أكد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة دعمه القوي والمستمر للمرأة اليمنية، بما يدفع قدما بدورها الحيوي، وتأكيد حضورها الفاعل كشريك أساسي في صنع الحاضر وبناء المستقبل باعتبارها نصف المجتمع. ولفت الأخ رئيس الوزراء لدى حضوره اليوم بعدن المؤتمر المحلي للمرأة بمحافظة عدن تحت شعار "نحو مشاركة فاعلة للمرأة في بناء الدولة المدنية الحديثة"، إلى أهمية المشاركة الفاعلة للمرأة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل لطرح رؤيتها وطموحاتها للدور الذي يمكن أن تضطلع به في كافة المجالات كشريك في بناء اليمن الجديد والدولة المدنية المنشودة، منوها بالدور الذي لعبته المرأة في الفترة الماضية، خاصة في محافظة عدن ومشاركتها في الحركة الوطنية وفي مقدمة مسيرة النضال. وأشاد الأخ باسندوة بمبادرة المرأة في عدن لعقد هذا المؤتمر للنقاش والخروج برأي موحد حول القضايا والرؤى التي سيتم طرحها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكدا أن ذلك يصب بشكل أساسي في خدمة تطلعات المرأة في المشاركة الفاعلة بصياغة حاضر ومستقبل الوطن، ووضع الحلول الناجعة لقضايا اليمن وفي مقدمتها القضية الجنوبية العادلة بامتياز. وأشار رئيس الوزراء إلى المكانة التي تحظى بها محافظة عدن في قلوب جميع اليمنيين، وحرص الحكومة على رفع كافة أشكال المعاناة عن أبناء المحافظة وفي مقدمة ذلك معالجة إشكالات انقطاعات الكهرباء والمياه وتعزيز الأمن والاستقرار، مؤكدا أن مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي بالمحافظة أقر عدداً من الإجراءات العاجلة لتخفيف هذه المعاناة، لافتا إلى أن أبناء المحافظة سيلمسون نتائج هذه الزيارة في القريب العاجل إن شاء الله. وقال " مدينة عدن الحبيبة هي مسقط رأسي وتحت ثراها يرقد أبي وجدي، وأكن لها في نفسي الحب الكثير، ففيها ترعرعت وتعلمت وناضلت في ريعان شبابي، وعدن خيرها على كل اليمن، ومن حقها عليها أن نعطيها أولوية واهتمام خاص لمعالجة قضاياها ومشاكلها، وان القادم يحمل لعدن وعموم اليمن الخير الكثير". ودعا الأخ باسندوة جميع أبناء الجنوب المتواجدين في الخارج للعودة إلى وطنهم وانهم سيلقون الحماية والرعاية اللازمة للقيام بواجبهم تجاه وطنهم في ظل الوحدة المباركة، مؤكدا أن خير اليمن وعزتها وقوتها في وحدتها والتفاف أبنائها حول وحدتهم. وعبر رئيس الوزراء عن حزنه الشديد برحيل الشخصية الوطنية والإعلامية المعروفة فقيد الوطن هشام باشراحيل، ولاغتيال الشهيد البطل اللواء الركن سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، متمنيا للمؤتمر التوفيق والنجاح والخروج بنتائج تعزز من الرؤية الموحدة لنساء عدن تجاه القضايا الوطنية الماثلة. من جهته، هنأ محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد المشاركات في المؤتمر، مشيرا إلى أن المؤتمر يتميز بكونه حدثا جديدا في تاريخ المرأة بمحافظة عدن. وقال :"هذا المؤتمر يتميز باعتباره حدثا جديدا في تاريخ المرأة في محافظة عدن في خروجه عن التقليد الذي تعودت أن تدعى إليه من قبل المؤسسات النقابية والحكومية للمرأة". وأضاف :"لقد حرصنا أن نشكل لجنة تحضيرية لهذا المؤتمر على أساس أن يتم عبرها التحضير والتهيئة والإعداد للمؤتمر وإشراك كافة النساء من مختلف القوى والأحزاب والتنظيمات والمجتمع المدني ومختلف المكونات الشبابية والحراك الجنوبي، حرصا منا أن تلتقي نساء عدن كافة وتقف وقفة واحدة موحدة