فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح "بشكل دائم" للمرة الأولى منذ أربع سنوات. وسمحت مصر بعبور نحو 300 من سكان غزة إلى أراضيها خلال الساعة الأولى لفتح المعبر، فيما رفضت السلطات المصرية عبور 23 شخصاً فقط بسبب مخاوف أمنية. ومن المقرر أن يعمل معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة، ستة أيام أُسبوعياً بدلاً من خمسة، كما تقرر أن يعمل ساعتين إضافيتين كل يوم. وقال غازي حمد مسؤول ملف الاتصال مع الجانب المصري في الحكومة الفلسطينية المقالة "اليوم طويت صفحة طويلة من التضييق والإغلاق وهذه فرصة كبيرة لسفر أعداد كبيرة من الناس". وأضاف أن فتح المعبر "سيوفر أجواء إيجابية وفرحة كبيرة لدى الموطنين بعد سنوات الحصار والتضييق الصعبة". ورأى أن "قرار مصر فتح معبر رفح بشكل دائم يأتي كثمرة من ثمار التغيير في مصر والمصالحة الفلسطينية". وأكد انه لا تخوف من أي عمليات تهريب أو أعمال غير قانونية، مشيرا إلى أن هذه المخاوف "فزاعة تستخدمها إسرائيل إذ عمل المعبر خلال السنوات الأربع وفقا للقانون والمواصفات الدولية وأجريت بعض التعديلات للتحسين". وأكد حمد أن الجانب الفلسطيني سيتعاون مع الجانب المصري لضمان السلاسة والدقة في تنفيذ الإجراءات الجديدة، معرباً عن أمله في أن يتمكن ألف شخص من عبور المعبر يومياً. ويقول الفلسطينيون إن الخطوة المصرية دليل على بداية عهد جديد في العلاقات الفلسطينية المصرية. وفي السياق، رأى القيادي في حركة «فتح» نبيل شعث، الذي يزور قطاع غزة حالياً، أن تخفيف إجراءات السفر جاء نتيجة للمصالحة التي جعلت مهمة القاهرة أسهل لأنها تتعامل الآن مع جهة فلسطينية واحدة. هذا وقد قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة بالحكومة الإسرائيلية، إن فتح معبر "رفح" من جانب مصر بصورة يومية، يأتي خلافا لاتفاقات السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل ب "كامب ديفيد" عام 1979. وأضافت المصادر الإسرائيلية في تصريحات خاصة للإذاعة العامة الإسرائيلية، أن تل أبيب تخشى من أن يستخدم المعبر لتسلل عناصر "إرهابية" إلى قطاع غزة، ما لم تخضع حركة العبور لأي مراقبة دولية. وأشارت المصادر الإسرائيلية، إلى أن فتح معبر رفح في أعقاب قرار أحادى الجانب اتخذته السلطات المصرية يحملها المسئولية عن ضمان الأمن ومنع أي نشاط إرهابي. من جانبه أعتبر النائب بالكنيست "دانى دانون"، عن حزب الليكود اليمني، أن قرار مصر فتح معبر رفح بصورة دائمة يدل على فشل خطة الانفصال الإسرائيلية عن قطاع غزة. وقال دانون، إنه في حال قيام دولة فلسطينية بالضفة الغربية ستتكرر هذه المشاهد في معابر "غور الأردن" أيضاً. بينما قال النائب "ناحمان شاى" من حزب "كاديما "، إن فتح معبر رفح يُعد فشلاً لحكومة "بنيامين نتانياهو" التي فقدت الدعم الدولي لسياسة عزل حماس. ورأى نائب الكنيست أن الأفضل لإسرائيل في الظروف الراهنة الإعلان عن رفع الحصار عن غزة كونه لم يعُد مجدياً.