سعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية واعلان قيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو 1990م وحتى الوقت الراهن إلى ترجمة التوجهات الحكومية في ما يتعلق بتنفيذ منظومة الحماية الاجتماعية والأمان الاجتماعي وتوسيع خارطة المستفيدين من برامج وأنشطة الرعاية الاجتماعية عبر تنفيذ سلسلة من المشاريع والبرامج والأنشطة. واستهدفت الوزارة خلال عقدين منذ تحقيق الوحدة اليمنية رعاية ودعم المعاقين وتمويل البرامج الهادفة إلى إدماجهم في الحياة العامة وتوسيع خارطة الحالات المستفيدة من خدمات وأنشطة صندوق الرعاية الاجتماعية . رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة : وبحسب التقارير الصادرة عن صندوق رعاية المعاقين إلى أن إجمالي ما تم إنفاقه في مجال الرعاية والتأهيل والتدريب خلال الفترة 2002 - 2008م بلغ 6 مليارات و778 مليون و505 ألف و867 ريال حيث بلغت عدد خدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى الفردي في الجمهورية خلال تلك الفترة 158 ألفا 583 خدمة بتكلفة إجمالية بلغت 4 مليار و408 مليون و982 ألف و627 ريال , فيما بلغ عدد المستفيدين من خدمات التأهيل والتدريب على المستوى المؤسسي 126 ألف و546 مستفيدا وبلغت تكلفة تلك الخدمات 2 مليار و304 مليون و790 ألف و529 ريال وبلغ عدد المشاركين في المشاركات والفعاليات الخارجية من المعاقين خلال الفترة ذاتها 330 مشاركا بتكلفة 64 مليون و732 ألف و711 ريال. ويشير تقرير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن عدد المستفيدين من خدمات الصندوق في المركز الرئيسي وفروعه بلغ مطلع العام 2009م 156 ألفا و364 معاقا مقارنة 147 ألف و596 معاقا في نهاية العام 2007م من مختلف فئات الإعاقة فيما بلغت النفقات الإجمالية للخدمات والأنشطة في مجالات الرعاية الاجتماعية والتأهيل والتدريب المؤسسي والفردي 2 مليار و278 مليون و161 ألف و600ريال. وبين التقرير أن 29 ألفا و818 معاقا من الجنسين في مختلف محافظات الجمهورية استفادوا من خدمات الرعاية الاجتماعية (الفردية ) التي شملت الخدمات الصحية والعلاجية المتمثلة بإجراء العمليات الجراحية الكبرى والصغرى , وتوفير الأدوية بصورة مستمرة ومؤقتة ,وإجراء الفحوصات التشخيصية والعلاج الطبيعي ,والنطقي والوظيفي إضافة إلى المساعدات النقدية ,والعينية ,والتعليمية بتكلفة إجمالية بلغت واحد مليار و444 مليونا و421 ألفا 315 ريال. وفي جانب التدريب والتأهيل (الدعم المؤسسي ) دعم صندوق رعاية المعاقين نحو 116 جمعية ومركزا أهليا وحكوميا خلال العام 2008 -2009م في برامج التأهيل والتدريب المهني والتعليمي والثقافي والاجتماعي والرياضي والترفيهي وتوفير كافة متطلبات تنفيذ هذه البرامج والمشاريع وتمويل نفقات المشاركات الخارجية والفعاليات والندوات والمؤتمرات وورش العمل والدورات التدريبية والبطولات الرياضية المتعلقة برعاية وتأهيل المعاقين عربيا وإقليميا ودوليا بتكلفة بلغت 833 مليون و740 ألفا و285 ريال . وتجسد الاهتمام الرسمي بذوي الاحتياجات الخاصة عمليا خلال العقدين الماضين من خلال تفعيل العديد من البرامج والخطط و صدور العديد من الإجراءات التشريعية المتعلقة بالمعاقين والتي كان منها قرار تشكيل اللجنة الوطنية العليا لرعاية المعاقين برئاسة رئيس الوزراء ,وصدور قانون رعاية وتأهيل المعاقين ,وقانون إنشاء صندوق رعاية وتأهيل المعاقين , والمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة مطاع العام 2009م والتي كانت اليمن من أوائل الدول الموافقة عليها ورابع دولة عربية. وخلال الفترة ذاتها تم إنجاز الكثير على صعيد الخدمات المقدمة للمعاقين في مجالات الرعاية الاجتماعية ,والصحية والعلاجية وتوفير الأدوية وإجراء العمليات الجراحية الصغرى والكبرى محليا وخارجيا ,والعلاج الطبيعي,والأجهزة التعويضية والمعينات السمعية والبصرية والخدمات التعليمية ودعم النشاطات والفعاليات الرياضية ودعم المشاركات في المؤتمرات والفعاليات الخارجية والأولمبياد النوعية الخاصة بالمعاقين الوطنية والعربية والدولية والتي يقدمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين . الرعاية الاجتماعية : مثلت الفترة الممتدة من 2007- 2009 م توسع خارطة الحالات المستفيدة من خدمات وأنشطة صندوق الرعاية الاجتماعية بشكل كبير حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين من حالات الضمان الاجتماعي