تحتفل اليمن وسائر دول العالم يوم غد السبت باليوم العالمي للمسرح والذي يصادف ال27 من مارس من كل عام، "وهو العيد الرابع والأربعين"، وبهذه المناسبة تحيي وزارة الثقافة هذه المناسبة بإقامة 14 عملاً مسرحياً جديداً وتكريم 60 من رواد العمل المسرحي في اليمن تقديراً لدورهم الفاعل وإسهاماتهم الكبيرة في تطوير الحركة المسرحية منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد بدأت الوزارة بالاحتفال بيوم المسرح العالمي والذكرى المئوية لتأسيس المسرح اليمني يوم أمس في محافظة عدن بتكريم مجموعة من رموز الحركة المسرحية. يذكر أن اليمن عرف المسرح منذ أكثر من قرن فيما يعود أول نص حواري مسرحي مكتوب هو نص "حضرموت وابنها"، إلى عام 1530م لمؤلفه عبد الله عمر بامخرمة. والاحتفال بيوم المسرح العالمي هو إحياء لتقليد سنوي قطعت جميع الهيئات والمؤسسات المسرحية في كل دول العالم على نفسها عهداً منذ عام 1961م، بالتفاعل معه بتنظيم مختلف الأنشطة المسرحية من عروض وندوات ولقاءات ومعارض وملتقيات مسرحية تنفتح بها على جمهور المسرح مع إطلالة يوم السابع والعشرين من مارس كل عام. ولد اليوم العالمي للمسرح إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما إلى منظمة اليونسكو في يونيو 1961، وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس1962، في باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم. وقد أسست منظمة اليونسكو ونخبة من شخصيات المسرح، المعهد الدولي للمسرح عام 1948، وهو من أهم المنظمات الدولية غير الحكومية في مجال الإنجاز الفني، ويسعى المعهد للارتقاء بالتبادل العالمي للمعرفة والتطبيق العملي في مجال تقديم الفنون وتشجيع الإبداع وزيادة التعاون بين العاملين في مجال المسرح لخلق رأي عام مدرك لضرورة أخذ الإبداع الفني بعين الاعتبار في مجال التطوير وتعميق التفاهم المشترك للمساهمة في تدعيم السلام والصداقة بين الشعوب والدفاع عن أهداف ومُثُل المنظمة. ويكلف المعهد الدولي للمسرح شخصية مسرحية بارزة وفاعلة في مجال المسرح أو في مجال آخر ليكتب كلمة يوم المسرح العالمي على ضوء مستجدات الفنون الأدائية، وتترجم هذه الكلمة إلى أكثر من عشرين لغة، وتقرأ أمام الجمهور قبل بدء العروض المسرحية في جميع أنحاء العالم وتنشر في آلاف الصحف والمجلات وتذاع في محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني ووكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم. وكان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام ثلاثة وأربعون شخصية مسرحية من مختلف دول العالم. وكلمة هذا العام كتبتها الممثلة البريطانية وجودي أوليفيا دينش، والتي قالت فيها "يوم المسرح العالمي فرصة للاحتفاء بالمسرح بشتى أشكاله وأنواعه، فالمسرح مصدر للترفيه والإلهام، وهو القادر على توحيد مختلف الثقافات والحضارات والناس في هذا العالم، بل هو أكثر من ذلك حيث يوفر أيضاً الفرص للتعليم والمعرفة". وستقدم يوم غد العروض المسرحية في مختلف بقاع الأرض، وليس بالضرورة أن يكون بالشكل التقليدي، إذ يمكن أن يقدم حتى في أي قرية صغيرة في مجاهل أفريقيا، أو قريباً من الجبال في أرمينيا، أو حتى على جزيرة صغيرة في المحيط الهادي. فهو لا يحتاج سوى لمكان ولجمهور، وهو القادر على جعلنا نبتسم، وجعلنا نبكي، ولكن لا بد له من أن يحفز فينا ملكة التفكير والتأمل.