أكدت الجامعة العربية اليوم أن بيان اللجنة الرباعية الدولية الأخير، حول مسيرة السلام في الشرق الاوسط، غير كاف وليس بإمكانه إحداث اختراق بعملية السلام. واعتبرت الجامعة في بيان صحفي اليوم الجمعة، أن اللجنة في بيانها أثبت عدم قدرتها على الدفاع عن القانون الدولي ودفع مسيرة سلام ذات مصداقية دون الانحياز لسياسة الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت الجامعة العربية 'قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة'، أن بيان الرباعية قد صدر في وقت مهم على هامش استحقاق سبتمبر، وتقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في إطار الأممالمتحدة، إلا أن إسرائيل ردت بعنجهية على الرباعية الدولية من خلال الإعلان عن بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في أحياء القدس الشرقية، مما يمثل استهتارا بالشرعية الدولية. وقال البيان: هذا يؤكد صحة تصريح الرئيس محمود عباس بأن الجانب الفلسطيني لن يعود إلى المفاوضات قبل وقف جميع الأنشطة الاستيطانية والاتفاق على مرجعية واضحة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية وعلى جدول زمني لترتيبات انسحاب قوات الاحتلال وتفكيك المستوطنات في إطار حل شامل ومتوازن لجميع القضايا المطروحة على جدول أعمال مفاوضات الوضع الدائم. واعتبرت الجامعة أن البيان المذكور يشكل محاولة للالتفاف على الطلب الفلسطيني في الاممالمتحدة دون ذكر الطرف الذي أعاق عملية السلام من خلال الإمعان في سياسة فرض الأمر الواقع وتصعيد سياسة الاستيطان الإسرائيلية التي اوصلت مسار المفاوضات إلى أفق مسدود ولم تبقي أرضا للفلسطينيين للتفاوض بشأنها، وبما يسمح بتحقيق رؤية الدولتين، وخاصة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة. ونبهت الجامعة العربية الى أن إسرائيل لم تعر أي اهتمام للموقف الدولي المشغول بانعقاد الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقلقه على مسار عملية السلام، وقد 'كان أولى بالرباعية الدولية أن تؤكد على الإجراءات أحادية الجانب التي تمارسها إسرائيل باستمرار وبطريقة منهجية، بل كان الأولى بالرباعية الدولية أيضًا أن تساند التوجه الفلسطيني في الأممالمتحدة خدمة للسلام ولتحقيق رؤية الدولتين'. وأكدت جامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة) أهمية أن تراجع اللجنة الرباعية سياساتها ومواقفها وتظهر الحزم واتخاذ سياسات عقابية لوقف الاستيطان تماما كما جاء في خريطة الطريق التي تضمنها قرار مجلس الأمن 1515. وأوضحت أنه انطلاقًا من هذه المعطيات فإن مبعوث الرباعية الدولية توني بلير لم يقم بما هو مطلوب منه وبصورة تعطي أعمال الرباعية المصداقية المطلوبة والأمانة، واتخاذ موقف جدي وعملي اتضح أنه لا مفر منه لمواجهة إجراءات إسرائيل أحادية الجانب، التي دفعت السلطة الوطنية للتوجه إلى الأممالمتحدة ووضع ملف القضية الفلسطينية وديعة لديها، ذلك أن الرباعية الدولية ممثلة ب بلير أثبتت عدم قدرتها على الدفاع عن القانون الدولي ودفع مسيرة سلام ذات مصداقية دون الانحياز لسياسة الاحتلال الإسرائيلي. وكانت اللجنة الرباعية الدولية أصدرت منذ عدة أيام، بيانا دعت فيه إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال أربعة أسابيع على أن يتم التوصل لاتفاق سلام نهائي مع نهاية العام المقبل. وحثت اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، الإسرائيليين والفلسطينيين، على 'التخلي عن العوائق الحالية واستئناف المفاوضات الثنائية المباشرة دون أي تأخير أو شروط مسبقة'.