في نهاية العام 2009 إلى مليون و20 ألف و965 حالة مستفيدة منهم 547 ألف و479 من الذكور و 473 ألف و486 من الاناث يعولون نحو 4 مليون 840 ألف و179 فرد في عموم محافظات الجمهورية وبلغ إجمالي ما تم صرفه من مساعدات نقدية للمستفيدين خلال 2009 مبلغ 39 مليارو885 مليون و997 ألف و200 ريال وعلى الرغم من انخفاض عدد المستفيدين بنحو 24 ألف عنه في العام 2007 إلى أن المبلغ المنصرف في العام 2009 سجل زيادة بلغت 19 مليار و524 مليون ريال عنه في العام 2007م . ووفقا لتقرير صندوق الرعاية الاجتماعية فإن العدد الإجمالي للحالات المستفيدة من الرعاية الاجتماعية في نهاية العام 2007 وصل إلى مليون و44 ألف و78 حالة منهم 560 ألف و760 من الذكور و483 ألف و318 حالة من الاناث وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة لهم في نهاية العام 2007م 20 مليار و361 مليون و137 ألفا . ويشير تقرير صندوق الرعاية الاجتماعية إلى أن الصندوق لعب خلال العام 2009 دورا بارزا في مسار التخفيف من الفقر واستثمار فرص العمل حيث أصبح تأهيل الفقراء وبرامج الإقراض متناهي الصغر توجها دوليا ساندا درجت عليه المؤسسات العاملة في مجال التنمية كونه الأداة الأقوى والأكثر فاعلية لمكافحة الفقر. ومن هذا المنطلق ، بدء صندوق الرعاية الاجتماعية بالعمل في أوساط المؤسسات التنموية العاملة في مجال المشاريع الصغيرة والاصغر كان من ضمنها الصندوق الاجتماعي للتنمية للمساهمة في تحسين أحوال الفقراء المستفيدين من مساعدات الصندوق حيث تم تقديم قروض بيضاء متناهية الصغر للمستفيدين الذين تم تدريبهم على مهارات حرفية . وخلال الأعوام الثالثة الماضية نفذ صندوق الرعاية العديد من البرامج التدريبية التي تتوافق وتتلاءم مع رغبات المستفيدين والبيئة الاجتماعية المحيطة بهم وعقد الصندوق عدد من الدورات التدريبية في مجالات الخياطة والتطريز والحياكة وتربية النحل والمواشي بما يتناسب وطبيعة كل محافظة. ويشير تقرير الصندوق إلى أنه خلال الفترة من 2005 وحتى 2009م بلغ عدد المستفيدين المتدربين 27 ألف و398 حالة متدربة منهم 13 ألف و564 من الذكور و13 ألف و834 من الاناث من الأسر المشمولة بالضمان الاجتماعي على حرف ومهن جديدة بمبلغ 15 مليونا و380 ألفا و490 ريال بغرض تحويلهم إلى أسر تعتمد على نفسها في معيشتها . كما توسعت أنشطة صندوق الرعاية الاجتماعية في برامج الإقراض الميسر" القروض البيضاء " للأسر الفقيرة لإنشاء مشاريع مولدة للدخل ومساعدتها على زيادة دخلها وتحسين مستوى معيشتها وبما يحولها إلى أسرة فاعله ومنتجة . وجرى خلال الاعوام الثالثة الماضية إقراض عدد سبعة الاف و679 حالة مستفيدة بتكلفة بلغت ثلاثة مليارات و251 مليون و116 ألف و700 ريال توزعت تلك القروض على 27 نوعا من المشاريع شملت تربية النحل وتربية المواشي والخياطة وصيانة الهاتف والكوافير وحياكة المعاوز وكهرباء السيارات وصناعة البخور والميكانيك وصيانة القوارب والصناعات الغذائية والتمريض والنجارة ودلالة المواشي والكمبيوتر وتصوير الحفلات وصناعة الكوافي والقمريات والتسويق والتطريز والصناعات الفخارية والفضية وعسف النخيل والفخار ودباغة الجلود والأشغال اليدوية . المدير العام لصندوق الرعاية الاجتماعية منصور الفياضي أوضح لوكالة الانباء اليمنية ( سبا ) أن الصندوق حصل على تمويلات خارجية من البنك الدولي والمشروع الأوروبي لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية الهامة مثل البناء المؤسسي وكذلك مشروع إدرار الدخل ومشروع المساعدات المشروطة بكلفة خمسة ملايين يورو لتلبية احتياج ملح. ولفت الفياضي الى انه يوجد مليونين و500 ألف طالبا وطالبة خارج التعليم وهم في سن التعليم وسيعمل المشروع على تقديم مبلغ لكل طفل مقابل أنه الالتحاق بالمدرسة. وقال ان هناك مشروع المتضررين من السيول في حضرموت بكلفة 10 ملايين دولار والمشروع الطارئ للأسر الفقيرة بالاضافة إلى مشروع للأسر التي يكثر فيها تهريب الأطفال وعمالة الأطفال الذي يتم تنفيذه بين 41 ألف أسرة لمدة عام . واضاف الفياضي أنه تم خلال العام الماضي انجاز المسح الاجتماعي الوطني الأول الذي شمل مليون و800 ألف أسرة ونفذ للمرة الأولى في اليمن لمعرفة قائمة محددة بعدد الفقراء في اليمن حيث كشف البحث عن إن المساعدات تقدم لحوالي مليون أسرة وأن هناك 800 ألف أسرة خارج تغطية. واشار إلى أن نتائج البحث وضعت أمام مجلس الوزراء لإقرار الإجراءات اللازمة.
