنات على شكل مباني صغيرة ودائرية تتراوح أقطارها بين مترين إلى أربعة أمتار. وأشار إلى ان هذه الطرز من المعمار تؤكد نمط حياة الإنساني البدائي الذي كان يعتمد في حياته وبدرجة رئيسة على السكن في الكهوف الجبلية التي تحميه من قساوة وضراوة طبيعة الحياة البرية والمناخية. وفي السياق ذاته أوضح رئيس الفريق ان الفريق اعتمد في هذا المسح الأثري الذي تنفذه الهيئة وفرعها بالمحافظة بالتعاون مع قيادات تلك الشركة الأجنبية منذ حوالي أسبوعا وسائل تقنية علمية حديثة في مجال البحث والتنقيب عن الآثار حيث يتم تحديد إحداثيات المواقع المكتشفة بواسطة جهاز /أل جي بي أس / وتصويرها بواسطة كاميرات رقمية متطورة. وأشار إلى ان الفريق سيعمل عقب انتهاء المسح على وضع الدراسات العلمية للآثار المكتشفة وتصنيفها وإسقاطها على الخريطة الأثرية للمحافظة.
