تتجدد الدعوات العالمية لمكافحة التدخين في يومه العالمي الذي يصادف "ال31 مايو" من كل عام أملا في الخلاص من الموت البطئ الذي يودي بحياة خمسة مليون شخص سنويا "شخص كل ستة ثواني" على صعيد العالم ،70 في المائة منهم في العالم النامي. وتتظافر جهود بلادنا مع سائر بلدان العالم في نشر التوعية بمخاطر التدخين وأثره على صحة المدخن والبيئة المحيطة به عبر إقامة فعاليات وانشطة متعددة . وبهذة المناسبة أوضح مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور محمد الخولاني /ل سبأ/ ان الفعاليات التي ستنفذ هذا العام بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة ومنتدى صناع الحياة تتضمن إقامة مارثون شبابي رياضي ينطلق من ملعب الظرافي بميدان التحرير وينتهي بميدان السبعين يعقبه حفلا خطابيا بحديقة السبعين . كما سيقام معرضا يحتوي علي صور ومجسمات وعرض فلاشات توعوية مسرحيات عن مخاطر التدخين بالاضافة الى توزيع ملصقات ولافتات وغيرها من الانشطة والفعاليات التي ستقام في عدد من المحافظات . لافتا إلى أنه سيتم ألزام شركات التبغ على الصاق صور تحذيرية على كل باكت سجارة ، تجسيدا لشعار اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي أختارته منظمة الصحة العالمية لهذا العام" معا للتحذيرات المصورة على علب التبغ ..ولا للرسائل المضللة". ارقام و احصائيات وتتزايد الدعوات الى ضرورة الاقلاع عن التدخين بعد انضمام اعداد جديدة الى قوافل المدخنين الذين تقدرهم منظمة الصحة العالمية خلال العام 2005م ب 1.3 بليون شخص، منهم أكثر من 4 ر 3 مليون مدخن في بلادنا ،" 29 في المائة منهم أعمارهم في الفئة العمرية ما بين 17 و24 سنة". وذلك بحسب نتائج الدراسات التي اجراها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين . حيث تشير دراسات ميدانية رسمية إلى أن اليمنيين يدخنون 4 ر6 مليار سيجارة سنويا، أي مايعادل 5 ر 317 مليون علبة سجائر، بواقع 870 ألف علبة يوميا. فيما أفاد مركز السرطان بجامعة عدن في دراسة مماثلة، تفشي ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس الثانوية ذكورا و إناثا ، و أن 37 في المائة من طلاب الثانوية العامة الذكور يتعاطون التبغ أو مروا بتجربة استخدامه،كما أن13 في المائة من الفتيات يمارسن أيضا استخدام التبغ أو مازلن يتعاطينه. و تشير الدراسة إلى وجود 19 في المائة يدخنون من سن العاشرة يوميا منها 27 في المائة ذكورا و10 في المائة إناثا. وأظهرت دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية في وقت سابق أن عدد المدخنين في تونس بلغ نحو 3 مليون شخص أي أكثر من ثلث سكان البلاد التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة، بينما تعد مصر البلد العربي الوحيد الذي فيه اعلي نسبة استهلاك للتبغ، فالمصريون يدخنون نحو 80 مليار سيجارة حيث يقدر عدد المدخنين في مصر ب 13 مليون مدخن , فيما بلغ عدد المدخنين بالمملكة العربية السعودية حوالي 6 ملايين شخص بينهم مليون مدخنه وذلك حسب التقارير الخاصة بالجمعية السعودية لمكافحة التدخين حيث بلغ نسبة المدخنين من المواطنين والمواطنات في المملكة حوالي 27 بالمائة من عدد السكان , دوافع