عبّر رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع عن تشاؤمه من إمكانية أن تؤدي المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى نتائج عملية نتيجة السياسات الإسرائيلية العدوانية. ونفى قريع في محاضرة ألقاها الليلة الماضية بالقاهرة أن تكون المفاوضات الماضية لم تتطرق لقضية الاستيطان، وقال: إن الاستيطان ظل دائما نقطة رئيسية للحديث، مع التأكيد على أنه مبدأ غير شرعي. ولفت إلى أن مصر فاوضت وحصلت على الأرض مع تدمير المستوطنات، وخلال المفاوضات الماضية تم التأكيد على أن الاستيطان عملية غير شرعية، وفي مفاوضات أوسلو تم النص ببند واضح على الاستيطان بالقول إنه لا يجوز لأي من الطرفين القيام بأي أعمال أحادية على الأرض، في إشارة إلى المستوطنات. وأشار إلى أن الخيارات الفلسطينية الآن مفتوحة، مذكرا بأن الرئيس محمود عباس تحدث عن خيارات في مقدمتها الذهاب إلى مجلس الأمن، مضيفا: وإذا فشل هذا الخيار فليتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية، وطلب وصاية دولية. لكنه أشار إلى أن الخيار الأول الآن هو المصالحة الفلسطينية، وتوحيد الصف الفلسطيني. كما أضاف: القضية الفلسطينية الآن تمر بمرحلة في منتهى الدقة والصعوبة، ومنعطف خطير، وربما لا أبالغ إذا قلت إنه من أخطر المنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية. واعتبر قريع أن الوضع الفلسطيني الداخلي ليس بأحسن أحواله، وقال: لا يجوز أن يظل الانقسام قائما ونحن نواجه هذه الحملة الإسرائيلية الشرسة، فجبهتنا الآن مفككة، وبالتالي الوضع ليس في أحسن أحواله، ويجب إنهاء الانقسام أولا والاتفاق على برنامج سياسى واحد، مشيرا إلى أن أطرافا إقليمية (لم يسمها) مرتاحة للانقسام الفلسطينى، كما أن هناك أطرافا دولية مرتاحة لهذا الانقسام. وحول الهدف من تمسك حكومة نتانياهو بيهودية الدولة، قال قريع: إنهم يريدون التأكيد على صحة الرواية الصهيونية بأن هذه الأرض هي أرض إسرائيل، وإسقاط الرواية الفلسطينية العربية، وهنا يكمن الخطر. وأشار إلى أن هذا ليس هو الطلب الأول، "ففي مؤتمر أنابوليس الذي رعاه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش فوجئنا بأن الجانب الأمريكي ينحاز إلى الطرح الإسرائيلي وقتها بالحديث عن دولتين، دولة يهودية إسرائيلية ودولة فلسطينية، إلا أن الوفد الفلسطيني رفض هذه المسميات، وعطلنا وقتها المؤتمر لأكثر من ساعة رفض خلالها الوفد الفلسطيني الخروج للقاعة التي كان بها 50 دولة إلى أن تم تجاوز هذا البند.