عقد مجلس الوزراء اجتماعا له اليوم برئاسة رئيس المجلس الأخ محمد سالم باسندوة، ناقش خلاله عدد من القضايا والمواضيع المدرجة على جدول أعماله. ووقف المجلس في مستهل الجلسة وقفة حداد قرأ خلالها الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار من أبناء القوات المسلحة والأمن الذين سقطوا اليوم في الحادث الإرهابي الغادر الذي استهدفهم بميدان السبعين بصنعاء وهم يؤدون البروفات النهائية استعدادا للعرض العسكري المقرر إقامته بمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الوطني الثاني والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م .. معربا عن أحر تعازيه ومواساته لأسر الشهداء، واستنكاره الشديد لهذا العمل الإرهابي الغادر الذي ينم عن انحلال أخلاقي وقيمي وديني لدى مرتكبيه ومن خططوا له. وأكد المجلس حرصه على توفير الرعاية الكاملة لأسر الشهداء الأبطال، وإنها ستكون محل العناية والاهتمام على الدوام من قبل الدولة.. سائلا الله العلي القدير أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين والذين سيحظون بالعلاج الكامل وبكافة أوجه الرعاية الطبية حتى يتماثلوا للشفاء. كما ترحم المجلس على أرواح كافة الشهداء من رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء والأبرياء الذين كانوا ضحية مثل هذه الاعتداءات الهمجية والإجرامية، إلى جانب أولئك الأبطال الميامين واللجان الشعبية بمحافظة أبين الذين يسطرون أروع التضحيات دفاعا عن الوطن وتخليصه من شرور الإرهاب وعناصره ومن يقفون ورائها. وأكد مجلس الوزراء أنه وبالرغم من الألم والفاجعة والحزن الشديد على هؤلاء الأبرياء من شهدائنا الأبرار، فان مثل هذه الأعمال لن تثني القيادة السياسية والحكومة عن مواصلة نهجها في ترسيخ الأمن والاستقرار، وإفشال كافة المخططات الرامية إلى إشاعة العنف والفوضى في البلاد، بما في ذلك الاستمرار في التصدي الحازم للعناصر الإرهابية وصولا إلى اجتثاث هذه الآفة وتطهير اليمن من شرورها. ووجه الجهات المعنية بالتحقيق الفوري والسريع لكشف كافة ملابسات هذا الحادث الإجرامي والإرهابي ومن يقفون ورائه وإعلان ذلك للرأي العام. و أكد مجلس الوزراء على أهمية التسريع بعملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بما من شانه توحيد جهودها والعمل برؤية واحدة وخطة متناسقة لمواجهة قوى الإرهاب والعدوان والشر ودحرها وهزيمتها وبما يكفل استعادة الاستقرار والأمن والسكينة العامة. مشيرا إلى أن هذا الهدف سيكون أولوية رئيسية للحكومة في عملها خلال هذه الفترة وبالتعاون الفاعل مع لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، بما في ذلك إنهاء المظاهر المسلحة في العاصمة وكافة المدن اليمنية الأخرى. وشدد المجلس على المسؤولية الجماعية والتضامنية لجميع أبناء الوطن والوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه العناصر التي تحاول النيل من امن واستقرار الوطن وعرقلة العملية الانتقالية. داعيا الجميع إلى التحلي بالحيطة والحذر والتفاعل مع جهود الدولة لمكافحة مثل هذه الأعمال الإجرامية التي ينبذها شعبنا وديننا الإسلامي الحنيف وكافة الشرائع السماوية. ولفت إلى ما يمثله الإرهاب وأعمال العنف من أخطار وتداعيات على الأمن والسلم الاجتماعي وعلى حاضر ومستقبل الوطن، وكذلك على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. مشيرا إلى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في دعم جهود الحكومة لاستئصال شافة الإرهاب وكذا مواجهة العراقيل التي يصطنعها البعض في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة، بما يمثله ذلك من أهمية ترسيخ الأمن والاستقرار وإخراج اليمن من أوضاعه الراهنة. وجدد مجلس الوزراء التأكيد على أن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الرادعة لاستئصال شافة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره، وتقديم كل الدعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها على الوجه الأمثل لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء على آفة الإرهاب. وحث أصحاب الفضيلة العلماء وخطباء المساجد والمرشدين ورجال الفكر والثقافة على التوعية بخطورة مثل هذه الأعمال الإرهابية وإيضاح حقائق الدين الإسلامي العظيم التي تدحض التطرف والإرهاب وتحرم وتجرم إزهاق النفوس البريئة. ولفت المجلس إلى أن تزامن هذا العمل الإجرامي الغادر مع احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالعيد الوطني الثاني والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية هو محاولة يائسة وفاشلة لإفساد فرحتنا بهذا العيد، ووقف دوران عجلة التغيير نحو بناء وطن آمن ومستقر، موحد ومزدهر. وقد رفع مجلس الوزراء برقية تهنئة إلى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والى كافة أبناء شعبنا اليمني الأبي بمناسبة العيد الوطني الثاني والعشرين للجمهورية اليمنية. وأشارت البرقية إلى الدلالات العظيمة للاحتفاء بقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق وحدة الوطن التي طوت صفحة مظلمة من عهود التشرذم والتشطير، ومثلت انتصارا للإرادة الشعبية ووفاء لشهداء الثورة اليمنية الذين ناضلوا من اجل تحقيق هذا الهدف السامي. ولفت مجلس الوزراء إلى أن حلول هذه المناسبة الوطنية العظيمة مع ما تشهده البلاد من أوضاع استثنائية على طريق التغيير الشامل، يعد فرصة لتقييم وتصحيح كافة الأخطاء ومعالجة الاختلالات، بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره. مؤكدا أن هذه المناسبة تمثل محطة هامة ينبغي الوقوف أمامها، ومراجعة بعض الأطراف لمواقفها بتحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن العليا، والحرص على وحدة اليمن أرضا وإنسانا. وأشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل المرتقب والذي من شأنه وضع الحلول الكفيلة بمعالجة كل القضايا والمشكلات على الساحة الوطنية، وفي مقدمة ذلك القضية الجنوبية العادلة بامتياز وقضية صعدة، تمهيدا للانطلاق صوب تحقيق النهضة المنشودة التي تلبي تطلعات وطموحات كافة مكونات المجتمع اليمني. وأعتبر مجلس الوزراء في البرقية الوحدة اليمنية رمز العزة والقوة لليمن والصفحة المشرقة في تاريخه الحديث.. راجيا من الله العلي القدير أن تعود على الشعب اليمني هذه المناسبة العزيزة وقد تجاوز كافة المشاكل والتحديات، و ينعم أبنائه بالأمن والاستقرار والرخاء.