التدخين في الوقت الذي أكدت دراسات مختلفة إلى إن الدوافع الرئيسية التي تجعل الشباب مدخناً هي الرغبة بالظهور بمظهر الرجل ومحاولة تقليد النجوم، والاهل والأصدقاء بالإضافة إلى إعتقاد بعض الرجال إن السيجارة رمزاً للمركز الإجتماعى المتحضر التي تهدى الأعصاب وترفه على النفس وتسلى العقل وتملأ الفراغ ، و بالنسبة للنساء فهن يعتبرن التدخين حالة اجتماعية متحضرة تساويها مع الرجل في كل شئ. منظمة الصحة العالمية لفتت إلى أن التبغ سيكون بحلول العام 2030م هو اكبر أسباب الوفاة في العالم متسببا في قتل حوالي أكثر من عشرة ملايين شخص كل عام ، كما سيقتل في عام 2020م سبعة من كل عشرة أشخاص . حيث يتسبب التدخين في 90 في المائة من حالات سرطان الرئة، و 30في المائة من السرطانات القاتلة و 21 في المائة من أمراض القلب المميتة و88 في المائة من أمراض الرئة المزمنة حيث ينتج عنه أكثر من أربعة الألف مادة كيماوية /200/منها يعرف بالسموم القاتلة و/60 / منها تسبب مرض السرطان . كما يؤدي التدخين إلى اصفرار الأسنان والأصابع وارتعاش اليد وبعوث رائحة كريهة من الفم ،كما تظهر امراض كثيرة تأتي مع مرور الوقت وأحيانا فجأة كالسعال المزمن وقرحة المعدة و أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وظهور تجاعيد الوجه في سن مبكر و جلطات الدم في القلب والمخ والأطراف وفي اغلب الأحيان ظهور مرض سرطان الرئة والفم والحنجرة والمريء والبنكرياس والرحم والمثانة. الاقلاع عن التدخين يبقى الإقلاع عن التدخين رهان عالمي يصعب تحقيقه إلا بمزيد من تظافر جهود جميع القطاعات والمؤسسات العامة والخاصة والمنظمات والجهات المختلفة المهتمة بمكافحة التدخين للاسهام في رفع وعي المواطنين بمضار التدخين والتعريف بمخاطره التي تتفاقم يوما بعد يوم. كما اسهمت شركات الادوية في ايجاد العقار تشامبكس Champix للإقلاع عن التدخين الذي يُعدُّ علاجاً ريادياً خالياً من النيكوتين تم تطويره بعد تجارب وبحوث مكثفة استمرت لأعوام طويلة من أجل تمكين الراغبين في الإقلاع عن التدخين من تحقيق ذلك. وينصح العديد من الخبراء الى اتباع عدد من الخطوات في طريق الاقلاع عن التدخين تبدأ بأتخاذ القرار "الان " بالامتناع عن التدخين، استنادا لما سبق والى الحكم الشرعي في التدخين ،وممارسة الرياضة وتناول المزيد من السوائل و التنفس بعمق،لاستعادة الصحة والشباب. هذا وينفق العالم نحو 200 مليار دولار سنويا على السجائر ، منها 105مليون دولار انفقها اليمنيون في شراء التبغ، فيما بلغت عائدات الشركات المنتجة للتبغ اكثر من 134 مليار دولار سنويا ، منها ثمانية مليون و500 دولار اي مايعادل مليار و764 مليون ريال ، أعلنت شركة التبغ والكبريت الوطنية أنها ربحتها من بيع السجائر خلال العام الماضي 2008م، حيث ارتفع الانتاج الفعلي للشركة خلال العام الماضي الى 413 ألف و 818 كرتون سجائر مقابل 380 الف و 269 كرتون في العام الذي سبقه ، بزيادة 33 الف و 549 كرتون, وبنسبة تسعة في المائة. في الوقت الذي أسهمت الشركة في رفد صندوق النشء والشباب وصندوق رعايةالمعاقين وصندوق النظافة ب 14 مليار و262 مليون و400ألف ريال ، كمساهمة منها دعم انشطة الاجتماعية الشبابية المختلفة.