استعرض استاذ التاريخ الإسلامي المساعد بكلية الآداب بجامعة حضرموت الدكتور محمد يسلم عبد النور مظاهر " الحياة العلمية في مدينة تريم في الفترة بين القرنين السابع والعاشر الهجري" في محاضرة القاها اليوم على هامش معرض صنعاء الدولي ال27 للكتاب . وبين عبد النور في المحاضرة التي حضرها وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي الأثار والنتائج التي اسفرت عن الحركة العلمية والمعرفية والدور التنويري الذي قام به علماء تريم في نشر الدعوة الاسلامية في المدن اليمنية والمدن التي هاجروا إليها ووصل إليها أثارهم المعرفية والحضارية. وتناول استاذ التاريخ مظاهر العلاقات التي سادت بين طلاب العلم مع بعضهم والعلاقات بين العلماء والطلاب وما اتسمت به من مظاهر المحبة والاحترام والعطف و التعاون والتكافل، و طبيعة الظروف التي كان يعشونها في مشوار التحصيل العلمي. وركز الدكتور محمد عبد النور على التعريف بالمؤسسات التعليمية التي كانت سائدة في تلك الفترة وما ساد في تريم من مذاهب انحصرت بالمذهب الشافعي، ومراحل التعليم . وأشار إلى مكونات العملية التعليمية التي اعتمدتها مدارس تريم في تلك الحقبة والمؤلفة من مرحلتين تبداء بمرحلة التعليم الأولى وينحصر في المعلامات والزوايا والمساجد، وتنتهي بالمرحلة العليا تتم عبر التعليم في بيوت العلماء. وذكر أن المرحلة العليا تميزت بتدريس كتب عدد من الأئمة والعلماء أمثال كتب الشيرازي، الأمام النووي، بن حجر، وكتب الحديث، والسيرة، ومؤلفات ابن جني في اللغة العربية وغيرها. وتطرق المحاضر عبد النور إلى الأثار العلمية لمن أسماهم ب" المرتحلون" وهم من كانوا يقصدون العلم بالارتحال من تريم إلى مدن اليمن والمدن العربية وبلدان شرق آسيا أو من يفدون إليها بقصد التزود والتتلمذ على يد علمائها والارتشاف من مناهل مدارس تريم المختلفة. وأثريت المحاضرة بمداخلات ومناقشات الحضور من باحثين ومثقفين ومهتمين بالدور الحضاري والمعرفي لمدينة تريم في التاريخ الإسلامي.