فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التخلص من المخلفات الطبية..الوضع 'محلك سر'!
نشر في سبأنت يوم 30 - 03 - 2010

لا يعلم هؤلاء الفقراء وبعضهم من الأطفال ممن أطرتهم الحياة للبحث عن بواقي طعام يسدون به جوعهم أو عن بقايا أشياء يمكن أن يستفيدوا منها بين أكوام القمامة كالملابس القديمة أو العُلب البلاستيكية أو المعدنية، أنهم يبحثون عن شيء قد يعتبرونه مفيدا، يساعدهم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، بينما قد يكون نصيبهم مرضا يودي بحياتهم جراء المخلفات الطبية!
هذه المخلفات، والتي يُطلق عليها مُخلفات الرعاية الصحية أو المخلفات الطبية، تتضمّن جميع أنواع النفايات التي تنتج أو تخرج من منشآت ومؤسسات الرعاية الصحيّة، من مستشفيات وعيادات ومراكز طبيّة. ورغم أن جزءاً كبيراً من هذه المخلّفات 75-90 بالمائة، يشابه ويتماثل مع المخلفات العادية التي تنتج من المنازل، مثل بقايا الطعام، والأوراق المكتبية، والأكياس البلاستيك والعبوات الزجاجية، فإن الجزء المتبقي 10 - 25 بالمائة، والمكوّن من أعضاء وأنسجة بشرية، ومن الدّم ومشتقاته، ومن المواد الكيميائية، والعقاقير الطبيّة، وبقايا الأجهزة الطبية، وأحياناً حتى المواد المُشعّة، دائماً ما يحمل في طياته مخاطر صحيّة وبيولوجية خطيرة، وفي حالة عدم فصل أجزاء مخلّفات المنشأة الصحيّة في مرحلة أولية أو مبكِّرة قبل أن تختلط، فلا بُد ساعتها من اعتبار جميع المخلّفات الناتجة عن هذه المنشأة على أنها خطر صحي وبيولوجي.
هذا الخطر يتمثل في أن تلك المخلفات قد تحتوي على عوامل بيولوجية مسببة للعدوى والمرض، مثل البكتيريا والفيروسات. أو قد تحتوي على أجزاء وقطع حادة تسبب الجُروح والإصابات، مثل إبر الحُقن والمشارط الطبية. أو تحتوي على مواد كيميائية مثل تلك المستخدمة في المعامل، أو الناتجة عن الأدوية المنتهية صلاحيتها، وهي المواد التي يمكن أن تسبب ضرراً مباشراً، أو ضرراً غير مباشر إذا ما تسرّبت إلى مياه الشرب المحلية. وأحياناً ما تحمل المخلّفات الطبية خطرا إشعاعياً، جراء المواد المُشعة المستخدمة في إجراءات التشخيص والعلاج، أو قد تكون تلك المواد من النوع المُسبب للتسمم الجيني.
//المنصورة أنموذج//
مديرية المنصورة في محافظة عدن تعتبر من أكبر المديريات كثافة سكانية -إن لم تكن الأولى- يتواجد فيها 331 منشأة صحيّة خاصة، ما بين مستشفيات ومراكز صحيّة أو عيادات ومختبرات وغيرها، القليل من هذه المنشآت تعاقدت مع مقاول يختص بجمع نفاياتها وتصريفها، والغالبية العُظمى كل ما تحتاجه كيس قمامة بلاستيكيا وأقرب ركن سكني!
والغريب في الأمر أنه لم يتقدم أي مواطن بشكوى من هذه المخلفات، فهل هو جهل المواطن بخطورة هذه النفايات أم أنه فقد الثقة من وجود من يسمع شكواه ويترجمها إلى حلول عملية..
