تعج الأسواق المحلية والعربية بأنواع مختلفة من المواد الغذائية المعلّبة التي تأسر أنظار المستهلك، يندفع البعض لشرائها بطمأنينة وسعادة دون قراءة دقيقة لمكونات المُلصق، وما تحتويه من دهون ومواد كيميائية مصنّعة، والتي تعتبر عاملا مساعدا للإصابة بالأمراض المختلفة والأمراض السرطانية، خاصة على المدى القريب أو البعيد، وقد يدركها البعض ولكن "بعد فوات الأوان". ** الأغذية المحفوظة تسبب السرطان ويحذر الأطباء المتخصصون من تناول المعلبات الغذائية بصورة دائمة والاعتماد عليها لاحتوائها على مواد حافظة وملونة ذات النكهات والخلطات الكيميائية المختلفة بقصد إطالة عمر الأغذية لفترة أطول، ممّا يسبب التهابات حادة أو مزمنة في المعدة، وبعضها يسبب سرطان القولون والمستقيم، وإنهاك الكبد، ولا ننسى خطرها الكبير على الأجنّة. وتؤكد دراسات منظمة الصحة العالمية أن معظم هذه المعلّبات المحفوظة تعتبر قليلة الألياف، وتحتوي على سُعرات حرارية كبيرة مما يؤدي إلى السمنة، أو البدانة، بكل مضاعفتها، وهذا يسبب الإصابة بسرطان القولون، والمستقيم، والإصابة بمرض السكر، والقلب، والأوعية الدموية، فيما يحذر أطباء من تناول الأغذية المحفوظة، فبعضها يؤدي إلى تكوين الحصوات في المرارة، كما تسبب الإمساك المزمن، بالإضافة إلى أنها تعتبر عاملا مساعدا للإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة، وبعضها يسبب طفحاً جلديا وحساسية، وبعضها يسبب مشكلات صحيّة. يقول سامح (موظف بإحدى المرافق الحكومية): "نحن بصراحة نقوم بشراء المواد الغذائية المعلّبة دون قراءة المُلصق وما تحتويه من مواد مصنّعة، أحيانا اقرأ صلاحية المنتج وتاريخ انتهائه، لكن لا اقرأ المكونات بصورة دقيقة". ويضيف: "نحن نعتمد على المنتجات الطبيعية بصورة عامة، وبإمكاننا استبدال المعلبات المحفوظة بمواد غذائية طبيعية، ولكن من الصعب أن نمنع أطفالنا من شراء العصائر وأنواع الشبس والشيكولاتة بصورة يومية، وقد تعودوا على ذلك". ويضيف: "قلة وعي المواطنين بالمنتجات والمواد الحافظة المصنعة وأضرارها تجعلهم يقبلون على تناول العصائر المعلبة أكثر من مرة في اليوم الواحد". الموظف علي فضل بدوره أكد حديث سامح بقوله: "عند شرائنا للمعلبات الغذائية عادة ما نقرأ صلاحية المنتج وانتهائه، ونسبة الدهون الموضوعة على الملصق". ويضيف: "هناك مواد غذائية محفوظة لا يُمكن الاستغناء عنها، كمعجون الطماطم وحليب الشاي وبعض أنواع العصائر التي يعتمد عليها الأطفال بصورة كبيرة، والتي تأتي كبديلة للعصائر الطبيعية والطازجة"، مشيرا إلى أن هناك أنواعا من المعلبات والمشروبات الخاصة بالحمية أو ما تعرف ب"الدايت"، وهذه يعتمد عليها الكثير من الناس بدلا من لجوئهم إلى المواد الغذائية الطبيعية، و"باعتقادي فإنها مضرة أكثر على جسم الإنسان؛ لأنها تحتوي على مواد كيميائية مصنّعة". من جانبها تقول نهلة سمير: "الوجبات السريعة والأغذية المحفوظة يمكن اللجوء إليها وقت الضرورة أو بصورة متقطّعة وغير متكررة حتى لا يصاب الإنسان بسوء التغذية؛ نتيجة افتقار تلك الوجبات إلى مكونات الغذاء الكامل، خصوصاً فيما يتعلق بالفيتامينات التي تستهلك نتيجة الحفظ الطويل، وبالتالي فإن البديل المناسب هو العمل على إيجاد بدائل محليّة ومضمونة من حيث المحتوى وأسلوب التصنيع كبديلة لكثير مما هو موجود ومنتشر في السوق