بدأت في عدن اليوم الاثنين اعمال الندوة الاقليمية حول التقييس ودوره في دعم الصناعات الوطنية وحماية المستهلك، بمشاركة 122 مشاركا من اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي ورجال المال والاعمال والجهات ذات العلاقة. وتناقش الندوة التي تنظمها على مدى ثلاثة ايام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجية ، المواضيع المتعلقة باهداف التقييس ومبادئه ومستوياته والمنظومة التشريعية الخليجية للتحقق من المطابقة اضافة الى تعزيز المشاركة في التقييس الخليجي والاهمية الوطنية والاقليمية والدولية لعملية تطوير واعداد المواصفات. ويتناول المشاركون في جلسات الندوة دور المواصفات والاعتماد في دعم الصناعات الوطنية وحماية المستهلك وادلة العمل الفني وكيفية تقويم المطابقة وسلسلة المواصفات الدولية الايزو ومفهوم علم القياس (المترولوجيا) واشكالها القانونية والصناعية والعلمية ودورها في تطوير الصناعات الوطنية وضبط مواصفات المنتجات والحد من المنتجات غير المطابقة اضافة الى العوامل التي تؤثر على قيام جودة المنتجات الصناعية الوطنية . وقد رحب وكيل محافظة عدن لقطاع الاستثمار وتنمية والموارد احمد احمد الضلاعي في افتتاح الندوة بالمشاركين في الندوة من دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا الى ان انعقاد الندوة في عدن ياتي في اطار التكامل الاقتصادي وعمق العلاقات الثنائية والاستراتيجية بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي . وأكد الضلاعي " ان المواصفات تلعب دورا مهما في ادارة العلاقات والحراك التجاري بين اليمن واشقائه في دول الخليج وفي حماية المستهلك من السلع المغشوشة وتحمي المنتج المحلي من السلع المنافسة في السوق". من جانبه قال مدير الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة رئيس الدورة الحالية لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون الخليجي المهندس احمد البشة :" ان العام الجاري ياتي والهيئة اليمنية للمواصفات تنتقل لمرحلة جديدة من الاداء والتطور ومواكبة المتغيرات المحيطة على الصعيدين المحلي والعالمي ". واضاف البشة " ان الهيئة تقوم بتنفيذ اهدافها التي ترتكز على حماية صحة وسلامة المستهلك والسلامة العامة وحماية البيئة والمحافظة على الاقتصاد الوطني وتنمية قدراته ومنع ممارسات الغش والتقليد ونشر مفاهيم المواصفات ونموذج الثقافة الاستهلاكية ونشر مفاهيم المواصفات والمقاييس ونظم الجودة وتوضيح اهميتها وفوائدها والعمل على دعم وتشجيع وحماية الصناعة والمنتج الوطني ومنحه فرصة للمنافسة في الاسواق المحلية والخارجية" . ولفت الى ان الهيئة تعمل على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية واولويات الحكومة على التعاطي وبشكل جدي بالتركيز على الوسائل والنظم الحديثة والاستفادة من خبرات الهيئات المماثلة . واشار الى ان تنظيم هذه الندوة والدورة المصاحبة لها يأتي تجسيدا لاهتمام الهيئتين الخليجية واليمنية بهذه القضايا وثمرة من ثمار انضمام اليمن الى الهيئة الخليجية الذي تحقق العام الماضي.. لافتا الى العلاقة المتينة التي تربط اليمن باشقائه في مجلس التعاون . واكد " ان انعقاد هذه الندوة في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن تأكيدا على مكانة هذه المدينة العريقة ولما تتمتع به من فرص استثمارية ومزايا اقتصادية وثقافية وسياحية". ونوه البشة باهتمام الهيئة اليمنية بمحافظة عدن من خلال اعطاء فرع الهيئة في عدن اهتماما خاصا وافتتاح مكاتب في كل من مينائي رصيف المعلا والمنطقة الحرة ومطار عدن وانشاء مختبر خاص بفحص الحبوب في ميناء عدن ..