توعدت تركيا اليوم الجمعة بفرض عقوبات اضافية على فرنسا رداً على تبني البرلمان الفرنسي قانوناً يجرم انكار رواية ابادة الارمن على ايدي الاتراك خلال الحرب العالمية الاولى . وقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو في اجتماع مع السفراء الاتراك المعتمدين في الخارج، ان مزيداً من العقوبات ضد فرنسا سوف تلي تلك العقوبات التي اعلنها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يوم امس . واضاف اوغلو " ان العقوبات ستكون اشد، مالم يقم الفرنسيون بتصحيح الخطأ الذي ارتكبوه " .. معتبراً القانون الذي تم اقراره يشكل " عبئاً " على العلاقات بين تركيا وفرنسا . ولفت الى ان تركيا " باتت دولة قوية ولم تعد كما مضى، تطيع ما يقال لها " .. مؤكداً ايضاً ان بلاده " لن تستسلم للضغوط ولن تذعن لمثل هذه المحاولات " . ويأتي رد فعل تركيا في اعقاب اقرار البرلمان الفرنسي يوم امس لمشروع قانون يدين بالسجن لعام واحد وبغرامة مالية تقدر ب 45 الف يورو لكل من ينكر الابادات الجماعية ومنها ما سمي بابادة مليون ونصف مليون ارمني على ايدي الجيش العثماني في العام 1915م . وفي اول رد لها على هذه الخطوة، سحبت الحكومة التركية سفيرها من باريس وجمدت العلاقات والتمارين والتدريبات العسكرية معها، بالاضافة الى الغائها الاجتماعات السياسية والاقتصادية بين البلدين . ويتطلب نفاذ القانون موافقة مجلس الشيوخ الفرنسي وتصديق الرئيس نيكولا ساركوزي الذي سبق وان اعرب الشهر الماضي خلال زيارته لارمينيا تأييده لمثل هذا القانون اذا ما تم طرحه في البرلمان الفرنسي . كما ورفضت تركيا وبشدة رواية ابادة الارمن على اعتبار ان رقم الضحايا مبالغ فيه ولايتعدى 200 ألف شخص، من بينهم اتراك قتلوا في نطاق حرب اهلية شهدتها الاجزاء الشرقية من تركيا . واعتبرت الرواية حجر عثرة امام تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا برغم توقيع البلدين بروتوكولين في عام 2009م لانهاء قطيعة دامت بين البلدين المتجاورين عقدين من الزمن .