//أمراض خطيرة//
في هذا الصدد يقول رئيس مجلس إدارة هيئة مستشفى الجمهورية النموذجي في محافظة عدن، الدكتور جمال خدابخش: "كان في السابق تُوجد محرقة داخل المستشفى يتم حرق النفايات فيها، وحتى منتصف الثمانينيات، ولم تلقِ الاهتمام، فهدّت، وحالياً يتم التخلّص من كل النفايات من مخلفات ورقية وإبر ومواد قابلة للكسر وبقايا الأدوية من محاليل، مخلّفات العمليات، بقايا بشرية، عن طريق القمامة التي يهتم بها صندوق النظافة، والذي ينتج معه التعرّض للإصابات المباشرة عن طريق الوخز بالإبر أو الأشياء الحادة وانتقال الأمراض الفيروسية المُعدية والخطيرة والتي قد تودي بحياة الإنسان وإصابات غير مباشرة من تلوث للبيئة، وعلى المدى البعيد التي تتسبب بظهور أمراض جديدة وانتشار السرطانات والأمراض المُعدية والأمراض الجلدية والتنفسية وغيرها من الأمراض الأخرى".
وأضاف: "طالبنا في رسالة رسمية صندوق التنمية الاجتماعية بتوفير المواد التي تمكّنا من التخلّص من هذه النفايات بطريقة صحيحة، وهي براميل بألوان مختلفة يخصص كل برميل لنفايات محددة حسب درجة الخُطورة من مخلّفات ورقية في براميل خاصة والنفايات الحادة والقابلة للكسر في وعاء خاص والنفايات من أعضاء بشرية وأنسجة في وعاء آخر يتم توزيعها في كل الأقسام في جميع الفروع ومن ثم تُجمع هذه الأوعية ثم يأتي دور صندوق النظافة بتجميعها، ومن ثم إتلافها كلاً حسب تصنيف خطورته كما هو معروف في المستشفيات، هذا المشروع حيوي وهام للجميع, تم تطبيق هذا النظام في عدد من مستشفيات العاصمة ونتمنّى أن يُعمم على جميع المستشفيات والمراكز الصحيّة، وما سيعود عليه من فائدة الحفاظ على الصحة والحد من انتقال الأمراض المُعدية.
وأشار إلى أن المطلوب محرقة مركزية خارج المدينة بمواصفات علمية لا تضر بصحة الإنسان أو البيئة.
//تعاقد مع شركة خاصة//
مدير مستشفى الوحدة بعدن الدكتور، أحمد باعزب، من جهته أوضح أن التخلّص من النفايات الطبية تعد مشكلة كبيرة تعاني منها كل المستشفيات، وقال: "وصل الأمر بنا في وقت سابق إلى التخلّص من بقايا عمليات الولادة من مشيمة وغيرها في براميل القمامة، وتأتي بعد ذلك الحيوانات لتتغذى منها، وللأسف كانت تسبب الكثير من الإزعاج و المشاكل والروائح الكريهة، وخاصة مع تحلل هذه المواد في براميل القمامة والأضرار الصحية التي تنتج عنها، ولكن الآن الأمور تحسّنت كثيراً، فبعد جهد جهيد تعاقدنا مع شركة منذ بداية العام 2009، والتي تقوم بتجميع بقايا عمليات الولادة وتضعها في مجمّدة ثم تقوم بالتخلّص منها بطريقتها، والتي كان لها نتائج ايجابية أخرى غير تصريف النفايات، إنها خلصتنا من القطط التي كانت منتشرة في أروقة المستشفى والروائح المزعجة، وفي تحسين المظهر العام للمستشفى.
وفيما يخص مخلّفات التطعيم يقول باعزب: "توضع في حوافظ خاصة بالبرنامج الوطني للتحصين الشامل وتُحرق المواد المستخدمة في التطعيم من مطارش وعلب لقاح، وهذا معمول به في كل المراكز الصحية التي فيها تطعيمات، ولدينا في المستشفى محرقة محلية صغيرة يتم إتلاف بعض المخلّفات مثل المطارش وتوالف ومخلفات المختبر، وبعد المخلّفات البسيطة".
