اختتم مجلس أمناء جائزة السعيد للعلوم والآداب ولجان التحكيم العلمية للجائزة في دورتها الثانية عشرة اجتماعاتهم اليوم بتعز . وناقشت الإجتماعات لمدة يومين، 18 بحثا علميا قدمت لنيل الجائزة في مختلف فروعها . وأوضح أمين عام الجائزة فيصل سعيد فارع لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ / ان التحكيم مر بعدة مراحل لضمان الحيادية. لافتا إلى أن هناك التحكيم الفردي، حيث يقوم كل محكم بالنظر الى البحث بمعزل عن بقية زملائه، الذي لايعرفهم ولايعرف من هو صاحب البحث ثم يأتي التحكيم المشترك ثم ترفع اللجان التحكيمية ما توصلت إليه الى اللجنة العامة التي تصدر توصياتها إلى مجلس الأمناء إما بحجب الجائزة أو منحها والتي ستعلن خلال فعاليات مهرجان السعيد . وأشار في هذا الصدد إلى أن مؤسسة السعيد تمثل الذراع العلمي لمجموعة هائل سعيد وتسعى لان تكون شريكا فاعلا ومتقدما في المشهد العلمي اليمني. من جهة أخرى نظمت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة اليوم في إطار فعاليات منتدى السعيد الثقافي، محاضرة خاصة بالتراث الشعبي اليمني . المحاضرة ألقاها مهيوب سيف القدسي، استهلها بتصوير مؤلم لواقع التراث الشعبي اليمني، الذي وصفه بأنه على وشك الضياع نتيجة الإهمال وعدم الإهتمام . وأشار إلى ان قضية التراث الشعبي اليمني يجب ان تكون في صدارة الاهتمامات وان يظل قيمة حية في الوجدان، كونه يرتبط بكل مفردات الحياة ووثيق الصلة بالتنمية في مختلف صورها وأشكالها ويشكل معها وجها لواقع مرتبط بالماضي العريق . واستعرض القدسي جملة من الأسباب التي أدت الى هذا الوضع المؤلم منها الهروب من الماضي العريق الى المجهول القادم والتأثر العشوائي بثقافة الاخرين المليئة بالجوانب المبتذلة والرخيصة،حتى وصل الأمر الى تغيير الأسماء ذات الدلالة والمضمون الى أسماء تفتقد الدلالة والمعنى تحت مسمى التجديد للتراث . وأكد أن التجديد يجب أن يكون طبقا لحاجات العقل، لا أن يصبح الحديث عن التراث مجرد عرض سياحي ليس إلا . ودعا القدسي إلى ضرورة التحرر من الواقع الاستهلاكي والاتجاه نحو تنمية الحرف والمهن والصناعات التقليدية وفنون العمارة اليمنية . كما استعرض المحاضر نماذج من المهاجل والاغاني التراثية للمرأة الريفية التي كانت تعبر من خلالها عن مكنوناتها ورفضها لكل ما يشكل انتقاصا لحقوقها .