أكد أساتذة جامعيون وباحثون المكانة التاريخية لمدينة تريم ودور أبنائها في نشر الثقافة الإسلامية والدعوة إلى الدين الحنيف في كثير من بلدان العالم في ندوة فكرية عقدت أمس بتريم ضمن فعاليات الاحتفاء بها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م. ونوه المشاركون في الندوة - التي عقدتها المنظمة اليمنية للثقافة بحضور وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير - بدور علماء وصلحاء تريم في نشر الإسلام في بلدان شرق آسيا وترغيب سكانها به بالقدوة الحسنة والأخلاق الفاضلة والتعامل بالأمانة والمحبة للآخرين. وعرضت في الندوة التي أدارها علي صالح الجمرة ثلاث أوراق عمل؛ الأولى لرئيس المنظمة اليمنية للثقافة الدكتور عمر عبد العزيز بعنوان (تريم: استشراف المستقبل) أوضح فيها فضائل المدينة، وما ينتظرها من مستقبل مشرق، إلى جانب كثير من بلدان اليمن. ورأى أن أصالة المدينة جاءت نتاج التزاوج للجانب التاريخي مع الدين الإسلامي والهجرات التي اشتهر بها أهلها منذ القدم. وتوقف عمر عبد العزيز عند «مراحل الجدل الديني والمذهبي» التي انتابت الكثير من المدن اليمنية من بينها تريم في فترات مختلفة من التاريخ.. معتبراً أن التصوف كان بمثابة الإيواء الوجودي والخلاصي والديني لهذه الموجة التي اجتاحت المدينة سابقاً. وقال: ما ميز ويميز تاريخ هذه المدينة هي الإرادة السلمية والعلاقات الحسنة التي تتأسى بأخلاق الإسلام جوهراً لا شكلاً ونبذ العصبية المقيتة، وعيشها في ظل الوسطية التي نريد أن نرجعها اليوم في تعاملاتنا وحياتنا المعيشية، ويجب الوقوف ضد الخفائيين الذين يريدون نقل اليمن إلى حالة التفتيت. الورقة الثانية للأستاذ بكلية التربية جامعة حضرموت عبد الله محمد بن شهاب عن «الدور الريادي لتريم في العلوم والدعوة والجهاد» استعرض فيها المراحل التاريخية للمدينة منذ فجر الإسلام، ودور علمائها في الدعوة إلى الدين الحنيف وإثراء علومه وإسهامهم في كثير من المجالات العلمية والمعرفية. وتناول الباحث جعفر محمد السقاف في الورقة الأخيرة «الخصائص الجغرافية والنمو العمراني لمدينة تريم» من خلال التعريف بموقع المدينة ومميزاتها عن كثير من البلدان، ووصف حدودها وطبيعتها وخصائصها الجغرافية الصحراوية والسهلية وأعداد سكانها ومهن أهلها قديماً وحديثاً. وأشار السقاف إلى نهج مدينة تريم الديني الذي اتسم بالتصوف، وكذا علمائها الذين كان لهم فضل في تعليم علوم الشريعة ونشر الإسلام إلى كثير من بلدان العالم، وأغنيائها وعملاتها القديمة التي كانت متداولة في ذلك العهد.