وأشار إلى أن مستشفى الوحدة نظّم ورشة عمل بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة مكونة من الطاقم الطبي والفني، تم من خلاله التوعية بأهمية عملية الفرز للمخلّفات الطبية وغير الطبية.. "وأنشأنا سورا يفصل بين موقع وضع النفايات الطبية وغير الطبية، ولكن –للأسف- عند عملية جمع ونقل هذه النفايات يتم نقلها مع بعض في حاوية واحدة"، وقال: "كلما حاولنا أن نتقدّم خطوة للأمام في هذا المجال لمحاولة حل المشكلة نصطدم بمعوِّقات أكبر من قدراتنا، ولكننا نتأمل خيرا في مقلب (بير النعامة) والذي ستوفّر فيه محارق طبية متخصصة، وحتى لو استلزم دفع رسوم مالية محددة على كل مرفق صحي حكومي أو خاص مقابل التخلّص من تلك النفايات".
وأشار إلى أن هناك اجتهادات فردية تُقام لحل المشكلة، ولكن ليس هذا هو الحل، نريد حلا جذريا وسريعا لهذه القضية الهامة جداً، موضحا أن قضية التعامل مع البقايا البشرية الناتجة عن عملية الولادات أو حتى أي عملية استئصال يجب أن تكون بروح إنسانية وبطريقة لائقة ومحترمة؛ استشعاراً منا روح المسؤولية، ولا يقبل أن تُرمى في براميل القمامة مع النفايات الأخرى وتقتات منها الحشرات والحيوانات الضالة".
//تحايل من المستشفيات//
توجّهنا إلى المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة بمحافظة عدن، المهندس قائد أنعم، ونقلنا له معاناة المستشفيات في التخلّص من المخلفات الطبية، فقال: "نشكو كثيراً من هذه المشكلة، والتي تصعّب من عملنا كثيراً، كما أننا لسنا جهة مخوّلة أو مختصة بإتلاف المخلّفات الطبية؛ لأن هذه مسؤولية وزارة الصحة".
وأضاف: "عملنا إتلاف مخلفات المواد العضوية من قمامة وغيرها كما هو معروف في جميع الدول، ونتخلّص من النفايات عن طريق الردم الصحي. والمشكلة هي أن المستشفيات الحكومية والخاصة توفّر كل شيء وتهمل أهمّ شيء، وكان من باب أولى على الجهات المختصة في وزارة الصحة أن تهتم بعمل حلول لمشكلة النفايات الطبية، وألاّ تعطي تصاريح للمستشفيات الخاصة إلا بعد أن تكون قد اتخذت تدابير في تصريف نفايتها حتى لا تزيد من تعقيد هذه المشكلة.
وتابع: "نحن في صندوق النظافة نمنع عمّالنا من أخذ أي نفايات طبيّة من المستشفيات، ونأخذ فقط القمامة الناتجة عن بقايا المطبخ أو القمامة التي تنتج من الزوّار في المستشفيات من أوراق وبقايا الطعام، وأما بقايا العمليات والإبر والأدوية فإننا لا نأخذها، وقد وصلتنا الكثير من المشاكل من عمالنا نتيجة لتعرضهم لإصابات عن طريق الخطاء لوخز الإبر أو الأشياء الحادة وغيرها من مخلفات المستشفيات".
نقلنا ل"أنعم" تأكيد الجهات المسؤولة في المستشفيات التي توجّهنا لها، وأنها تقوم بتصريف معظم نفاياتهم الطبية عن طريق عمّال البلدية، قال: "إذا كان ذلك يتم فعلاً هذا فإنه يتم عن طريق التحايل ومن غير علمنا، ومن الصعب على عمّال النظافة فرز كل أكياس القمامة التي توضع في الأماكن المُخصصة لها".
وقال: "وجّهنا رسائل إلى جميع الجهات الصحية بمنع خلط القمامة مع نفاياتهم الطبيّة، وأنه في حال عدم التزامهم فإننا سنضطر آسفين إلى توقيف خدمات عمّال النظافة لهم".
//دور غائب//
لم تتوقف عند هذا الحد، فقط، توجّهنا إلى مدير إدارة النفايات الطبية في مكتب الصحة بمحافظة عدن، يوسف عبد الودود، وعرضنا عليه المشكلة، الذي بدوره أوضح أن النفايات الطبيّة تمثل مشكلة كبيرة، ولم يتم وضع حلول جذرية لها.
