تمثل مؤسسة السعيد واحدة من أهم معالم تعز الثقافية من خلال طيف واسع من الأنشطة والفعاليات الثقافية الإبداعية التي تقيمها على مدار العام، وتغطي مختلف مناحي الحياة الثقافية والعلمية والأدبية والدينية والرياضية والفنية. إضافة إلى جائزة السعيد للعلوم والآداب، والتي شكّلت إضافة نوعية إلى مضمار البحث العلمي في بلادنا بل تجاوزت الوطن لتحلق في الفضاء العربي. في الأسبوع الماضي، وفي حشد متميّز ضم مبدعين من كل محافظات الجمهورية، تم توزيع جائزة السعيد في دورتها الثالثة عشرة في حفل استثنائي تزامن مع أفراحنا واحتفالاتنا بالعيد العشرين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وشكّلت بذلك إضافة فرائحية من نوع آخر لمحافظة تعز، التي تحتضن العيد الوطني العشرين. نتائج التنافس على الجائزة هذا العام أتت مغايرة للأعوام السابقة، حيث حُجبت في أربعة فقط من مجالاتها الثمانية لعدم استيفاء البحوث المقدّمة للتنافس للشروط العلمية، وهي: الطبية والاقتصادية والهندسة والتكنولوجيا والبيئة، فيما تم منحها في فروع الإبداع الأدبي والعلوم الإسلامية والآثار والعمارة والعلوم الإنسانية. هنا نسلط الضوء على مهرجان السعيد وجائزة السعيد ومدى إسهامهما في الحركة الثقافية والعلمية باستطلاع آراء لنخبة من مثقفي اليمن. عيدا للثقافة وزير الثقافة الدكتور محمد المفلحي قال إن مهرجان السعيد أصبح عيدا للثقافة في مدينة تعز، المدينة التي عُرفت عبر التاريخ بأنها منارة للعلم والإبداع، ومثل ألقاَ جديدا لتعز، وهي تحتضن العيد الوطني العشرين. وفيما يتعلق بالجائزة قال المفلحي إن الجائزة تلعب دورا خلّاقا في المشهد العلمي والمشهد الثقافي وحافزا للباحثين والمبدعين لبذل مزيد من الجهود ومزيد من البحوث العلمية التي تلبِّي تطلعات المجتمع. استنهاض فعل الإنسان من جهته، أشار محافظ تعز حمود الصوفي إلى أن مهرجان السعيد الثقافي بصفة عامة وجائزة السعيد بصفة خاصة يمثلان عنوانا بارزا يدلّ على حالة ثقافية تستنهض فعل الإنسان الثقافي الخلّاق بمفهومه وأشكاله المتعددة. وأشاد الصوفي بدور مؤسسة السعيد المتميّز سواء من خلال أنشطتها الثقافية أم من خلال جائزة السعيد التي تثري بالفعل الحركة الثقافية والبحث العلمي في بلادنا. وأضاف الصوفي أن الأمل يبقى معقودا بالاستفادة من تلك الأبحاث على أرض الواقع وألاّ تبقى حبرا على ورق. إضاءة للتلاحم الشيخ عمر بن حفيظ اعتبر الجائزة التي حظي بها المكرّمون نوعا من التكريم، والتكريم فيه قربة إلى الله، وبالتكريم تتحقق المعاني المقصودة من التحفيز والعطاء والإبداع، وعن المهرجان قال بن حفيظ إنه يمثل إضاءة للتلاحم الوحدوي. معايير علمية أما عميد كلية الدراسات الإسلامية والتطبيقية، الدكتور رضوان الشيباني، قال من جهته: "إن أهمية جائزة السعيد للعلوم والآداب تكمن بالتزامها بالمعايير والتقاليد العلمية، وبكونها تتعلّق بأهم قضيّة تشغل أصحاب الفكر والقرار في كل المجتمعات المتخلفة معرفيا وعلميا، وهي قضيّة المعرفة والعلوم، الأمر الذي يحتم على العلماء والباحثين مواصلة الجهود والاهتمام بالبحوث العلمية، وهو ما تنبّهت إليه مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، وكرّست جهودها من خلال أنشطتها المتعددة في مختلف المجالات، ومنها جائزة السعيد التي نحتفي بها اليوم في دورتها هذه". أبواب الإبداع الدكتور علي حسن الشرفي قال: "إن الجائزة تشحذ همم الباحثين وتفتح أبوابا واسعة للإبداع وتسهم بفاعلية كبيرة في تقدّم البحث العلمي، وإضافة نوعية للبحث العلمي وللمشهد الثقافي والتنويري". حياد وموضوعية الدكتور فتحي محمد عبد السلام من جمهورية مصر العربية الشقيقة والفائز بجائزة الآثار والعمارة، قال: "إن الأهمية التي تكتسبها الجائزة من حيث كونها مستمدة من حملها لاسم المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم، وتقوم عليها مؤسسة مشهود لها بالرّيادة وبمراعاتها لأقصى درجات الحيادية والموضوعية في جميع مراحل التقييم". داعيا كل مؤسسات البحث العلمي في العالم العربي والإسلامي أن تحذو حذو مؤسسة السعيد في رعاية الأنشطة البحثية والعلمية المختلفة، والبُعد عن شبهة المجاملة، معربا عن اعتزازه بشرف الفوز بجائزة السعيد للعلوم والآداب. حاجة ماسة الدكتور حسين عبد الله العُمري قال: "إن بلادنا تقع في نهاية ذيل قائمة التخلّف في الوطن العربي، وأن الحاجة ماسّة للتوسّع في التعليم الفني، والسعيد كمؤسسة رائدة معنية بهذا، أدركته باكرا، وأسهمت إسهاما فعالا في المجال العلمي والثقافي؛ إدراكا منها لمدى الحاجة إلى ذلك. وأنها (مؤسسة وجائزة السعيد) أتت استثناءً على خطى الآباء المؤسسين". نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم، عبد الجبار هائل سعيد، قال بالمناسبة: "إن مجموعة شركات هائل سعيد أنعم حريصة على المُشاركة في تطوير النهضة الصناعية والتجارية في الوقت الذي حرصت فيه على العمل مع رموز العلم والثقافة من أبناء اليمن المخلصين لنشر العلوم والآداب والفنون ومواكبة العصر"، مؤكدا حرص المجموعة على أن تظل المؤسسة وفيّة بالتزاماتها ومحققة لأنشطتها في إطار تضافر جهود شعبية وإدارة مخلصة وبرعاية دولة راسخة البنيان ووحدة تضرب بأطنابها في أعماق التاريخ. صحيفة السياسية