نظمت جماعة إرباك الأدبية بالتنسيق مع أروقة جنون الثقافية والأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين اليوم في صنعاء ندوة بعنوان" الشاعر عبدالفتاح إسماعيل.. ثلاثية "الثورة، الوحدة الانسان". وفي الندوة أشاد المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتورعبدالعزيز المقالح بالجهود التي بذلت لتنظيم هذه الندوة . وقال " عرفت الشهيد المناضل عبد الفتاح إسماعيل في أوائل الستينيات بعد ثورة 26 سبتمبر المجيدة بشهور قليلة, وكان أحد المهتمين بالثورة اليمنية في ضوء تفجير ثورة ال26من سبتمبر ,وكان يجمع الشباب الموجودين في عدن وينسق لوصولهم إلى شمال الوطن للدفاع عن الثورة, وكللت جهوده بحشد عشرات الألاف وقيل 50 ألف مجند في الحرس الوطني وهؤلاء هم الذين دافعوا عن الثورة وكانوا فعلاً قوة الثورة التي كتبت لها النجاح". وأضاف "وحاول عبد الفتاح أن يذهب بنفسه إلى المناطق الحدودية كواحد من الذين يمارسون الكفاح المسلح وكانت فكرة الحرب على الاحتلال لديه مؤجلة مؤقتاً , إذ كان همه الأول الإنتهاء من صد العدوان الذي شنه أعداء الثورة وبعد ذلك العودة لتصفية الحساب مع الإحتلال الأجنبي . وقال" عبد الفتاح اسماعيل كان من اوائل المناضلين الذين لم يكتفوا بالقيادة وإنما مارس النضال وحمل السلاح، وقد عرفته بعد ذلك فترة طويلة في صنعاء والقاهرة وكان واضحاً أنه من القيادات العظيمة والمهمة في تاريخ اليمن الحديث". وأكد الدكتور المقالح أن هذا المناضل كان وحدوياً نادر المثال حقاً وأن قضية الوحدة ظلت تشغله كثيراً وكان يقول أتمنى ان أكون مواطناً عادياً في يمن موحد. وقال المقالح " وفي إعتقادي أقول بصدق انه لو أعيد تحقيق الوحدة وهو موجود لما اختار إلا ان يكون مواطناً عادياً لأنه كان ازهد الناس عن المناصب وكان يتمنى لو تفرغ للشعر والقراءة والفكر". وشكر المقالح في ختام كلمته المنظمين لهذه الفعالية متمنياً أن تتكررأقامة مثل هذه الفعاليات التي تستقرأ العطاءات الفكرية والأدوار النضالية لهذا المناضل وغيره من المناضلين الأخرين الذين ضحوا بحياتهم من اجل الوطن، وكانوا رموزاً حقيقية في تاريخ هذا الوطن الذي عانى الكثير ومايزال يعاني من مخلفات سوداء وبشعة لايعرف الجيل الحالي عنها سوى القليل مما كتب وما لم يكتب أوسع وأفضع. من جانبها نوهت أمين عام إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى أبلان بأهمية إقامة الندوة والشخصية النضالية التي تحتفي بعطاءتها الفكرية . وقالت " دعونا اليوم نفتح صفحة مضيئة من سفر النضال الوطني ولكن من بوابة الكلمة والشعر تحديداً لواحد من رموز الحركة الوطنية والثقافية في بلادنا". وأكدت أن الشاعر عبد الفتاح إسماعيل عرفه الجميع خلال حياته زعيماً وطنياً ومثقفا وسياسياً وشاعراً . وقالت أبلان " طرق عبد الفتاح بوابة الفن الانساني الجميل بروح المبدع والانسان، فكتب قصائده التي هضمتها السياسة بآلتها الثقيلة وحاولت طمس هذا الأثر الشعري لزعيم وقائد إشتغل على مضامين الحب والوحدة والبسطاء والأحلام الكبيرة. وأضافت أن قصائده هي الوحدة كما عمل على رسم ملامحها الأولى بزهد العارف وروح الشاعر وتضحية المناضل." وتابعت " إن من حق المحتفى به اليوم أن تسجل بصماته الواضحة في تأسيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في مرحلة الإرهاصات الأولى حيث كان مؤمناً بأهمية إيجاد قلعة وطنية وثقافية تعمل على مد ثقافة الوحدة وتجسيدها في كل إتجاه. بدوره أكد رئيس تحرير موقع إرباك الثقافي رياض السامعي أهمية الندوة كونها تناولت شاعراً ومناضلاً بحجم الشهيد المناضل عبد الفتاح إسماعيل. ولفت إلى أن المنظمين حرصوا على تنظيم هذه الندوة بعد - ما أسماه -"تقاعس المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية عن القيام بدورها تجاه عبد الفتاح اسماعيل المثقف والشهيد والشاعر". وقال :" كان من الواجب ان يقدم هذا المناضل لأجيالنا في هيئته الوطنية مثالاً لكل ما هو أصيل وغير متأزم في زمننا. وأعتبر السامعي تنظيم الندوة دليل عرفان ووفاء للأدباء والشعراء المناضلين الذين ضحوا كثيراً لأجل الوطن، ومساهمة في"تحريك المياه الراكدة للمشهد الثقافي اليمني". وقدم في الندوة التي أدارها الناقد محمد ناصر العولقي وحضرها حشد كبير من الأدباء والكتاب والمثقفين عدد من أوراق العمل والمداخلات المقدمة من عدد من الأدباء والنقاد والكتاب اليمنيين وهم الدكتورعبد المطلب جبر، صبري الحيقي، عبد الله علوان، علوان الجيلاني، ياسين الزكري، سطان العزعزي، احمد العرامي،محمد العولقي، محمد عبد الوكيل جازم. وتضمنت المداخلات وأوراق العمل شهادات نقدية وأدبية في خصائص شعر وإبداع وإنسانية ونضال المحتفى به. وطالب المشاركون في ختام الندوة بضرورة إدراج نصوص شعرعبد الفتاح اسماعيل وسيرته الوطنية في المناهج الدراسية لتعليمها الأجيال بإعتباره رمزاً وطنياً عرفته الساحة الوطنية،ومواصلة بث قصائده المغناة في الأذاعات بعد أن إنقطع اذاعتها منذ فترة طويلة دون معرفة أسباب ذلك. كما طالبوا بسرعة البت في القضية المتعلقة بالنزاع حول منزل عبد الفتاح اسماعيل والتي ماتزال قيد النظر حاليا في إحدى المحاكم، بمايكفل سرعة تسليم المنزل لأسرته.