وقال: "نحن هنا في محافظة عدن بدأنا بإنشاء إدارة متخصصة للنفايات الطبية، ويتم الآن عمل الدراسات بالجهات المعنية، والتي تستدعي التنسيق بإنشاء أقسام في المنشآت الصحية تقوم بتنسيق العمل فيما بينها، بحيث يصبح عملا منظما غير عشوائي وفريقا واحدا، ومن ثم يأتي عمل المحرقة الموحّدة، وهذا الذي إلى الآن لم يتم تحديد موعد إقامته، والجديد هو أننا نعد لإقامة ورشة عمل تجمع جميع الجهات المعنية بالأمر لوضع المشاكل والحلول ونستبشر خيراً فيها".
وأعرب عن أمله في أن تتكاتف كل الجهود في كل المحافظات لحل هذه المشكلة، والذي يعتبر واجبا أخلاقيا في التعاون بين جميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة "لأن النفايات تضر الأرض والإنسان معاً، والتعاون سيُنجح هذا المشروع الهام الذي نتمنّى له النجاح والتعميم على كافة المُحافظات اليمنية الأخرى، حيث بلغ حجم النفايات حتى 2007 ما يقارب 5 أطنان يومياً".
//مراكز ليست أحسن حالاً!//
مدير إدارة الرقابة والتفتيش في إدارة المنشآت الصحية والطبية الخاصة بعدن الدكتور، زكريا القعيطي، يقول: "حالياً الوضع في المستشفيات الحكومية والخاصة متساوٍ، حيث لا يوجد فيه أي جهة معنية متخصصة أو مكلّفة من الدولة بتصريف هذه النفايات الطبية، والتخلّص منها يتم بالطريقة القديمة عن طريق عمّال البلدية وخلطها مع القمامة العادية".
ووصف الطريقة القديمة ب"القنبلة الموقوتة؛ لأن النفايات -حسب قوله- تتسبب على المدى بأضرار كثيرة للأرض سواء عن طريق انتشار الأمراض والأوبئة أم من خلال تسربها إلى المياه الجوفية أم عن طريق إصابة عمّال النظافة بالعديد من الأمراض التنفسية والجلدية أو أمراض أخرى مُعدية قد تكون غاية في الخطورة، كما أن هناك العديد من العيادات الخارجية الخاصة والمختبرات تتخلّص من بواقي المختبرات من عيّنات الفحص أو المحاليل والشرائح التي يتم الفحص بها للأمراض المُعدية وغير المُعدية، ويتخلّص منها بطريقة عشوائية في براميل القمامة التي تعتبر بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والجراثيم؛ لأنها أماكن رطبة وفيها تتجمع السوائل الراكدة التي تساعدها على التكاثر والتحوّل جينياً، وفجأة يمكن أن تتسبب في ظهور وباء معيّن في منطقة معيّنة، وهذا ما نلحظه في الفترة الأخيرة من انتشار الأمراض الفيروسية الجديدة وتشوّهات الأجنّة والأمراض المستحدثة، وخاصة بعد انتشار هذه المراكز الصحيّة في أماكن سكنية كثيفة...".
وقال: "ومع هذا لا نستطيع أن نلزم الجهات الطبيّة الخاصة بالتخلّص من هذه المشكلة؛ لأننا لا نملك البديل، فالمشكلة هي عدم توفّر الإمكانيات التي يمكن من خلالها التخلّص السليم والصحِّي من هذه النفايات، والمشكلة تزداد يوما بعد يوم، وذلك لزيادة عدد الجهات الطبيّة الخاصة، وبالتالي زيادة حجم هذه النفايات".
وفي رده على سؤال: إن كانت الجهات المعنية عاجزة عن توفير محرقة متخصصة للتخلّص من هذه المشكلة الخطيرة؟ قال القعيطي: "حسب معلوماتي، إن هناك جهات معنيّة عملت دراسات لإنشاء عدّة محارق صغيرة أو محرقة مركزية كبيرة، وتعيّن جهة معيّنة تقوم باستقطاب وتجميع هذه النفايات من المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة، ونتمنّى أن يكون التنفيذ قريبا، ولكن إلى الآن لا يوجد أي توجّه علمي صحيح للتخلّص من هذه النفايات، وهذا شيء مؤسف، لكن نستبشر خيراً بالجُهود التي يقوم بها مكتب الصحة بعدن".
