وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ما يحدث في سوريا خاصة في مدينة حلب بأنه يرقى إلى جرائم حرب.. محذراً من أن مرتكبي هذه الجرائم سيتعرضون لمساءلة دولية. ويأتي هذا في الوقت الذي تتواصل الاشتباكات العنيفة في حلب ثاني كبريات المدن السورية بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. وشدد العربي في تصريحات صحفية اليوم على دعم الجامعة العربية لدعوة المعارضة السورية بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم على حلب..مشيرًا إلى أن المهم هو ما سينتج من الذهاب لمجلس الأمن. وقال: "إن هناك جهود لاستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بثقل قانوني وأخلاقي وسياسي لمعالجة الوضع في سوريا.. مشيراً إلى أن آخر موعد لقبول التعديلات على المشروع ستكون غدًا وبعد ذلك سوف تبدأ مناقشة المشروع العربي الأسبوع القادم". وجاءت تصريحات العربي بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده ستنتصر على "المؤامرة" التي تحاك ضدها. وأوضح المعلم في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أن "الشعب السوري مصمم ليس فقط على مواجهة هذه المؤامرة بل مصمم على الانتصار فيها". وأضاف أن المسلحين "خططوا لمعركة دمشق الكبرى وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة وانتقلوا إلى حلب واؤكد لكم ايضا ستفشل مخططاتهم" وأكد الوزير السوري أن "وجهات نظر ايران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما". وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم الشعار صرح في وقت سابق بأن الجيش والأمن "سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا". وقال الشعار إن " وجود بعض الثغرات يجب ألا يكون مبررا لأي أحد لكي يبيع نفسه إلى خارج الحدود، فنحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلا من أن يكونوا مخربين له". وفى سياق متصل طالب المبعوث الدولي المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان كل الاطراف المتنازعة في سوريا بضبط النفس وتجنب اراقة مزيد من الدماء.. معربا عن خشيته من الحشد العسكري في حلب . وقال في بيان اصدره اليوم في نيويورك "يساورني القلق بشأن تقارير عن حشد قوات وأسلحة ثقيلة في حلب والمنطقة المحيطة بها .. مشيرا الى معركة وشيكة في أكبر مدينة بسورية. واكد عنان ان الوضع في حلب يظهر الحاجة لتكاتف القوى الدولية للعمل من أجل انتقال سياسي يؤدي إلى تسوية سياسية ويحل هذه الأزمة ويحقق السلام للشعب السوري". وعلى الصعيد الميدانى تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. وذكر المرصد السورى لحقوق الانسان بان خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في سوريا بنيران القوات السورية التي ما زالت تواصل تنفيذ حملة مداهمات في محافظة ريف دمشق اليوم . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له اليوم " في محافظة ريف دمشق ، تنفذ القوات السورية حملة مداهمات في منطقة الشيفونية بمحيط مدينة دوما التي سقطت عليها قذيقتي هاون فجر اليوم ، وفي بلدة الهامة قتل مقاتل من كتائب الجيش الحر اثر إصابته برصاص قناصة ". وأفاد البيان أنه عثر على جثامين أربعة أشخاص في بلدة معضمية الشام ، ثلاثة منهم مجهولي الهوية . وفي منطقة السبينة دارت اشتباكات اليوم بين مقاتلين من الجيش السوري الحر والقوات السورية التي بدأت حملة مداهمات في المنطقة. وأشار البيان إلى أنه سمع في بلدة حجيرة أصوات انفجارات ناجمة عن قصف تتعرض له البلدة من القوات السورية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة . وفي مدينة حمص ، يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة على الحي المحاصر وأحياء أخرى بمدينة حمص خارجة عن سيطرة النظام السوري . من جانب آخر تدور اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين التابعة لمحافظة درعا بين مقاتلين من الجيش الحر والجيش السوري التي اقتحمت البلدة، في الوقت الذي تسمع فيه أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في المنطقة التي يتواجد فيها مقاتلو الجيش الحر . وأعلن المرصد أن مقاتلي الجيش الحر اشتبكوا مع دورية أمنية تابعة للجيش السوري في قرية السيد حمود وأسفر الاشتباك عن مقتل وجرح عناصر الدورية بينهم ضابط .