مشيرا الى ان الهيئة قامت منتصف العام الماضي بوضع لبنات تجهيز مختبر خاص بالسلامة العامة وتزويده بالاجهزة والمعدات والذي سيعطي اضافة نوعية للمحافظة كما سيقدم خدماته لكافة الاطراف ذات العلاقة. وتابع بقوله ان الهيئة تسعى حاليا لتنفيذ باقي مراحل المشروع وانشاء مبنى مع مختبر متكامل بالمحافظة خلال الخطة الخمسية الرابعة بالاضافة الى توفير الكوادر الفنية والمختصة وتأهيلها في مختلف المجالات المتعلقة بانشطة التقييس والعمل على تعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية. واردف ان مشاركة القطاع الخاص يؤكد حرصه على تمتين وتقوية الشركة الاستراتيجية بما يسهم في حماية المستهلك ودعم التنمية والصناعة واقتصاديات الدول الاعضاء بالمنطقة. من جهته عبر الامين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور انور يوسف العبدالله عن تهانيه لمرور عام على عضوية اليمن في هيئة التقييس الخليجية وترأسها للدورة الحالية ولاجتماعات المجلس الفني واللجان التوجيهية والفنية. وقال العبدالله ان الجميع على ثقة تامة بان ترؤس اليمن لهذه الدورة هو قيمة مضافة للعمل المشترك وسيعطي دفعة للارتقاء بعلاقات التعاون والتكامل بين الدول الاعضاء في مجال التقييس والبنية التحتية للجودة والانشطة المرتبطة به والداعمة له. واضاف " انه لمن حسن الطالع ان يتزامن بدء رئاسة الجمهورية اليمنية لهيئة التقييس من مطلع هذا العام مع اطلاق المنظومة التشريعية لضبط المنتجات في السوق الخليجية المشتركة والتطبيق الالزامي لها على منتج لعب الاطفال لضمان توفر المتطلبات الاساسية للسلع المصنعة والمتبادلة والمستوردة فيما يختص بالصحة والسلامة والامان والبيئة اضافة الى تزامن هذه الرئاسة مع انطلاق التجمع الخليجي للمترولوجيا واصدار الهيئة لاول شهادة مطابقة الكترونية وختمها بختم الكتروني مشفر ". ولفت العبدالله الى ان هذه الخدمة الجديدة ستسهم في اختصار الكثير من الوقت والقضاء على امكانيات تزوير هذه الشهادات اوتغيير مضمونها، مؤكدا ان فترة رئاسة اليمن لهيئة التقييس ستكون حافلة بالعمل والكثير من المهام والانجازات في الهيئة. واشار الى انه سيتم خلال هذا العام تصديق الدول الاعضاء على نظام القياس الموحد الذي يهدف الى ضمان صحة ودقة القياس التي تجري على مستوى الدول الاعضاء ويمهد الطريق الى ابرام اتفاقيات الاعتراف المتبادل ويسهل التبادل التجاري . وتابع المسؤول الخليجي قائلا " كما ستشهد فترة رئاسة اليمن توقيع الدول الاعضاء على اتفاقية انشاء مركز الاعتماد الخليجي وبدء تاسيسه تمهيدا لتشغيله والبدء في تقديم خدمات الاعتماد المتنوعة وباصدار عدد من النظم الالكترونية الجديدة التي ستدعم تطبيق وتفعيل البنية التحتية للجودة في الدول الاعضاء اضافة الى اتفاق دول الاعضاء على الية الاعتراف المتبادل لعلامات وشهادات المطابقة والجودة مما يسهم في اتساع التبادل التجاري البيني للسلع والمنتجات وكذا التطبيق الثاني للمنظومة التشريعية لضبط المنتجات على الاجهزة الكهربائية المنزلية ذات الجهد المنخفض". واستعرض الامين العام لهيئة التقييس بدول مجلس التعاون الخليجي ملامح استراتيجية الهيئة التي تعمل بشكل اساسي على تحقيق حزمة من الاهداف الاستراتيجية ابرزها العمل على اصدار اكبر عدد ممكن من المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية للسلع والمنتجات واصدار التشريعات والانظمة والقوانين التي تسهم في الارتقاء بالبنى التحتية للجودة والعمل على توثيق التعاون الفني مع المنظمات والهيئة والجمعيات الدولية المناظرة. واكد ان هذه الوسائل من شانها تحقيق عدد من النتائج الايجابية في التفييس والمواصفات وضبط الجودة ، معربا عن عزم هيئة التقييس الخليجية احداث تقدم مشترك بين الدول الاعضاء خلال هذا العام فيما يتعلق بكود البناء الموحد للارتقاء بجودة البناء في المنطقة وتعزيز قدرته على تحقيق سلامة البيئة والانتهاء من اعداد استراتيجية جديدة وطموحة للهيئة. بدوره اكد المدير العام للشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال نشوان علي محمد سعيد اهمية الندوة في تعزيز التعاون المشترك في مجال التقييس والارتقاء به الى افاق اوسع والخروج بقرارات تسهم في رقي الصناعات العربية الى مصاف الصناعات العالمية. واشار الى ان انعقاد هذه الندوة يعد تجسيدا واقعيا للعلاقة المتميزة بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز مبدأ الشراكة بين الهيئات الرسمية المعنية بحماية المستهلك والقطاع الخاص من جهة اخرى . وكان قد تخلل حفل افتتاح الندوة تبادل الدروع والتروس التذكارية بين هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة والشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال وقيادة محافظة عدن.