إزاء مختلف القضايا الوطنية والإنسانية العادلة". وأكد رشيد أن المرأة شريك أساسي وفاعل في مختلف مناحي الحياة، مشيرا إلى أن المرأة أكثر من يعاني في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا وتدفع ثمنا باهظاً جراء معاناتها كسياسية وأم وزوجة وموظفة. وقال :"إنني لا أرتضي أن تبخس المرأة حقها في حياة كريمة وحرة، أو أن تنتقص من حقوقها في المواطنة المتكافئة وبالتالي لا ينبغي إقصائها أو التحدث عن آرائها بالإنابة، بل من المهم أن تكون لها رؤية مستقلة تعبر عن آرائها في مختلف مفاصل الحياة، تجسد فيها إرادتها السياسية وتطلعها لرسم الملامح المستقبلية التي تريدها في الشكل السياسي لدولة مدنية حديثة على أساس المشاركة الفاعلة، بما في ذلك صياغة الدستور القادم". وأكد على دور النساء في محافظة عدن منذ فجر التاريخ وما لعبته من أدوار مشرفه في الحياة العامة مؤكدا على أهمية إعادة الاعتبار لنساء عدن في منح المرأة حقوقها المكفولة شرعا وقانونا، والتعريف بأدوارها الإيجابية التي لعبتها وما تزال حتى يومنا هذا. وشدد محافظ عدن على استثمار اللحظة التاريخية التي يعيشها شعبنا اليمني بصورة إيجابية من خلال مؤتمر الحوار الوطني المرتقب، الذي ستشارك فيه نساء اليمن كإحدى القوى الوطنية التي ستسهم في إعادة صياغة ورسم ملامح المستقبل، مؤكدا على ضرورة أن تدخل النساء إلى مؤتمر الحوار الوطني متحدات الرؤى واضحات المطالب والأهداف. ودعا إلى تشكيل آلية مستمرة من المنظمات النسائية ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الشبابية المختلفة لمتابعة توصيات هذا المؤتمر والتنسيق على صعيد التنفيذ الداعم لقضايا المرأة المختلفة على أساس الإسهام في إعداد إستراتيجية وطنية للمرأة وضمان وجود إطار قانوني يساند ذلك. بدورها رحبت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر قبلة محمد سعيد برئيس مجلس الوزراء والوزراء وكافة الحاضرين والمشاركات بالمؤتمر، مؤكدة أن انعقاد المؤتمر جاء لخدمة المرأة في المحافظة لإعلان صوتا موحدا للمرأة، والوقوف صفا واحدا لوضع قضاياها ورؤيتها المستقبلية للمرحلة الانتقالية. وتقدمت رئيسة اللجنة التحضيرية التهاني والتبريكات للقيادة السياسية بنجاحات أبطال القوات المسلحة وانتصارها على أنصار الشر في محافظة أبين، كما تقدمت بأصدق التعازي والمواساة باسم النساء بمحافظة عدن باستشهاد قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن وفقيد الصحافة اليمنية هشام باشراحيل. واستعرضت الجهود التحضيرية لعقد المؤتمر، متطرقة إلى الصعوبات التي واجهت اللجنة التحضيرية للمؤتمر خلال المرحلة الماضية وأكدت في كلمتها على ضرورة رسم ملامح مستقبلية تنتصر فيها النساء لحقوقهن السياسية ومشاركتهن في بناء مستقبل البلد. وشددت على الترفع على الخلافات وقالت :إن الوقت قد حان لنترفع ونسمو عن الخلافات التي تشق الصف ولا توحده، والترفع إلى حجم عدن التي احتوت كل الأديان والأعراف، ورص صف النساء للمشاركة في بناء الدولة المدنية الحديثة. ويناقش المؤتمر على مدى يومين 14 ورقة عمل موزعة على عدد من المحاور التعليمية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، وتتناول دراسات عن استراتيجية تعليم المرأة اليمنية والدور التنويري لعدن في نشوء القطاع النسوي الفاعل، ودور المرأة في إنجاز مهام التحولات وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والهوية السياسية لمحافظة عدن.