استعرض أستاذ اللغة العربية المساعد بكلية التربية جامعة حضرموت الدكتور عبد الله بن شهاب مظاهر " الحياة الثقافية التي سادت في مدنية تريم في فترات مختلفة من التاريخ وما لعبه علمائها من دور تنويري أضاء جنبات الفكر والمعرفة على مستوى العالم الإسلامي. وأشار الدكتور بن شهاب في محاضرته اليوم على هامش معرض صنعاء الدولي ال27 للكتاب إلى حقيقة ما تميز به علماء تريم من موسوعية في جوانب العلوم والمعارف وأن كثير منهم جمعوا في تخصصاتهم بين جوانب متعددة في علوم الرياضيات، الجغرافيا، الفلك و لم تقتصر تلك التخصصات على العلوم الدينية و الشرعية دون غيرها. ولم يستثنى الأستاذ بجامعة حضرموت استعراض مظاهر الحياة الثقافية والنهضة الفكرية و المعرفية التي شهدتها تريم في فترات مختلفة حتى العصر الحاضر بفضل إسهامات علمائها ومفكريها ورجال الدين الذين صدروا أروع النماذج للعلماء الحريصين على طلب العلوم وتعليمها ونشر قيم المحبة والأخوة و التكافل في صفوف المجتمع. وعدد عبد الله بن شهاب في محاضرته عدد من القامات العلمية والشخصيات الفكرية التي اسهمت في تكوين رصيد معرفي ونبوغ فكري عبر ما صدروه من مؤلفات وأعمال لا تزال مراجع للدارسين والباحثين وأصول يعتمد عليها في حل كثير من قضايا الإسلام. وذكر من تلك الشخصيات العلامة عبد الرحمن بن شهاب، ومفتي حضرموت عبد الرحمن بن عبد الله السقاف، حسن بن علوي بن شهاب، وغيرهم. وبين دور المرأة وأثرها في إثراء الحياة الثقافية في تريم على فترات متفاوتة .. مستشهدا بما صدرته زينب أم الفقراء زوجة الفقية المقدم التي برعت في الاجتهاد وتغدية روافد الفكر الشرعي، ومواقف وإسهامات الشيخة سلطانة بنت علي الزبيدي حتى أنها لقبت رابعة حضرموت. وأشار إلى مظاهر الحياة ا لثقافية في تريم بعد الوحدة وما شهدته من طفرة في تأسيس وانتشار مراكز الابحاث والمراكز والمنتديات الثقافية والجميعات الخيرية وما لعبته الصحافة من دور في اثراء الوعي الثقافي والتعريف باسهامات و جهود تلك الجهات. وقال أستاذ اللغة بجامعة حضرموت: بعد تحقيق الوحدة انتشرت في تريم مجموعة من مراكز الأبحاث منها مركزي النور والابداع، وانشأت كثير من الجميعات الخيرية التي لها إسهام واضح في الجوانب الإنسانية كما لعبت المنتديات الثقافية التي ظهرت بعد الوحدة دورا في نشر الثقافة والنهوض بالوعي وتناول مختلف القضايا. وأثريت المحاضرة بمداخلات ومناقشات الحضور من مثقفين وباحثين اضاءات جنبات من مشاهد الحياة الثقافية لتريم ودورها الطلائعي في نشر الثقافة الإسلامية على المستوى الوطني والعالمي.