حذرت دراسة حديثة من خطورة المواد المستنشقة التي تتواجد بكميات متفاوتة في المحاليل المستخدمة في الصموغ ومواد التنظيف وأنواع خاصة من الأقلام السائلة والطلاء والألوان، وكذا الطلائات وبخاخات الشعر وتعطير الجسم. وأوضحت دراسة عن خطورة المواد المستنشقة التي أعدها المهندس"أنيس علي عبد الخالق" خبير الكيمياء الصناعية أن هناك العديد من المواد التي تدخل ضمن إطار المستنشقات المذابة والمتطايرة أمثال (الصموغ ومواد التنظيف وأنواع خاصة من الأقلام السائلة والطلائات والألوان)، حيث أن أهم مكونات هذه المواد مادة "التولول" و"الكسيلين" ومواد هيدروكربونية أخرى تسبب فقدان الوعي والاختناق في حالة استنشاقها بكثرة وبطريقة مباشرة. وأضافت الدراسة: إن التأثيرات الخارجية النفسية تظهر على الإنسان من هذه المواد تبدأ بحالة نشوة وهلوسات بصرية وسمعية وتغيير الإحساس بالوقت والتعب والإجهاد مع مرور الوقت، فيما الإصابات السمية تبدأ بأضرار دماغية يمكن نشوء العديد من التشوشات الحسية والهلوسات الدائمة إلى جانب تشوشات في الجهاز العصبي الذاتي وإصابة الإنسان بأمراض نفسية من خلال تدمير المواد لعدد من أغشية خلايا الدماغ. وضمن الأضرار التي رصدتها الدراسة الإضرار في الدماغ الأكبر تغيير الشخصية، الاهتياج، فقدان الذاكرة، صعوبات في الملاحظة، اختزال إمكانية التعلم، هلوسات وتشوشات نفسانية، كما أن هناك أضرار بالدماغ الأصغر تكمن في تشوش الإحداثيات وحركة السير وتشوش الاتزان والكلام المتداخل، ويؤدي إلى الاستخدام المزمن إلى الرعشة وأنماط حركية غير قابلة للسيطرة وكذا عدم الثبات في السير. وحذرت الدراسة من تواجد بعض المواد في الغازات الدافعة في اسطوانة البخاخات كالطلاء، بخاخات الشعر، بخاخات تعطير جسم الإنسان ومن هذه المواد الدافعة للغازات التي تتواجد في البخاخات على وجه الخصوص "البوتان" و"البروبان" حيث تسبب هاتين المادتين في رفع المزاج وهلوسات وتغيير الإحساس بالزمان والجسد. ودعت إلى الاستغناء عن بعض المواد المستخدمة في التخدير في العمليات الجراحية مثل "الأيثر والكلوروفروم والهالوثان والغاز الضاحك N2O واستبدالها بمواد مخدرة أخرى.