المحلية التي يطغى على تسويقها الغرض التجاري والربح السريع، تلك المطاعم التي تعتمد على الربحية فقط ولا يهمّها في الأساس صحة وسلامة الإنسان؛ لذا أتمنى أن يكون هناك نوع من الرقابة الشديدة على تلك المطاعم". ** البحث عن الأغذية الطازجة سمر جابر تنصح السيدات بضرورة شراء واستهلاك الأغذية الطازجة، مثل: الخضراوات والفواكه واللحوم وغيرها، لأنها ذات قيمة غذائية جيّدة بالنسبة للأغذية المحفوظة، وإن لم تتوافر الأغذية الطازجة فإنه من المُستحسن اختيار الأغذية المعالجة والمحفوظة بصورة جيّدة مثل الحليب المبستر أو طويل الأمد والأغذية المجمّدة، كما ويفضل بقدر الإمكان التقليل من شراء الأغذية المعلّبة، فإن كان لا بُد فإنه يجب التأكد من سلامة العلبة من حيث الصدأ والمظهر الخارجي، وقراءة تاريخ الصلاحية المُدون عليها إلى جانب ضرورة تجنب الأغذية المعلبة ذات المحتوى السكري أو الملح العالي، وخاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم. تؤكد مسؤولة إدارة التوعية والتثقيف الصحي في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، ورئيس قسم الرقود في وحدة الأمل للأورام في مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن، الدكتورة منال عبد الملك، أن الملونات التي توضع على المعلّبات الغذائية والمشروبات تلعب دورا تزيينيا وتستخدم بالأخص في منتجات الأطفال ك"السكاكر". وتشير إلى "أن أهم المشاكل التي تسببها الملونات هي الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي، أما المواد الحافظة فقد صُممت خصيصا لتحافظ على شكل ومذاق الأغذية الجاهزة أطول مُدة ممكنة، فمن المستحيل الاستغناء عن هذه المواد رغم خطورتها، خاصة إذا أردنا استهلاك اللحوم المبردة أو المعلبة، كما أن معظم الأطعمة التجارية المصنعة تحتوي على المواد الحافظة؛ لأنها تعتبر ضرورية لمنع تكاثر البكتيريا في هذه المنتجات". وتضيف: "هناك مواد حافظة تُضاف إلى بعض المعلبات الغذائية من أشهرها نترات الصوديوم والتي تعتبر من المواد المسببة للسرطان أو بنزوات الصوديوم، والتي أيضا تُضاف إلى العديد من العصائر المصنّعة والمشروبات الغازية، ويعتبر البنزين من المواد الأشد خطورة، خاصة عند تناوله بكميّات كبيرة إذ يزيد من احتمالية الإصابة، بأنواع معيّنة من السرطانات مثل سرطان الدم المعروف ب"اللوكيميا"، وبعض المواد الغذائية تحتوي على مادة البنزين مثل: الزبدة والبيض وبعض أنواع اللحوم والفواكه وتحتوي بعض أنواع المشروبات والعصائر على كمية أعلى من البنزين، خاصة التي تحتوي على حمض الاسكوربيك وبنزوات الصوديوم. أما المواد المنكّهة، فمن أشهرها جلوتمات الصوديوم والتي نجدها في مكعبات اللحم أو الدجاج، وفي بودرات الشوربات المجففة، ويُصاب العديد من الأشخاص بالحساسية جراء تناولها". ** نصيحة للجميع قد يتساءل المرء ماذا نأكل و ماذا نشرب إذاً؟ يوصي الأطباء بتناول عصير الفواكه الذي نحضره في البيت؛ لأن معظم أصناف العصائر المصنّعة عبارة عن خلطات كيميائية، ويوصي الأطباء بضرورة تناول الأغذية الطازجة أو الجافة بعد طبخها؛ كونها سهلة الهضم وذات فائدة غذائية كبيرة للجسم، ولا تحتوي على مواد حافظة، وهي من الناحية الاقتصادية أوفر في الثمن من الأغذية المعلبة، إذا ما أخذنا في الحسبان النتائج المترتبة صحياً، وبهذا الصدد توجه الدكتورة منال نصيحة إلى جميع المستهلكين بأن يتمتعوا بقدر عالٍ من الوعي، فربما أن الخطر يأتي في مقدار الجُرعة أو الكميّة، وبفترة تناولها، ويبقى الحل الأمثل الاعتدال في استهلاك المنتوجات الغذائية المصنّعة، فعلينا الاعتدال في تناول الأغذية الجاهزة والاعتماد على الطعام المجهّز منزليا حفاظا على صحتنا وصحة أطفالنا، وإذا كان البعض لا يمكنه الاستغناء عن الأغذية لضرورة العمل، فتجب المباعدة بين الفترات الزمنية، والتي يتم فيها تناول الأغذية الجاهزة، ويجب توخي الحذر بأن لا تكون الأغذية الجاهزة هي الأساس في الطعام اليومي حتى لو استدعت ظروف العمل ذلك. وتوصي الدكتورة منال الجميع بضرورة تناول الأغذية الطبيعية كالبرتقال، الذي يتمتع بمفعول قوي لمحاربة السرطان بطرق مختلفة، منها: إبطال سموم الخلايا السرطانية، فقد أثبتت البحوث المختبرية قدرته على منع نمو الخلايا السرطانية في الثدي، وتؤكد أن الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة الحمضية هم أقل عُرضة للإصابة بمخاطر تطوّر سرطان المعدة بنسبة60 بالمائة. كما تؤكد الدكتورة منال على أهميّة تناول الفراولة والكرنب والسبانخ والزبيب الذي يحتوي على مضادات للأكسدة، ويعتبر مفيدا أكثر من العنب الطازج نفسه، وتنصح الدكتورة منال الجميع بضرورة تجنّب بعض المواد الغذائية كالأسماك المملحة، والتي تعتبر واحدة من الأغذيه التي تزيد من مخاطر الإصابه بالسرطان، والأغذية الغنية بالدهون كمنتجات الألبان كاملة الدسم والزبدة والكيك والنقانق، والتي تزيد من خطر الإصابة من سرطان الثدي، استنادا على التقارير التي توصل لها الصندوق الدولي للأبحاث في مرض السرطان، بالإضافة إلى تجنّب تناول الاطعمة المدخنة كالجبن الغني بمركب كيميائي واللحوم المملحة، والتي تضاعف من مخاطر تطوّر الإصابة بسرطان المستقيم والكبد. ** المعلبات ليس عاملا مسببا للسرطان يؤكد نائب المدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة في محافظة عدن، صالح علي عبده مطيع السلفي، أن المعلبات الغذائية التي تحتوي على نكهات وملونات ومواد كيميائية لا تعتبر عاملا مسببا للإصابة بالأمراض السرطانية، يقول: يتم الإفراج عن المعلبات والعصائر إذا كانت مطابقة للمواصفات القياسية اليمنية المعتمدة، ولا يتم الإفراج عن أي منتج إلا بعد أن يكون مطابقا للمواصفات القياسية اليمنية المعتمدة، حيث يتم في المنفذ إجراء المعاينة والفحص الظاهري، وكذا إجراء الفحوصات المختبرية، وإتلاف غير المطابق والمضر بصحة الإنسان، وإعادة تصدير أي شحنة غير مطابقة لاشتراطات المواصفات المعتمدة، ويؤكد أن الألوان الموجودة على مُعلبات المنتجات الغذائية هي مواد ملونة طبيعية، ومسموح استخدامها بشروط المواصفات الدولية. ** كلمه أخيرة على الرغم من زيادة نسبة الاعتماد على الأغذية المعلبة والعصائر المصنعة وانتشار مطاعم الوجبات السريعة، التي يقبل عليها الصغار قبل الكبار إلا أننا نقول إن كان ولا بُد من تناول هذه المنتجات والمعلبات بصورة يومية، إلا أن تقليل جرعة المادة هو الحل الأوسط والاعتدال في تناولها هو الحل الأنسب، وزيادتها يعني زيادة نسبة المواد الكيميائية المصنعة في أجسامنا، والتي إن لم يكن تناولها سببا رئيسيا لأمراض السرطان فإنها قد تكون عاملا مسببا له، ولأمراض مختلفة على المدى القريب أو البعيد. صحيفة السياسية