تتجه وزارة النقل إلى إدخال شريك استراتيجي لتطوير شركة أحواض السفن الوطنية وموقعها الرئيس ميناء عدن في خطوة تهدف إلى فتح باب التنافس أمام الشركات المحلية والعالمية المتخصصة لأول مرة لإدارة وتشغيل وتطوير الشركة العريقة من خلال مشروع مشترك مع القطاع الخاص . وأكد وزير النقل خالد إبراهيم الوزير لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان وزارته بصدد الإعلان قريباً عن مناقصة دولية للحصول على شريك إستراتيجي لشركة أحواض السفن بهدف تطوير وتحسين قطاع إصلاح السفن في ميناء عدن بشكل خاص وفي الموانئ اليمنية بشكل عام من أجل النهوض بقطاع بارز في مجال إصلاح وبناء السفن على نطاق واسع. وأضاف إن وزارة النقل أعلنت أخيراً عن مشروع إعداد وثيقة المناقصة والعقود والمشاركة في التفاوض. وتتبع شركة أحواض السفن الوطنية إحدى الهيئات التابعة للوزارة وموقعها في ميناء عدن، وتقدم خدمات إصلاح للسفن التي تؤم الميناء وكذا السفن المارة في المنطقة والتي تقدر بما يزيد عن 25 ألف سفينة سنوياً. وأوضح الوزير ان الوزارة دعت الشركات الاستشارية المؤهلة للتعبير عن اهتمامها في تقديم الخدمات الاستشارية المطلوبة ، وتشمل الخدمات الاستشارية المطلوبة في المرحلة الأولى إعداد وثائق المناقصة وإعداد نموذج العقد وفقاً للمعايير المتعارف عليها تجارياً على نطاق عالمي وذلك خلال شهرين من توقيع العقد مع الشركة المختارة، وفي المرحلة الثانية المساعدة في تقييم العروض والمفاوضات اللاحقة مع الشركة الفائزة وحتى إبرام العقد ، كما سيتم اختيار الاستشاري للقيام بالخدمات وفقاً للأسس والمعايير في الدليل الإرشادي للمشتريات والخدمات الاستشارية للجنة العليا للمناقصات والمزايدات. وقال وزير النقل:" الشركة تعتبر إحدى الصناعات الكبيرة في الميناء ومصدراً هاماً لفرص العمل وتطوير الصناعة، لكنها لم تتمكن من لعب دورها كمرفق نشط ومنافس في المنطقة نظراً لمحدودية إمكانياتها من حيث المعدات والخبرة، ولهذا سيتم إدخال شريك استراتيجي بهدف تطوير الأداء الصناعي لأحواض السفن في اليمن ". وعزا الوزير اتجاه الوزارة لإدخال شريك استراتيجي لشركة أحواض السفن إلى الأهمية المتزايدة للتجارة البحرية ومردوداتها الاقتصادية والاجتماعية على البلاد، كما ان هذه الخطوة تأتي في إطار خطط وبرامج الحكومة الهادفة إلى جذب شركاء إستراتيجيين لشركة أحواض السفن الوطنية، وتطوير خدمات صيانة وإصلاح السفن بما في ذلك الأحواض الجافة ومرافق تقديم الخدمات اللازمة للسفن". وأكد وزير النقل ان الحكومة والوزارة تولي عملية تطوير شركة أحواض السفن بعدن أهمية كبيرة باعتبارها مرفق حيوي يمثل واجهة لميناء عدن وللحفاظ على استمرار أداء الميناء لمثل هذه الخدمة التي تعتبر وظيفة رئيسة من وظائف الميناء منذ سنين لقربها من الخط الدولي ولوجود كوادر متخصصة ومدربة على أعمال الصيانة للسفن والقطع البحرية المختلفة. وأشار إلى أن دراسة الجدوى الاقتصادية التي أعدّت من قبل شركة دولية متخصصة عام 2005 أكدت على أهمية عدد السفن التي تؤم وتمر عبر الميناء وفي المنطقة، ناهيك عن الفرص التجارية المتاحة للشركة. وأوضح أن الحكومة دعمت العديد من الإجراءات والإصلاحات في شركة أحواض السفن، حيث بلغ إجمالي الدعم الحكومي خلال الأعوام الأخيرة من 2006م وحتى 2008م حوالي 432 مليون ريال لتنفيذ ستة مشاريع حيوية للشركة وهي تجديد الأحواض العائمة، منظومة إطفاء حرائق، تعميق وترميم رصيف الإصلاح، دعم وتنظيم الشركة، ترميم حاجز المنزلق، وترميم وإصلاح المنزلق. وأشار الوزير إلى ان النقل البحري يحتل مكانة خاصة في اليمن كونها تمتلك شريط ساحلي طويل يمتد إلى أكثر من 2500 كم ومعظم وارداتها وصادراتها تتم عبر البحر. ويعتبر ميناء عدن المركز البحري الرئيسي لليمن ويستقبل العديد من البضائع التي تصل البلاد بحراً، وهو أقرب ميناء بحري يربط الخط الملاحي الدولي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويدار ميناء الحاويات بميناء عدن حالياً من قبل شركة موانئ دبي العالمية وشركائها مؤسسة موانئ خليج عدن الحكومية. وتأسست شركة أحواض السفن عام 1969 على أنقاض شركات الملاحة الأجنبية التي كانت قائمة في عدن أثناء الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن قبل استقلاله أواخر 1967 وجرى تأميمها ضمن إجراءات تأميم شملت البنوك التجارية الأجنبية وشركات التأمين والملاحة والتوكيلات والمصالح التجارية الأجنبية. وشركة أحواض السفن في ميناء عدن هي شركة خدماتية متخصصة في مجال الهندسة البحرية حيث تمتلك الشركة ورشة متعددة الأغراض والمهام والأقسام المختلفة تقدم من خلالها خدماتها المتنوعة،والمتعددة لجميع الأعمال الهندسية والفنية لصيانة وترميم السفن والقوارب والناقلات العائمة وصنادل نقل البضائع، بالإضافة إلى إمكانية صناعة وبناء القطع البحرية وتصنيع قطع الغيار للسفن والقطع البحرية أو تقديم خدمات بإصلاح الأجهزة الكهربائية وأجهزة تبريد وتكييف السفن كما أنها تمتلك أيضاً القدرة على القيام بالأعمال الإنشائية الكبيرة في مجالات الصناعات الحديدية والخشبية سواء للسفن أو للمباني والمصانع والورش. ومن أبرز ما تقوم به الشركة حالياً هو تقديم خدمة العمرة السنوية للسفن والقطع البحرية الأخرى، وكذلك القيام بأعمال المسح للسفن والقطع البحرية الأخرى التي تطلب من الشركة خدمة الصيانة.