//خلاصة القول//
جميع من توجّهنا إليهم أقرّوا واتفقوا على خُطورة هذه النفايات على المدى القريب والبعيد، وكذلك اتفقوا على أنه يجب وضع حلول قريبة ومجدية. ولكن –للأسف- كلاً يرمي الكُرة في ملعب الأخر، وكلاً يُخلي مسؤوليته من المشكلة. وكُل الذي سمعناه عبارة عن أُمنيات. أقوال من دون أفعال. فهل أصبح حال مستشفياتنا ومراكزنا الصحيّة هو معالجة أمراض المرضى. وبعد ذلك إكسابهم المرض من جديد!
//كيفية مُعالجة نفايات المستشفيات بشكل آمن؟//
تحتاج النفايات الطبيّة إلى طرق خاصة في معالجتها، وتختلف طرق المعالجة حسب نوع وكمية تلك المخلّفات، ومن تلك الطرق:
- الدفن: هو من الطّرق المؤقتة التي تستخدمها دول العالم الثالث في التخلّص من النفايات الطبية، وتتم باختيار مكان بعيد عن العُمران، يتم نقل تلك النفايات إليه بحرص شديد لمُراعاة السلامة وعدم تسرب أي منها إلى الخارج بطريق الخطأ. وهي طريقة جيّدة لها مزاياها في إبعاد هذه المخلّفات السامة والخطرة عن جميع مظاهر الحياة على الرغم من أن لها بعض الآثار السلبية، مثل: إفساد التربة وتصاعد الأبخرة وتلوث المياه الجوفية والزراعية، كما أن هناك صعوبة في اختيار المكان الملائم لمثل هذا الدفن، وعدم التحكّم في مواعيده، ممّا يكون سببا في تركها على السطح فترة من الزمن، وهكذا.
- الحرق: ويعتبر الطريقة الثانية المستخدمة في التخلّص من النفايات، فهو أكثر الطرق صعوبة، ولكنه أكثر نجاحا، ولهذه الطريقة أيضا سلبيات عديدة مثل تصاعد الأدخنة الملوثة للهواء وصعوبة صيانة المحارق، بالإضافة إلى عدم وضع رقابة صارمة على المحارق، والحرق إما أن يكون مركزيا بمعنى أن الجهات المسؤولة هي التي تقوم باختيار موقع للتخلّص من النفايات ممّا يكون له فائدة في التحكّم فيها ومراقبتها جيداً، ولكن في الوقت نفسه له أضراره في التأخر في عملية الحرق وطول المسافة حتى تصل المخلّفات إلى المحرقة المركزية، وكذلك تلويث المناطق المجاورة. وقد يكون الحرق غير مركزي أيضا، وهذا يكون أفضل في الكثير من الأحيان، حيث تقوم كل جهة صحيّة بحرق مخلفاتها بنفسها. وميزة هذه الطريقة اللامركزية في الحرق ارتفاع كفاءة التخلّص من النفايات وسرعة حرقها والحد من المخاطر الناتجة عن نقلها إلى أماكن أخرى للحرق، وكذلك تكون نواتج الحرق أقلّ في كميّتها، وبالتالي أقلّ في ضررها.
- التخلّص الحراري: وهو من أكثر الطرق تقدّما في التخلّص من النفايات، ويعتمد على تركيز الأشعة على النفايات للتخلّص منها، وهي مفيدة جدا، ومن أمثلتها طرق الميكروويف الحرارية، ومن النفايات ما يكون خطرا جدا، وهذا النوع من النفايات يتم حفظه أولا في قوالب أو مصبات مُحكمة الإغلاق حتى لا يسبب تلوث البيئة المحيطة به، مثل النفايات المُعدية أو المُشعّة أو غيرها، ومن ثم يتم التخلص منه بأخذه مباشرة من المصدر إلى مكان التخلّص دون التفريغ في حاويات كبيرة مجمّعة حتى يضمن التخلص النهائي والسليم لتلك النفايات.
السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.