بدأت اليوم الاحد في العاصمة المصرية أعمال مؤتمر العمل العربي في دورته ال 38 الذى تنظمه منظمة العمل العربية بمشاركة وزراء العمل العرب، و370 مشاركا يمثلون منظمات العمال وأصحاب الأعمال والحكومات في البلاد العربية. ورأس وفد الجمهورية اليمنية إلى أعمال المؤتمر وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة امة الرزاق حمد. ويناقش المؤتمر الذي تنظمه منظمة العمل العربية دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دعم مشروعات التوظيف ومكافحة البطالة باعتبار أن هذه المشروعات هي قاطرة التنمية خلال الفترة المقبلة. كما يبحث وزراء العمل والشؤون العرب خلال المؤتمر قرارات وتوصيات مجلس ادارة المنظمة ومتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر العمل العربي السابق الدورة ال37 لمؤتمر العمل العربي التي عقدت في المنامة العام الماضي. ويتابع المشاركون تطبيق اتفاقيات وتوصيات العمل العربية وآثار الأزمة الاقتصادية على القوى العاملة الوطنية والعربية والموقف المالي لمنظمة العمل العربية الحوار الاجتماعي من أجل تنمية مستدامة. وأكد المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان في كلمة له أمام الدورة ال38 لمؤتمر العمل العربى بالقاهرة أن قضايا التشغيل جديرة بأن تتصدر أولويات العمل خلال الفترة القادمة بعد أن أصبحت قضية البطالة من القضايا المسكوت عنها فى الدول العربية إيثارا للسلامة أو باعتبارها عرضا من أعراض النمو لحين جنى ثمار التنمية. ولفت لقمان إلى أن البلدان العربية أعطت الأمن الداخلي أولوية على حساب التشغيل رغم أنه من أهم مقومات البطالة وبرغم الوعود والشعارات العديدة..موضحا أن العقد العربي للتشغيل لم يحقق أهدافه بسبب استمرار تأثير الأزمة الإقتصادية العالمية والأحداث التى تشهدها المنطقة العربية. وأضاف أن المنظمة أطلقت العديد من التحذيرات خلال منتدياتها ومؤتمراتها السابقة حول البطالة وضرروة وضع أولويات التشغيل ضمن برامج التنمية باعتبار أنها من أسباب تفجر الثورات العربية. وطالب لقمان بزيادة الاهتمام بوزارات العمل في البلدان العربية وبتعديل مضامين التنمية لإحداث توازن بين البعدين الإقتصادى والإجتماعى ومراجعةالتشريعات العمالية والنقابية والحفاظ على فرص المساهمة الاقتصادية للمرأة وتطوير القطاع غير المنظم. من جانبه أكد رئيس مجلس إدراة المنظمة ووزير العمل البحريني جميل حميدان في كلمته أمام المؤتمر أن محاربة البطالة والفقر من أهم أولويات التنمية بالدول العربية فى ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية مطالبا بتفعيل قرارات إيجاد فرصة عمل لأبناء المنطقة العربية الذين دفعتهم البطالة لأحضان اليأس والبؤس والإحباط. بدوره أعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف أن أمن الدول العربية خط أحمر لن يسمح بتجاوزه مطالبا بتوحيد الصفوف بين العالم العربى لمواجهة المتغيرات الجديدة. ودعا شرف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير القوى العاملة والهجرة المصري أحمد البرعى أمام المؤتمر إلى دعم التعاون الاقتصادى بين الدول العربية لإقامة تكتل اقتصادي عربى يسمح بتنقل الأموال. وقال البرعي يجب إنشاء جهاز عربى على مستوى رفيع يعهد إليه بمهمة التنمية البشرية من أجل التكامل الإقتصادى وأن يكون هذا الجهاز ملحقا مباشرة بالقمة العربية. وأوضح إن هذا الجهاز يختص بدراسة كيفية حل مشاكل البطالة عن طريق حرية تنقل الأيدى العاملة بين الدول العربية وإزالة كل النظم والعوائق التى تقف حائلا دون التكامل في هذا المجال خاصة النظم والقوانين التي تحول دون تحقيق هذا التكامل المتعارض مع مبادىء حقوق الإنسان والمؤكدة عليها المواثيق الإسلامية والعربية والدولية والتى تتنافى مع الاتفاقيات الدولية والعربية المصادق عليها من الدول العربية. وأضاف أن التنمية البشرية في أنحاء العالم المتقدم استندت على عدد من الثوابت يجب على العالم العربي تحقيقها أهمها وضع حدود دنيا للأجور دون تفرقة بسبب الجنس أو الجنسية أو العرق أو الأصل الإجتماعى ووضع نظم للحماية الاجتماعية خاصة نظم للتأمينات الإجتماعية تكفل الحياة الكريمة للعامل إذا ألم به مصاب أفقده القدرة على العمل واحترام الحقوق الفردية وعلى الأخص الحرية النقابية للعمل ولأصحاب الأعمال كي تكون السبيل إلى قيام علاقات العمل على أساس الحوار الاجتماعي وتحقيق مبدأ الثلاثية. ودعا البرعي المشاركين في المؤتمر إلى تفعيل العمل العربي المشترك لتحقيق الوحدة الاقتصادية العربية من أجل التكامل التام في تحقيق التنمية الشاملة وعلى الأخص التنمية البشرية في الأمة العربية.